الوكالات الإخبارية تنافس منصات التواصل وتحارب الأخبار المزيفة

  • 7/14/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من المختصين في مجال الإعلام والاتصال على أن مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر أقوى منافس للوكالات الإخبارية في العالم، ولذلك يجب عليها المحافظة على الخط الإعلامي المميز وأدواته والمتمثلة في المراسلين الميدانيين وسرعة بث الخبر بعد أن يتم تجهيزه بشكل يجذب القارئ بعيدا عن المبالغة، وأن الوكالات الرسمية أصبح لها دور أكثر أهمية في الوقت الحالي وهو محاربة الأخبار الكاذبة والمضللة وتعزيز المصداقية بينها وبين القارئ خاصة وأن هذه الأخبار تؤثر على المجتمعات والحكومات. وقال الدكتور عبدالرزاق العصماني أستاذ الإعلام الدولي في كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز: كانت وكالات الأنباء في وقت سابق تتمتع بمصداقية أكثر من اليوم، ولكن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي أصبح باستطاعة كل متابع أن يكون وكالة أنباء مستقلة، ونتيجة لذلك دخل الكثير في هذا الفضاء ومنهم المؤهل وغير المؤهل، واختلطت الأمور وأصبحنا نرى أشياء كثيرة لا علاقة لها بالعمل الإعلامي مطلقا ولا يمكن وصفها إلا بالثرثرات والقصص المتبادلة بين الناس، ولكنها بعيدة عن القيمة المعرفية والاجتماعية والعمق الإخباري، وهي لها علاقة بالصحفيين الذين يعملون في وكالات الأنباء ومواثيق شرف دولية والتي لا تتمسك بها بعض وكالات الأنباء في الوقت الذي لابد من الإشارة إلى بعض الوكالات التي تحتفظ بالخط التقليدي للحفاظ على القيمة الإخبارية والسياسية والمعرفية للخبر والتي معظمها غير متوفرة في مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار العصماني إلى التحديات التي تواجه وكالات الأنباء والتي تتعلق بالمشكلات التي يعيشها العالم مثل الحروب وعدم الاستقرار والتوجهات المحلية والعالمية والتي ليس عليها ضوابط وعلى الصعيد الدولي لا يوجد خط واضح للمعالجات الإعلامية المعرفية، كما يجب ومن أجل أن تكون في إطارها الصحيح يجب أن يكون هناك ميثاق شرف إعلامي، وأن يكون على مستوى الدولة جهات أخرى غير وزارة الإعلام مثل الهيئات المتخصصة لملاحظة كميات المعلومات في وقت كنا نشتكي فيه من كمية المعلومات ولكن أصبحنا الآن نشتكي من غزارة المعلومات والتي أدت لظهور أمور ضد المجتمع والدين والأعراف والتي تعاني منها الكثير من الشعوب لافت إلى أن قلة من وسائل الإعلام تسير في الاتجاه الصحيح فلو تتبعنا ما تبثه مواقع التواصل عبارة عن الإثارة والترفيه وتداول الأخبار واستعراض الصور والتي أصبحت أكثر من القيمة الإنسانية والمعرفية للأخبار والتي يصعب السيطرة عليها دوليا. ولفت إلى أن مناهج التعليم في بعض الدول ومنها السعودية خالية من طريقة التعامل مع هذه المستجدات الإعلامية والأخبار والمعلومات وتدفقها من أشياء مفيدة وضارة وبسبب ذلك فإنني أعتقد أنها وصلت لخط الدفاع الأخير والمتشكل في دور الأسرة والفرد في التفريق بين المناسب وغير المناسب وبين ما يحتاجه وما لا يحتاجه. مؤكد على أهمية حماية الإعلام واستقلاليته من خلال الإعلامي الذي يجب أن يعي مسؤوليته ومسؤولية أمانة الكلمة والقلم ويحدد مبادئه ويرسم خط لعمله بحيث لا تزل قدمه يمينا أو يسارا بسبب وجود الإغراءات في كل أنحاء العالم للإعلاميين بالإضافة للضغوط التي يعيشونها -لافت- إلى دور كليات الإعلام المهم في حماية قطاع الإعلام من خلال طلابها المنتسبين إليها والذين يتم قبولهم دون معايير محددة لمن سيعمل في قطاع الإعلام وهذا تسبب