ذو ملامح حادة، ووجه مألوف، وشارب طويل، هكذا عرف جمهور السينما الفنان الراحل سراج منير، صاحب الأدوار المتعددة، والإطلالات المختلفة، فتارة يظهر في دور الباشا، وتارة أخرى يظهر في دور البدوي كما في فيلم عنترة بن شداد، وتارة في دور الطبيب والمهندس والموظف وغيرهم.من هو سراج منير؟سراج منير عبد الوهاب ممثل مصري نشأ في شبرا بالقاهرة عام 1904 حي شبرا، ثم درس الطب وتركه لممارسة الفن وتزوج من الممثلة ميمي شكيب في عام 1942.ولد منير في عائلة سينيمائية، فأخواه المخرجان السينمائيين حسن وفطين عبد الوهاب، وكان عضوًا في فرقة التمثيل في المدرسة، وقد بدأت هواية التمثيل بعد صدفة تركت في نفسه أثرًا كبيرًا.صدفة قادته للتمثيلبدأت عنده هواية التمثيل بعد حادثة طريفة حدثت لهُ عام 1922، حين دعاه بعض أصدقائه إلى سهرة في منزل أحد الزملاء، وحينما وصل إلى المنزل المقصود، فوجئ سراج منير بأن السهرة عبارة عن مسرح نصب في حوش المنزل والحاضرون يشتركون في تمثيل إحدى المسرحيات، وكان سراج منير هو المتفرج الوحيد.وقد تركت هذه الحادثة أثرًا في نفسهِ حيث ولدت في داخلهِ هواية التمثيل، وبالتالي أصبح عضوًا في فريق التمثيل بالمدرسة، واستمر كذلك حتى أنهى دراسته الثانوية وسافر إلى ألمانيا لدراسة الطب.وفي ألمانيا حدثت تطورات غيرت مسار حياة سراج منير، فقد كان المبلغ الذي ترسله لهُ أسرته قليلًا، مما جعله يفكر في البحث عن مصدر آخر يزيد به دخله أثناء الدراسة. عندها تعرف في أحد النوادي على مخرج ألماني سهل لهُ العمل في السينما الألمانية مقابل مرتب ثابت.وبدلًا من العكوف على الدراسة، أخذ يطوف استوديوهات برلين، عارضًا مواهبهُ حتى استطاع أن يظهر في بعض الأفلام الألمانية الصامتة، وبالتالي صرفهُ الاهتمام بالسينما عن دراسة الطب، فهجرها لدراسة السينما. مرجع نحوي للفنانين على المسرحعُرف عن سراج منير ثقافته العالية وإدمانه على القراءة، وكان من أكثر الفنانين إلمامًا بقواعد اللغة وأصول النحو والصرف، وكان واحدًا من اثنين أو ثلاثة من الممثلين ممن لايخطئون لفظ أدوارهم، خصوصًا في المسرحيات المكتوبة بالعربية الفصحى، إذ كان الممثلون والممثلات يلجئون إليه لضبط أواخر الكلمات في أدوارهم.أشهر أدوراهمن أشهر الأدوار التي أداها هي دور عنتر في فيلم عنتر ولبلب مع الفنان الشعبي محمود شكوكو. ولعب أدوار الأب والزوج المغلوب على أمره كما لعب دور البلطجي في فيلم عنتر ولبلب.وفاتهتوفي في العام 1957 بعد عودته من الإسكندرية في رحلة فنية مع فرقة الريحاني، حيث كانت تقدم إحدى مسرحياتها هناك، فتحدث إلى زوجته في التليفون، وقال لها "مساء الخير يا حبيبتي"، ثم أقفل السماعة ومات.
مشاركة :