تقرير لـ {الإفتاء} المصرية يحذر من كتاب جديد لـ«داعش» يدعو للهجرة إلى سوريا والعراق

  • 4/11/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حذرت دار الإفتاء في مصر من كتاب جديد لتنظيم داعش يدعو للهجرة إلى سوريا والعراق. وقالت الدار، في تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة، أمس، إن «الكتيب محاولة من التنظيم لكسب رضاء المواطنين وضمان ولائهم في المناطق الواقعة تحت سيطرته، وضرب الاستقرار في الدول العربية وصولا لهدمها من الداخل، لتحل محلها الجماعات والحركات التكفيرية الفاسدة». في حين قال مستشار مفتي مصر، الدكتور إبراهيم نجم، لـ«الشرق الأوسط»، إن «(داعش) ينفق أموالا طائلة لجذب مزيد من المقاتلين تحت رايته.. والكتيب الجديد يتوازى مع التحرك الكبير للتنظيم خلال الفترة المقبلة في ساحة الفضاء الإلكتروني». وأطلقت دار الإفتاء على «داعش» اسم «دولة المنشقين عن (القاعدة) في العراق والشام»، في حملة دولية أعلنتها منتصف أغسطس (آب) الماضي، كما دشنت الدار صفحة على «فيسبوك» للرد على شبهات التنظيم. كما أفتت بأن ما يقوم به «داعش» من ترويع للآمنين وتدمير للممتلكات العامة والخاصة ونهبها لا يمت للإسلام بصلة. ويشار إلى أن «داعش» يمتلك آلة إعلامية قوية مكنته في غضون أشهر قليلة من أن يصبح التنظيم المتطرف الأشهر في العالم، ولدى التنظيم منابر إعلامية متمثلة في «إذاعة ومواقع على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) ومجلات وصحف ونشرات.. وأخيرا دخل عالم الكتب المطبوعة». ويواصل مرصد فتاوى التكفير والآراء الشاذة والمتشددة عمله في الإفتاء المصرية، للرد عليها بطريقة علمية منضبطة لمواجهة الإرهاب الذي يجتاح العالم. ورصدت الإفتاء في تقرير أعده المرصد ونشرته على موقعها الرسمي، أمس، قيام «داعش» بتوزيع كتيب على المواطنين في الموصل، يعلن فيه أن جميع الدول العربية، عدا العراق وسوريا، «دول غير إسلامية»، ويعلن فيه وجوب هجرة جميع المسلمين والانضمام إلى «أرض الخلافة»، باعتبارها مركزا للهجرة والجهاد. وأكد مرصد الإفتاء أن هذا «الكتيب» يأتي في محاولة منه لكسب رضاء المواطنين، وضمان ولائهم في المناطق الواقعة تحت سيطرته، وزرع الشقاق وضرب الاستقرار في الدول العربية وصولا إلى هدم وتقويض الدول القائمة، لتحل محلها الجماعات والحركات التكفيرية التي تعيث في الأرض الفساد. من جهته، أكد مستشار المفتي، الدكتور نجم، أن الكتاب الجديد - بحسب ما ورد إلينا من تقارير من الموصل - جاء بعنوان «الولاء للخلافة وليس للدولة القومية»، وأن التنظيم وزعه على أهالي الموصل لجذب المزيد من المقاتلين من الشباب والفتيات تحت رايته. وحول ما تضمنه الكتاب، أكد نجم، وهو المتحدث الرسمي باسم دار الإفتاء، أن «الكتاب انتقد في جزء منه اللاجئين الذين يفرون من المناطق التي تخضع لسيطرة التنظيم»، لافتا إلى أن أفكار الكتاب حملت فكر «داعش» المتطرف، واستند فيه إلى أدلة وحجج واهية تخدم فكره البعيد عن وسطية الدين الإسلامي وباقي التشريعات السماوية. وأكد تقرير مرصد الإفتاء في تعليقه على ما حواه الكتاب، أن «التكفير (عندما ذكر أن دولا غير إسلامية) قطعا يفضي إلى التناحر والتفرق، ليس فقط بين أبناء الأمة الواحدة؛ بل بين أبناء الأمم والحضارات الإنسانية المتباينة، وهو خطر داهم يستتبعه استحلال دماء وإزهاق أرواح، الأمر الذي حرمته الشريعة الإسلامية أشد تحريم». وتابع التقرير أن قول «داعش» بأن المناطق الواقعة تحت سيطرتهم هي أرض الخلافة ومركز الجهاد، إنما هو تدليس في القول وتلبيس على الناس، فما من أرض دخلوها إلا وعاثوا فيها الفساد والقتل والتشريد؛ بل هم يقتلون المسلمين ويشردونهم بأضعاف ما يفعل غير المسلمين بهم، فهم لم يدفعوا بما ادعوه من جهاد عن المسلمين عدوًّا؛ بل جروا عداوة الأمم على المسلمين واستعدوهم عليهم، وزادت الأمة بما يفعلونه ضعفا. وأوضح تقرير مرصد الإفتاء أن ما يقوم به «داعش» من أعمال إرهابية وتخريبية، وما يلحقه بالمسلمين من مفاسد في مشارق الأرض ومغاربها؛ إنما هو تكأة وذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد العربية والإسلامية والتسلط عليها واستغلال خيراتها ونهب مواردها، بحجة ملاحقة الإرهاب أو المحافظة على المصالح الاقتصادية أو تحرير الشعوب. واختتم التقرير بتحذير الجميع من التجاوب أو الاستماع إلى تلك الأكاذيب والأباطيل التي جاءت في الكتاب، مؤكدا أن من أعان هؤلاء (أي تنظيم داعش) على تحقيق مقصدهم وبلوغ مآربهم بأفعاله الخرقاء، فقد فتح على المسلمين وبالا وشرا، وفتح للتسلط على بلاد الإسلام ثغرا، وأعان على انتقاص المسلمين وضعف قوتهم، وتقويض دولهم ومجتمعاتهم، وهذا من أعظم الإجرام. من جهته، أضاف نجم أن «مرصد الفتاوى التكفيرية بالإفتاء، أداة ترصدية بحثية مهمة للغاية، تستطيع من خلاله الدار متابعة ورصد مقولات التكفير وما تبثه الجماعات الإرهابية في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلى شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ورصد الظواهر والأسباب المؤدية لنشوء مثل تلك الآراء المتشددة»، لافتا إلى أن «داعش» يحاول جاهدا أن يعمل في مسارين، الأول القتال في المعركة بسوريا والعراق.. والثاني الانتشار في ساحة الفضاء الإلكتروني عبر «إذاعات ومجلات إلكترونية ومواقع للتواصل الاجتماعي»، كاشفا عن اعتزام «داعش» إنفاق أموال طائلة على أذرعه الإعلامية.. وأن الفترة المقبلة ستشهد تحركا أكبر للتنظيم في الفضاء الإلكتروني.

مشاركة :