في حدوث مشكلات كثيرة ولو عدنا للوراء نتذكر خريجي اللغة العربية، هم العاملون في قطاع الإعلام وقتها نظرا لسلامة لغتهم والذي أثر على جودة المادة الخبرية وقتها ولكن للأسف مستوى خريجي كليات الإعلام -وأقصد الصحفي- مستواهم متدنٍ لأنه ينقصهم التأهيل الجامعي الكامل وبالتالي أصبح من الصعب التفريق بين الإعلامي الحقيقي والمتطفلين على مهنة الإعلام والصحافة ويرى الدكتور خالد الحلوة أستاذ مساعد بقسم الإعلام بجامعة الملك سعود أن آلية عمل الإعلام تغيرت كثيرا ففي السابق كانت الوكالات الإخبارية تقوم بإرسال الصور الفوتوغرافية والإخبار مكتوبة وتطورت تدريجيا إلى خدمة الفيديو وحاليا فإن عمل الوكالات مثل رويترز على سبيل المثال أصبح لديها البث العاجل من خلال المواقع الإلكترونية ولديها الحضور اللافت في توتير والانستغرام وسناب شات؛ لأن هدفهم الوصول للقارئ سريعا كبديل عن الهدف السابق وهي الصحف الورقية والقارئ فهم رسالة الوكالة وتفاعل معها خاصة وأن الخبر يصله مرفق بعدة صور وفيديوهات وأصبح التنافس بين الوكالات على السرعة والتنوع بالإضافة لوجود مراسلين لديهم المهارة لها في كل دول العالم والذي يعتبر ميزة. وذكر أن الوكالات الرسمية أصبح لها دور أكثر أهمية في الوقت الحالي وذلك في محاربة الأخبار الكاذبة والمضللة وتعزيز المصداقية بينها وبين القارئ الذي أصبح لديه وعي في التفريق بين الخبر الكاذب والصحيح عبر الوكالات المميزة بالمصداقية مثل وكالة الأنباء السعودية وغيرها ممن تسير على خطاها وهذا الدور يعتبر عبئا على الوكالة الإخبارية لأن مثل هذه الأخبار مضرة بمصلحة الدول والمجتمعات ولذلك تسعى جاهدة للقضاء عليها لافتا إلى أن التنافس الذي تعيشه الوكالات حاليا توسع لأنه أصبح فيما بينها ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال من يظهرون فيها على أنهم إعلاميون وهذا ضاعف مسؤولية الصحفيين المهنين الذين يعملون في الصحف أو وكالات الأخبار في الظهور من خلال مصداقية أعمالهم المميزة وما يبث من أخبار تحمل احتمالية الصواب والفبركة والسرعة في التداول. ويقول الدكتور عبدالله الرفاعي أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود الإسلامية إن المطلوب من وكالات الأنباء العالمية -والتي لها حضورها على الساحة- الاعتمادُ على وجود مراسلين مميزين ومحترفين ومتابعة جميع القطاعات المختلفة وربما نحن نفتقد هذا النوع من المراسلين في وكالة الأخبار السعودية (واس) ووجود الديسك الفاعل الذي يستطيع قراءة الأخبار بشكل مختلف ويعيد صياغتها ويتوقف النجاح على قدرة الوكالة في تقديم أخبار مميزة بمعني أن يكون لها السبق في عرضها للقراء لافتا إلى أن بعض الوكالات تعتمد على ما يصلها من الجهات الرسمية وهذا جهد لا يكفي فقسم التحرير يجب أن يحوي كادرا لديها الخبرة والمهارة وأن يكون عملهم ميدانيا بالدرجة الأولى وأعتقد أن هذا هو التحدي الحقيقي أمام الوكالات الإخبارية لإثبات مكانتها. وأضاف د. الرفاعي أن الأخبار المزيفة تحدٍ من نوع آخر يوجه الوكالات في جميع أنحاء العالم وفي العالم الغربي ورغم وجود الصحافة القوية المؤثرة إلا أنهم يعانون من هذه الأخبار، وهناك جهود تبذلها الحكومات والمؤسسات لمواجهة هذه الأخبار ومن ضمنهم وجود منصات رسمية تتتبع هذه الأخبار لمعرفة مصدرها وتتفاعل معها بشكل سريع لنفيها والمؤسسات الإعلامية الخاصة ينبغي أن يكون لها جهدها في مواجهة الأخبار المزيفة وفي المملكة لدينا يجب أن نزيد من الصحفيين المتفرغين والمحترفين لمواجهة حرب الأخبار الزائفة. د. عبدالله الرفاعي د. خالد الحلوة

مشاركة :