تظاهر مئات آلاف الجزائريون، للجمعة الـ21 على التوالي، مطالبين برحيل كل رموز نظام الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة، وذلك بعد ليلة من الاحتفالات العارمة بتأهل منتخب بلادهم إلى نصف نهائي كأس أمم افريقيا لكرة القدم المقامة في مصر. ورفع المحتجون، شعارات «الحركة الاحتجاجية ستستمر» و«نريد الديموقراطية والحرية» و«أيها اللصوص لقد نهبتم البلد». وطالب المتظاهرون في العاصمة الجزائر، مجدداً بـ«دولة مدنية وليس عسكرية»، متجاهلين تحذير قائد الجيش من ترداد «الشعارات الزائفة» ومعبرين عن عدم الثقة بالفريق أحمد قايد صالح.وعلق احد المارة في العاصمة على انتشار قوات الامن بازيائها الزرقاء، قائلاً «انها الجزائر الزرقاء»، في إشارة الى الجزائر العاصمة المعروفة بـ«الجزائر البيضاء» بسبب بياض مباني وسط المدينة المطلة على البحر. و ركنت عربات كثيرة للشرطة على جوانب الطرقات ما قلص المساحة المتاحة لحركة المحتجين.كما تم صب زيت محركات على سلالم ومقابض مداخل محطات المترو وأعمدة الكهرباء التي اعتاد متظاهرون الوقوف عندها، بحسب مراسلي «فرانس برس». وكما حدث في السابق تم صباح الجمعة، توقيف نحو عشرة أشخاص من دون مبرر واضح. ورأى مصور لـ«رويترز» رجلاً في الجزائر العاصمة أشعل النار في ملابسه، لكن متظاهرين تدخلوا واخمدوها بالمياه. إلى ذلك، صدر مرسوم جديد سيمكن جهاز الاستخبارات من مباشرة التحقيقات في ملفات فساد من دون عودة إلى النيابة العامة، إلا في مراحل إحالة الملفات على العدالة، ليستعيد بذلك جهاز الاستخبارات صفة «الضبطية القضائية» في متابعة ملفات الفساد، التي سُحبت من أمن الجيش نهاية عام 2014 بمرسوم من بوتفليقة.