كان الحجاج يسافرون إلى مكة قديمًا بالسفن عبر البحر الأحمر أو قوافل الجمال عبر الصحراء، وشهدت وسائل النقل الحديثة تحولاً كما شهدت المشاعر المقدسة في الحج باعتباره أكبر تجمع بشري سنوي في العالم نفسها تطورًا مذهلاً منذ ذلك التاريخ. وفي موسم الحج الحالى وفي الفترة من 13إلى 18 أكتوبرهبط على مكة بالمملكة العربية السعودية أكثر من مليون ونصف حاج لأداء شعيرة الحج وهي أهم مظهر من مظاهر العقيدة الإسلامية والوحدة كما وصفتها سفارة المملكة العربية السعودية بواشنطون. في أواخر ثمانينات القرن التاسع عشر وأوائل سنوات القرن العشرين كان الحجاج يقومون برحلات طويلة شاقة من جميع أنحاء العالم إلى مكة حتى يتمكنوا من أداء مناسك الحج الذي يعتبر واجبًا على كل مسلم قادر صحيًا وماديًا ومن أركان الإسلام، وتتم هذه المناسك على مدار خمسة أيام وتعد هذه أيام أكبر تجمع للمسلمين من أنحاء العالم. وفيما ظلت شعائر الحج وخطواته تنفذ بدقة وهي ثابتة كما سنها الإسلام على مر القرون إلا أن السفر الجوي وتطور البنية التحتية في المملكة العربية السعودية هو ما تغير للأفضل كما أن النمو الكبير لمدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة وتوسعهما عمرانيًا وتجاريًا قد غير بشكل كبير المناظر الطبيعية التي كانت سائدة خلال القرن الماضي. واليوم تنتشر الفنادق المريحة الراقية العصرية الهائلة الحجم في محيط الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، ومع تطور وسائل النقل الحديثة لم تعد الرحلة على مكة مثل ما كانت عليه قبل مائة عام يقول البروفيسور ف. إي. بيترز الأستاذ الفخري في الدراسات الإسلامية ودراسات الشرق الأوسط في جامعة نيويورك كما ورد في كتابه الذي جاء بعنوان (الحج) حيث ذكر فيه أن مجموع تجارب الحج في السابق غالبًا ما تكون شاقة ومخيفة ومؤلمة، وأحيانًا مربحة بشكل كبير وأحيانًا مدمرة ماليًا، لكنها تجارب مليئة بمشاهد ومشاعر روحية غير عادية. *ليديا تومكيو مراسلة صحفية وطالبة دراسات عليا بجامعة كولومبيا مدرسة الشؤون الدولية والعامة
مشاركة :