عبداللطيف الزبيدي ما وجه الخطر المستقبليّ في قصّة الحمض النوويّ الذي يدّعي الغاصبون أنه دلّ على أن الفلسطينيين أتوا إلى «الشرق الأوسط» من أوروبا؟ لم يقولوا أتوا إلى فلسطين. خافوا الوقوع في شرّ نواياهم. سيرى الغافلون أن المسألة هراء لا أهمّية له على الإطلاق. لو كان مطلقو هذه الفرية الكبرى هم من بني قومنا، لقلنا ترهات هرطقات. لكنّ على اللديغ أن ترتعد فرائصه لرؤية الخيط الأبيض والأسود. هل بقي في حاسوب دماغنا بايت ذاكرة؟ ألم يكن وعد بلفور شيئاً من كربون الحبر على ورقة؟ هل لدينا اليوم قدرة على أرشفة صور الخرائب في تاريخ حضارتنا العربية الإسلامية، في أزهى عصرين، الأموي والعباسي، في دمشق وبغداد؟ حصاد التنكيل بالعالم العربي أوسع نطاقاً، وأشنع محاقاً، وأمرّ مذاقاً. من بلفور القول، ومن الغاصب الفعل. لو قيل للأبواب العالية العربية سنة 1917 إن ورقة الوعد ستمزق خرائط بلدانكم، وستقتل الملايين، وتشرد الملايين، وستهدم ما لا تبنيه المليارات، لعلقوا القائلين على المشانق. اليوم، نشك حتى في اليقين، حتى اليقين عندنا يكاد لا يصدق. في هذا الزمن الرديء، يمكن أن تأنس ناراً، وأن تأتي منها بقبسات، فاليوم اليوم يلوح في الآفاق نجم أمل كأنه سراج وهاج. منذ سبعة عقود لم تبدُ «إسرائيل» مختنقة مثلما هي اليوم. منذ سبعين سنة لم يرَها أحد مرتجفة لا يقر لها قرار، وقلبها، إن كان لها من قلب، كرقاص الساعة الحائطية. لم تعد قادرة على الحرب، ولا أحد يصدق بعدُ خداعها بادعاء السلام. أيّ سلام؟ إن كانت فرية الحمض النووي صادقة علمياً، خالية من شوائب الخبائث، فلم لم يختبروا حمض الإشكناز والخزر؟ قالوا إن الفلسطينيين حلّوا بفلسطين قبل ثلاثين قرناً، أوَ ليس القادمون بعد سنة 47 هم الأقربين «الأوْلى بمعروف» اختبار الحمض النووي، حتى يعرف العرب من أين قصفهم سوء حظهم بأفظع صندوق باندورا في التاريخ؟ لزوم ما يلزم: النتيجة التحذيرية: لا تستهينوا كعادتكم بهذه اللسعة «العلمية»، فتحت السواهي شرّ الدواهي. abuzzabaed@gmail.com
مشاركة :