لقاء بين أوباما وكاسترو يمهد لتعزيز خطوات التطبيع

  • 4/11/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بنما - واشنطن: «الشرق الأوسط» مع انطلاق أعمال قمة الأميركتين في بنما أمس، اتجهت الأنظار إلى عقد لقاء محتمل بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والكوبي راؤول كاسترو يكرس التقارب بين بلديهما بعد 53 عاما من العداوة الشديدة. وقبل هذا اللقاء المحتمل، أعلن مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيسين الأميركي والكوبي أجريا محادثة هاتفية بينهما قبل أن يغادر أوباما واشنطن إلى بنما. وفي حدث تاريخي آخر، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الكوبي برونو رودريغيز في بنما مساء أول من أمس، وذلك في اجتماع هو الأول بين مسؤولين بهذا المستوى منذ 1958. وتسجل قمة الأميركتين التي تجمع خلال يومين نحو 30 من قادة الدول، حضورا غير مسبوق لكوبا التي استبعدتها الولايات المتحدة و«منظمة الدول الأميركية» من الاجتماعات والمنابر الكبرى في القارة. فبعد المصافحة التي جرت أواخر 2013 بين أوباما وراؤول كاسترو في جنوب أفريقيا أثناء تشييع نيلسون مانديلا، يلتقي الرئيسان مجددا وجها لوجه للمرة الأولى بين رئيسي الدولتين منذ 1956، أي قبل سنتين من الثورة الاشتراكية التي قام بها فيدل كاسترو وأدت إلى القطيعة في العلاقات الكوبية - الأميركية في عام 1961. ولم يعلن مسبقا عن أي لقاء رسمي، لكن اجتماعهما غير المسبوق سيتوج التقارب المفاجئ الذي أعلن عنه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد 18 شهرا من الاتصالات التي أحيطت بسرية كبيرة. وكان مفترضا أن يبدأ الافتتاح الرسمي للقمة مساء أمس، وبعده يشارك كاسترو وأوباما في عشاء لقادة الدول في مدينة بنما القديمة. وإعلان الانفراج بين عدوي الحرب الباردة سيسجل حدثا تاريخيا ويفتح الطريق لمفاوضات طويلة وشاقة من أجل حل النقاط الخلافية الكثيرة الموروثة عن أكثر من نصف قرن من المواجهات. وأعلن دبلوماسي أميركي أن وزيري خارجية البلدين كيري ورودريغيز أجريا في بنما مساء أول من أمس مباحثات تاريخية «بناءة جدا» سمحت بحصول «تقدم» في إطار التقارب بين الدولتين. وتحدث الدبلوماسي الأميركي عن حوار «طويل وبناء جدا» جمع وزيري الخارجية في لقاء استمر ساعات طويلة. وجاء هذا اللقاء فيما باشرت وزارة الخارجية الأميركية مساء أول من أمس الخطوات لرفع عقبة أولى متمثلة بإدراج كوبا في القائمة الأميركية للدول المساندة للإرهاب إلى جانب السودان وسوريا وإيران. وصرح بن كاردن أعلى مسؤول ديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ عن تقديم «توصية من الخارجية لشطب كوبا من قائمة الدول المساندة للإرهاب». وقال السيناتور فيما تأخرت الخارجية في تأكيد هذه المعلومات: «آمل أن يزيل هذا الإعلان العقبات أمام إعادة العلاقات الدبلوماسية». ويعد شطب كوبا من هذه اللائحة السوداء، الشرط الأساسي الذي طرحته هافانا لإعادة فتح سفارتين في البلدين، حتى وإن حذر أوباما بأن ذلك «يتطلب وقتا» قبل أن يغادر جامايكا متوجها إلى بنما. ولفت مارك فيسبروت مدير مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسية ومقره في واشنطن، إلى أن هذه اللائحة تشكل «بالتحديد بداية» على طريق التطبيع. وكان راؤول كاسترو حذر أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي من أن التطبيع «لن يكون ممكنا» مع بقاء الحظر المفروض منذ 1962 على الجزيرة الشيوعية التي تطالب دوما برفعه، إلا أنه مع ذلك تبقى هناك ملفات شائكة تتعلق خصوصا بالقاعدة العسكرية الجوية الأميركية في غوانتانامو (شرق كوبا) التي توجد فيها القوات الأميركية منذ 1903، ومسألة التعويضات المتبادلة التي يطالب بها البلدان عن أضرار الحظر وتأميم ممتلكات أميركية بعد ثورة كاسترو. وهذه القمة «تشكل جزءا من المفاوضات الجارية» بين هافانا وواشنطن، كما قال الدبلوماسي السابق والجامعي الكوبي كارلوس الزوغاراي معتبرا «أن حضور راؤول كاسترو إلى القمة ليس النهاية بل البداية». وحرصا منه على وضع قدمه مجددا في القارة بعد الانفراج في القضية الكوبية، أعلن أوباما أنه يأتي إلى هذه القمة حاملا معه رغبة في «الحوار» مدعوما بعودة الحرارة الجارية إلى العلاقات مع هافانا وتوقيع اتفاق إطار حول الملف النووي الإيراني، لكن سيواجه دولا كثيرة في أميركا اللاتينية مستاءة من قراره الأخير بتوقيع مرسوم يصف فنزويلا، أكبر شريك اقتصادي لكوبا، بـ«الخطر» على الأمن الداخلي للولايات المتحدة. وأعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مساء أول من أمس أنه سيسلم أثناء هذه القمة عريضة إلى أوباما تحمل أكثر من 13 مليون توقيع من أجل إلغاء هذا المرسوم المثير للجدل والذي يفرض عقوبات على مسؤولين كبار في فنزويلا. لكن واشنطن وكراكاس خففتا لهجة التهديد خلال الساعات الأخيرة، حيث أقرت واشنطن بأن فنزويلا «لا تشكل تهديدا»، وقال مادورو إنه مستعد للحوار. إلا أن المراقبين يشككون في إمكانية تأثير التوتر بين الجانبين سلبا على التقارب الكوبي - الأميركي، حتى وإن دعمت كوبا علنا حليفها. أما فيما يتعلق بالنتائج الملموسة لقمة بنما المخصصة رسميا لـ«الازدهار في إطار المساواة» فإن التوقعات ضئيلة فيما تسري شائعات في العاصمة البنمية حول غياب أي إعلان ختامي. وإزاء قمة الأميركتين تستقبل جامعة بنما قمة الشعوب بمشاركة 3 آلاف من ممثلي الجمعيات المدنية والسياسية ورئيسي بوليفيا والإكوادور إيفو موراليس ورافايل كوريا.

مشاركة :