زرع الفتن ونشر الشائعات والأكاذيب.. مؤامرات ودعم للجماعات الإرهابية التي تستهدف المنطقة.. تحالفات مع القوى المعادية.. تزييف الحقائق والتقليل من الإنجازات.. تشويه إجراءات التنمية والإصلاح.. هجوم غير أخلاقي على دول الرباعي العربي، الإمارات والسعودية ومصر والبحرين.. كل ذلك وغيره لجأت إليه قطر بعد قرار المقاطعة بسبب دعمها للإرهاب، مستخدمة جماعة الإخوان الإرهابية حيث التقت مصالحهم، معتمدين على خلايا إلكترونية بآلاف الحسابات بأسماء وهمية، تم نشرها من خلال عدة دول في مقدمتها إيران وتركيا. معلومات دقيقة حصلت عليها «الاتحاد» من واقع ملفات الإنتربول وقوائم الإرهاب، تكشف الوجه القبيح للخلايا التي تحيك المؤامرات وأذرعها الإعلامية التنظيمية ودورها في إشعال واختلاق الأزمات بين الدول الأوروبية ودول الرباعي، كما حدث في الأزمة الكندية السعودية، كما تكشف الأسباب التي جعلت قطر تحمي المطاردين الإخوان وتتحول لداعمة لهم. وتؤكد المعلومات - المدعومة بأحاديث مع متخصصين وساسة من عدة دول، منها الولايات المتحدة الأميركية - أن اللجان الإلكترونية القطرية الإخوانية وبعض القنوات تبث السموم من الخارج، بالإضافة إلى دفع بعض الصحف الأجنبية والاعتماد على مراكز بحثية كمصادر للأخبار وهي في الأساس تابعة للجماعة الإرهابية لتشويه الرباعي العربي بسبب رفضه لإرهاب قطر والإخوان في المنطقة. رأس الأفعى خلية الشيطان المسؤولة عن إدارة الخلايا الإلكترونية يتصدرها رأس الأفعى عبد الله بن ناصر آل ثاني في محاولة تفكيك حالة المقاطعة بنشر الشائعات وتشكيل حملات ضغط إلكترونية على مسؤولي القرار. وابن ناصر هو وزير الداخلية القطري الأسبق، المدبر الأساسي لعمليات الإرهاب، وتمويلها، وإصدار جوازات سفر لعناصرها للقيام بعملياتهم الإرهابية بالمنطقة العربية، وأهمها ليبيا التي أصدرت اتهاماً رسمياً لقطر بدعم الإرهابيين على أراضيها، وضبط جوازات سفر وأموال قطرية في المناطق المحررة من الإرهابيين، ومن أبرز هذه الأسماء خالد شيخ محمد، أحد المدبرين لحادث 11 سبتمبر، وعزمي بشارة «بوق الحمدين»، ورمزي يوسف الإرهابي الدولي، وأبو مصعب الزرقاوي الذي ساهم في انتقاله إلى أفغانستان العام 2002، والأهم ما أذاعته قناة «إي بي سي نيوز» الأميركية عن أن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، زار قطر والتقى بعبدالله بن خالد آل ثاني في الفترة بين عامي 1996 و2000، وكان وقتها يشغل منصب وزير الدولة للشؤون الداخلية. أما الرجل الثاني في الخلية التي تدير الحرب الإلكترونية على دول الرباعي بالتحالف مع الإخوان، فهو ناصر بن عبدالله المسند، رئيس اللجان الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو خال تميم بن حمد، ومعروف عنه إدارة الكتائب الإلكترونية وتوجيهها من خلال آلاف الحسابات الوهمية. ويعد المسند، خزينة أموال «الخلية المشبوهة»، لا سيما أنه ترأس وكان عضواً بالعديد من الشركات المالية والبنوك القطرية، وانتشرت العديد من الأخبار والصور على مواقع التواصل الاجتماعي عن القبض عليه داخل ليبيا مع شخصين آخرين، وإظهار جوازات السفر الخاصة بهم، وهما سلطان آل ثاني، وآخر مجهول. أما بقية أعضاء الخلية، فهم حمزة زوبع، عضو جماعة الإخوان الإرهابية، مقدم برامج تلفزيونية من تركيا، وضيف دائم على القنوات القطرية كالجزيرة، والعربي، والحوار. وتضم الخلية الإخوانية القطرية في عضويتها، قطب العربي، صحفي مصري هارب من أحكام قضائية، ويتولى إدارة العديد من اللجان الإلكترونية ووضع سياسات لقنوات