بايدن: العراقيون لا يريدون أن يكونوا دمى في يد إيران

  • 4/11/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أن القادة العراقيين أثبتوا تمسكهم بسيادتهم الوطنية في قتالهم ضد تنظيم "داعش" الارهابي، مؤكدا إنهم لا يريدون بأي شكل من الأشكال ان يكونوا "دمى" في يد إيران او دول اخرى. وقال بايدن في خطاب ألقاه في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن إنه خلال معركة استعادة السيطرة على تكريت شدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على وجوب ان تتلقى القوات العراقية أوامرها من بغداد وليس من طهران. وأضاف أنه في بادئ الأمر أظهرت وسائل الاعلام الوضع في تكريت على أن "الآمر الناهي" في معركة استعادة السيطرة على المدينة هو الميليشيات الموالية لإيران، ولكن ما أن بدأت المعركة حتى أخذ العبادي "بكل شجاعة زمام المبادرة وأوضح بشكل لا لبس فيه أن الحكومة العراقية وأنه هو شخصياً بصفته قائداً أعلى للقوات المسلحة من يدير العملية". وقال إن الولايات المتحدة شنت بطلب من العبادي غارات جوية على مواقع التنظيم الارهابي في تكريت مما سمح للقوات العراقية باستعادة السيطرة على المدينة بعد ايام. وبحسب بايدن، فان معركة تكريت كانت بمثابة امتحان مهم للجيش العراقي والقادة السياسيين لاثبات أن بغداد قادرة على حماية مصالحها، وأكد أن "العراقيين لا يريدون الانجرار في النزاعات الإقليمية...انهم يريدون ان يظلوا أسياداً في بلدهم". وأضاف إن القادة العراقيين "لا يريدون أن يكونوا دمى يحركهم خيط يمسك بطرفه أحد ما في المنطقة"، مشيراً الى أنهم يعملون على تحقيق المصالحة بين مكونات البلاد الرئيسية الثلاثة: العرب السنة والشيعة والاكراد. وحاول نائب الرئيس الأميركي الرد على انتقادات في الداخل والخارج تلاحق التحالف العسكري بقيادة واشنطن، اذ اتهم نواب اميركيون أوباما بتبني موقف حذر جداً ما فتح الطريق أمام إيران. وبحسب بايدن فان الانتقادات تبالغ في تقييمها لدور ايران او قوة تنظيم "داعش" خلال المعارك، وقال ان "الادعاءات لا تعكس الوضع على الارض". وتابع ان الحكومة العراقية برئاسة العبادي وعدت باتخاذ خطوات للتقرب من السنة في البلاد في وقت استطاعت فيه القوات العراقية والكردية صد تنظيم "داعش" بدعم من الغارات الجوية للتحالف بقيادة اميركية. وحاول بايدن الدفاع عن استراتيجية الرئيس باراك أوباما ضد تنظيم "داعش" وذلك قبل زيارة يقوم بها رئيس الحكومة العراقية الى واشنطن الاسبوع المقبل. وتوجه بايدن الى القادة العراقيين وحثهم على مواصلة العمل من اجل المصالحة بين السنة والشيعة والاكراد في البلاد، وقال إن "المنطقة كلها تراقب عن قرب...لا يمكن للقادة العراقيين أن يتحملوا خسارة هذا الاتجاه السياسي الملح الذي جمعهم سوية في هذه المرحلة (...) عليهم أن يواصلوا تقديم التنازلات، وهذا أمر صعب"، مشيراً الى سنوات شهد خلالها العراق إراقة للدماء بسبب العنف المذهبي. من جانبه، أكد السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز إن "التحالف الدولي سيشارك في عملية تحرير الأنبار والموصل بواسطة الضربات الجوية والمشاورات الإستخبارية وتدريب القوات الأمنية"، مؤكداً أنه سيتم خلال الشهر المقبل تجهيز العراق ب 50 عجلة مصفحة نوع (أمراكس) لتحمي المقاتلين من العبوات الناسفة. وأضاف جونز خلال مقابلة قناة العراقية شبه الرسمية" إننا نعمل على تسريع عملية تجهيز القوات الامنية العراقية بالمعدات"، لافتاً إلى أن طائرات ال (F16) ستصل العراق خلال موسم الصيف الحالي". وحول الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء حيدر العبادي إلى واشنطن كشف جونز انها "لبحث جانبين الاول بشأن الشراكة الأمنية العراقية الاميركية لطرد "داعش" والجانب الثاني هو بخصوص التعاون بيننا ما بعد التخلص من عصابات "داعش" الارهابية، فضلا عن التباحث بشأن اتفاقية الاطار وهي اتفاقية تشمل الاستثمارات الاقتصادي والتعليم والتجارة وغيرها"، مبيناً أنه بعد القضاء على الدواعش "ستدخل شركات أميركية الى العراق متخصصة بمجال الزراعة والصناعة والخدمات"، وأشار إلى أن "تحرير تكريت يعد حدثا تاريخيا في المعركة ضد الارهاب وسيسهم في تسهيل العمليات الاخرى". أما عن التداعيات بشأن ضربات التحالف الدولي الخاطئة للقوات الأمنية اوضح السفير جونز أن "جميع الضربات الجوية تتم بالتنسيق العالي مع القيادات الأمنية العراقية، فضلا عن وجود سجلات توثق اماكن وزمن هذه الضربات ويمكن الرجوع اليها للتأكد، مبينا أن "هذه السجلات لا تحمل إشارة لنيران صديقة". وأكد جونز أن الكونغرس "خصص 1.6 مليار دولار لتجهيز القوات الأمنية العراقية بالمعدات العسكرية من مدفعية وعجلات مصفحة وتجهيزات عسكرية وغيرها". إلى ذلك، أعلن مصدر عسكري عراقي أمس ان القوات الخاصة العراقية التي يطلق عليها "الفرقة الذهبية" تمكنت من قتل قائد تنظيم "داعش" لمنطقة السجارية وثلاثة من مساعديه بعملية نوعية شرقي الرمادي مركز محافظة الانبار. وقال المصدر إن قوات الفرقة الذهبية استهدفت في عملية أمنية نوعية الوكر الذي كان يتحصن به قائد التنظيم ومساعدوه الثلاثة . واضاف المصدر ان السجارية تشهد معارك طاحنة بين القوات العراقية وعناصر التنظيم شرقي الرمادي مركز محافظة الأنبار. وتابع ان معارك اليوم الاول في عملية تحرير محافظة الانبار التي انطلقت في منطقة السجارية ومناطق مجاورة اسفرت عن مقتل اكثر من 50 من عناصر "داعش" وجرح العشرات. على صعيد متصل، افادت مصادر امنية عراقية أمس ان تنظيم "داعش" اختطف 100شخص من قبيلتي شمر والجبور في قضاء بيجي على خلفية رفضهم اعلان البيعة للتنظيم وتم اقتيادهم الى جهة مجهولة ". ولاتزال اجزاء من قضاء بيجي شمالي صلاح الدين تخضع لسيطرة كاملة لتنظيم "داعش" وتعمل القوات العراقية حاليا على وضع خطط لتحريرها.

مشاركة :