الإخوان، ويعد من أبرز المهاجمين لدول الرباعي العربي والذين يتم استخدامهم من قبل قنوات قطر. وهناك عمرو عبد الهادي، المحكوم عليه في مصر بسبب مشاركته في قضية اللجان النوعية للإخوان الإرهابية، المتعلقة بالإساءة للدولة المصرية عبر لجان الكتائب الإلكترونية، ومقدم برامج في قنواتهم وضيف على أبواق الدوحة. قرصنة المجتمع الصغير فكرة اللجان الإلكترونية معروفة عن قطر ومسماة بمصطلح «القرصنة القطرية» وهي ليست جديدة، وهذا يظهر سوء النية، كما يؤكد مايكل روبرت من معهد دراسات انتربرايز للسياسات الأمنية، مشيراً لـ«الاتحاد» إلى أنها جزء من نمط يردد فيه المسؤولون القطريون شيئاً واحداً ويحاولون جذب الجماهير الأجنبية، من خلال الإنفاق الضخم، مع متابعة أجندة أكثر خبثاً بكثير تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتعزيز التشدد والإرهاب، مشيراً إلى أن قطر مجتمع صغير وتسيطر عليه الحكومة بإحكام، لا شيء يحدث من دون إذن أو توجيه من الأمير ووالده ضمن المجموعة المعروفة إعلامياً باسم «تنظيم الحمدين».وأضاف روبرت أن قطر تصرفت بسوء نية لمدة طويلة، ليس مع الدول العربية بحسب ولكن مع الجميع، مؤكداً أن سمعتها مثيرة للجدل لدرجة أن أي شخص تلقى أموالاً قطرية يعتبر مشتبهاً به من قبل الحكومة الأميركية، ويتم التحقيق بالفعل حول دفعها أموال داخل الجامعات الأميركية في الفترة الأخيرة. وشدد الباحث المتخصص على أنه يجب أن تكون قطر مسؤولة عن تصرفاتها، إذا حاولت تجنّب القوانين فيما يتعلق بالأموال الأجنبية في الولايات المتحدة، فيجب استهدافها والمستفيدين منها، لكن ما دامت قطر تستضيف القوات الأميركية، فإنها ستشعر بأنها محصنة ضد العقاب، مثلما فعلت تركيا لفترة طويلة لأنها تستضيف القوات الأميركية في إنجرليك، وأول ما يتعين على الولايات المتحدة فعله هو نقل قواتها إلى قاعدة أخرى في الخليج. المليارات للجيوش الإلكترونية الدكتور أحمد رفعت عضو لجنة التكنولوجيا والاتصالات في مجلس النواب المصري، قال إن الدوحة تنفق المليارات على الجيوش الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية لبث الشائعات المغرضة ضد الدول الأربع الرافضة للإرهاب الممول من قطر، مشيراً إلى أن هناك آلاف الحسابات الوهمية التابعة للجان الإلكترونية الإخوانية القطرية ينفق عليها النظام القطري للدفاع عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، وأن هذا الأسلوب القطري متبع منذ فترة كبيرة، وكانت تتبناه قناة الجزيرة ببث خطاب الفتن والكراهية لتقسيم الشعوب العربية وإسقاط مصر، وتجند الدوحة المطاردين من شباب الإخوان في وسائل التواصل الاجتماعي للإساءة للسعودية والإمارات ومصر والبحرين. وبرعت قناة الجزيرة في تزييف الحقائق وتركيب الفيدوهات المفبركة لتضليل الرأي العام العربي، كما يوضح النائب المصري بأن سياساتها تخدم الكيان الصهيوني لإسقاط الدول العربية وإشعال الفتن في المنطقة، لافتاً إلى أن النظام القطري هو الوجه الآخر للصهيونية، ويريد أن يمكن الدواعش في البلدان العربية. 500 موقع مصادر أمنية رفيعة أدلت بمعلومات لـ «الاتحاد»، تؤكد أن قائمة مواقع الجماعة الإرهابية وبدعم قطري تتعدى الـ500 موقع إلكتروني، قامت دول الرباعي العربي بحجبها، أبرزها تم تدشينه وإطلاقه من بنما والسودان وإيران وتركيا وقطر، ومن أشهر تلك الأبواق التحريضية مواقع «الجزيرة والخليج وعربي بوست وهاف بوست»، وعلى المستوى الدولي موقع «إنتر سبت». وباستخدام أداة mediatoolkit، المتخصصة في تحليل البيانات على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت آلاف الحسابات الإلكترونية التي روجت لشائعات وأكاذيب، ومن ضمنها تغريدات بعدم رضا ابنة المستشار النائب العام هشام بركات على الحكم ضد المتهمين باغتياله، وأنهم أبرياء، ليتم كشف زيف هذه الشائعات، الأمر نفسه تم استخدامه في الإساءة لمشروعات قومية كان آخرها كوبري روض الفرج أكبر كوبري معلق في العالم، وقامت الدوحة من خلال جماعة الإخوان الإرهابية وخلية الشيطان بالتغريد حول عدم أهمية المشروع بالمقارنة بالحالة الاقتصادية للمواطن البسيط. ومن الدلائل الأبرز لعمل تلك الخلية الإخوانية القطرية ما حدث من نشر ادعاءات ضد السفير الأميركي في المملكة العربية السعودية، بأنه يحاول الوقيعة بين الإمارات والسعودية في اليمن وحملة التحالف العربي ضد الحوثيين الانقلابيين، وهو الأمر الذي نفاه بشكل قاطع ماثيو تولر السفير الأميركي في الرياض. ولم تكن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية بعيدة عن الاستخدام القطري الإخواني ضد الرباعي العربي ومحاولة الإيقاع بينهم والدول العربية، في محاولة من الدوحة لكسب حليف جديد يمكنهم الاستناد إليه في مواجهة قوة الرباعي والمقاطعة، حيث قامت بنشر تسريبات صوتية مزعومة نسبتها لضابط مخابرات مصري يطلب فيه من إعلاميين مصريين، مهاجمة دولة الكويت وقادتها، في محاولة لتأليبهم على الدولة المصرية ونظام الرئيس السيسي، والإيحاء بأنهم ضد الكويت.وخرجت مصر ببيان عاجل حينها يؤكد احترامها الكامل لدولة الكويت وقيادتها، والعلاقة التاريخية بين البلدين، وهو ما قابلته الكويت بالمثل وأكدت أن مصر ودول الرباعي العربي إخوة بحكم الوطن والدين والعروبة، وتم إفساد خطة الخلية الإرهابية المسمومة.الغريب أن قناة «مكملين» الإخوانية نشرت التسريبات في الوقت نفسه الذي نشرته «نيويورك تايمز» والتي بدورها لم تغفل نسب هذه التسريبات بالموقف الرباعي العربي وزعمت بأنهم راضون عما يعرف بـ «صفقة القرن» والموافقة على القرار الأميركي للرئيس ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما نفته الدول الأربع بشكل قاطع وأعلنت رفضها للقرار، واعتبار القدس عاصمة دائمة للشعب الفلسطيني. أما الحادث الأخير، فكان متعلقاً بحالة الحداثة التي تسير عليها المملكة العربية السعودية، والتي تنقل المملكة إلى تمكين المرأة والشباب واستغلال الموارد، لتتم إقامة حفلات لأول مرة ويسمح للسيدات بقيادة السيارات، فاستغلته قطر للترويج بأن المملكة تخالف ما رست عليه من قواعد إسلامية، إلا أن قطر فعلت الأمر نفسه مقلدة أسلوب الحداثة، وكشف المستشار تركي آل الشيخ في تغريدة يقارن فيها ما قام به ولي العهد السعودي وما تقوم به قطر من تقليد، مشيراً إلى أن الهجوم الكبير الذي شنته قطر عبر وسائلها لم يكن سوى جزء من خطتها لهدم الاستقرار والتشويه. خلية الشيطان سعت أموال الدوحة لشراء المواقف الأميركية والغربية، فقال خالد العطية، وزير الدفاع القطري، في أعقاب الأزمة مع الرباعي العربي، إن المليارات التي أنفقت على شراء الأسلحة لا تزال غير كافية من أجل الاستعداد لما هو أسوأ، وبدأت الدوحة محاولة لحل أزمتها بموافقة شركة «بي إيه إي سيستمز» البريطانية للصناعات الجوية والدفاعية على بيع 24 طائرة مقاتلة من طراز «تايفون» للدوحة، بقيمة 8 مليارات دولار.وذكرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية أن صفقة الدوحة مع «بي إيه إي سيستمز» أنقذت اقتصاديات الشركة التي كانت قريبة من تسريح ما يقارب 2000 عامل بسبب تباطؤ مبيعاتها، لكن صفقة قطر أنعشت خزينتها.في المقابل خرج بيان واضح من بريطانيا يطالب بفك ما ادعى بأنه «الحصار» عن قطر، بعد تصريحات اكتفت فيها تريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية بضبط النفس بين الدول الخمس باعتبار أنهم يشكلون صمام أمان المنطقة.أيضاً أتى الإعلان عن توقيع قطر على صفقة لشراء 7 قطع بحرية عسكرية من إيطاليا بـ 6 مليارات دولار، وشراء 62 دبابة من ألمانيا بملياري دولار، ومعدات عسكرية من تركيا بملياري دولار، محاولة من القطريين والإخوان في استجداء الغرب في أزمتهم.على المستوى الأميركي لم يكن الأمر سهلاً للدوحة، فبدأت باستقطاب شخصيات قريبة من دوائر صنع القرار، ومنهم جوي اللحام، المستشار السابق لقطر، الذي تقاضى 1.45 مليون دولار، نظير عمله في مناصرة قضيتها، وكان المناصر الأكثر لقطر هو ريكس تيلرسون وزير الخارجية السابق الذي تقابل مع محمد عبد الرحمن وزير الخارجية القطري مراراً، وأكد أكثر من مرة رغبته في حل الخلاف، من خلال زياراته للسعودية والإمارات والبحرين من جهة، ولقطر من جهة أخرى. وكان لترامب رأي أكثر حزماً تجاه الإدارة القطرية، وصرح بأنها متورطة بشكل واضح في دعم الإرهاب، وأنه تأكد من ذلك بنفسه. المال السياسي لعب المال السياسي دوراً كبيراً من قطر ضد الرباعي العربي، كما تقول دكتورة دلال بحري أستاذ العلوم السياسية والدولية في جامعة باتنة بالجزائر معللة ذلك بأن قطر وجدت نفسها معزولة عن العالم ومنطقتها العربية، بعد قرار الرباعي، ووجدت مصالحها مع جماعة الإخوان. وأضافت في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن «هناك أسماء واضحة يتم من خلالها إدارة الأمر تجاه الرباعي العربي، ومن أبرزها تنظيم الحمدين، بالإضافة إلى عبدالله بن ناصر وزير الداخلية القطري الأسبق الموضوع على قوائم الإرهاب، وشخصيات مقربة من تميم، ما يعني رضاه التام ودرايته بالأحداث والمؤامرات التي تحاك ضد جيرانه والمفترض أنهم إخوة الدم، كما كان يقول في خطاباته السابقة». وأكدت أستاذ العلوم السياسية تورط جماعة الإخوان الإرهابية في عمليات التحريض ضد الرباعي العربي، معتبرة أن الإخوان يمثلون عضلات تنفيذ أفكار قطر، وهو ما تم إثباته بالدلائل والبراهين. الذباب الإلكتروني الجماعة الإرهابية نفسها لا تخفي إدارة حملات مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة باللجان الإلكترونية، واستخدامها في الإصابة المعنوية والمادية لمنافسيها وأعدائها سياسياً، وهذا ما يؤكده خالد الزعفراني الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، مؤكداً وجود ملايين الحسابات على «تويتر» و«فيس بوك»، بأسماء مزيفة وتحتوي على المضمون المكتوب نفسه والموجه ضد الرباعي العربي، وهو ما يعرف باسم «الذباب الإلكتروني» الذين تم حذفهم من حسابات نظام الحمدين مؤخراً، في خطوة تدل على انعدام شعبيتهم. وتستخدم الجماعة وقطر خطة التشهير عن طريق شخصيات إخوانية موجودة في أميركا وأوروبا، يتم تمويلهم من قطر، ويذكر الباحث منهم إسماعيل البراسي الموجود بين أميركا وكندا، ولديه كثير من الصلات بالجاليات المحسوبة على الإخوان، والمنظمات التي تمولها قطر، وماجد محمد الموجود في أميركا، ويترأس منظمة إخوانية وثيقة الصِّلة بالأجهزة المخابراتية الدولية، ونهاد عوض مدير منظمة كير، والوثيق الصِّلة بعدد من نواب الكونجرس والبيت الأبيض، وأنس التكريتي، الإخواني العراقي الحاصل على الجنسية البريطانية ولديه علاقات قوية بنواب مجلس العموم البريطاني.
مشاركة :