الخطة الوطنية للانتماء والمواطنة (بحريننا) مواجهة التغريب والعولمة مسؤولية

  • 7/15/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكثر من رائع حين تلتقي الفعاليات المجتمعية للحديث عن مصلحة الوطن العليا، فقد جاء اللقاء الذي جمع عدداً من كتاب الأعمدة والصحفيين والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي بدعوة من مركز الاتصال الوطني لاستعراض الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة (بحريننا)، ومضامين أهدافها ومراحل تنفيذها، وقد تم استعراض مبادرات وزارة شؤون الإعلام ومركز الاتصال الوطنين. لقد تم مناقشة المبادرات الوطنية وعددها 70 مبادرة تتشارك في تنفيذها وزارات الدولة ومؤسساتها، وجميعها تسير في اتجاه تعزيز المواطنة، والمحافظة على العادات والتقاليد والقيم، إضافة إلى ترسيخ الولاء والانتماء والتسامح والاعتدال، والتأكيد على الوحدة الوطنية والهوية الخليجية والعربية والإسلامية، وجميعها من الأمور المسلمة بها، والمتعارف عليها، والتي لا يختلف عليها أحد. إن الرؤية الوطنية لهذه الخطة هي التي يؤكد عليها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في الكثير من خطاباته وتصريحاته، فما من مناسبة إلا ويشير إلى تلك القيم والمبادئ التي تربى عليها أبناء البحرين، ويدعو للتمسك بها لما يشهده العالم من تحولات سريعة، وهو الأمر الذي من أجله جاءت الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ الهوية الوطنية، كل ذلك لتعزيز الشعور بالمواطنة والانتماء لكل من يعيش على أرض البحرين، مواطناً أو وافداً، وجعله سلوكه إيجابياً يمارسه الجميع، وقد دشن معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة (رئيس لجنة متابعة تنفيذ الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة) الخطة في شهر مارس الماضي (2019م) بحضور الكثير من الفعاليات المجتمعية، السياسية والدينية والاقتصادية والإعلامية والتربوية وغيرها، والتي على إثرها انطلقت تلك الفعاليات لتفعيل الخطة الوطنية من خلال البرامج التنفيذية لها لتحقق أهدافها عبر مساراتها الخمسة الأساسية، وتعميق الوعي الوطنية بحيث يتحمل كل مواطن مسؤولياته من خلال مواقع عمله، فيساهم فتعزيز تلك القيم والمبادئ للمحافظة على المكتسبات الوطنية التي تحققت في عهد جلالة الملك المفدى. لذا يثار تساؤل كبير حول الفئات المستهدفة في الخطة الوطنية، هل هي المواطنين فقط أم أن هناك فئات أخرى، وللأجابة فإن الشرائح المستهدفة هي كل من يعيش على هذه الأرض (البحرين) المواطن والوافد والزائر، ويمكن التفصيل في ذلك: فالمواطن يتعرض هذه الأيام لعولمة بشعة بعد أن تحول العالم إلى قرية صغيرة، فيكتسب عادات وتقاليد لربما لا تمت لبيئته الجغرافية بصلة، فهو يتلقى الكثير من السلوكيات الغريبة عن مجتمعه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وغيرها، رسائل نصية وصور وفيديوهات وغيرها، فتؤثر في سلوكه اليومي، ولربما يكتسب عادات وتقاليد من نتائجها الفرقة والخلاف والتشضي بالمجتمع. والوافد والزائر هو الآخر يأتي بتقاليد وعادات من مجتمعه الأصلي، ولربما لا تتناسب مع هوية المجتمع البحريني، لذا تؤثر وبشكل كبير في المجتمع البحريني، ولربما أبرزها العلاقات الإجتماعية وهوية المجتمع العربية وغيرها مما يستنكرها الناس، لذا من الأهمية العمل على تأكيد الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة كما جاء في الخطة الوطنية. المنطقة اليوم تتعرض لحالة غريبة من تغيير الهوية، ولربما التدخلات الخارجية والمخططات التآمرية لها دور كبير في حالة التشظي والتي غلبت على الهوية الوطنية والعربية والإسلامية، وأصبحت هناك هويات على حجم الكنتونات مثل الطائفة والقبيلة والمناطقية، وهي جميعها تؤثر وبشكل سلبي في الانتماء الوطني، فيتم المبالغة في استخدام تلك المصطلحات التي هي معاول هدم في الكيان الوطني الجامع. من هنا جاءت أهمية تعزيز الانتماء والولاء بما يتناسب مع أهمية المرحلة، لذا فإن اللقاء التشاوري الأول مع رجال الإعلام والصحافة والموثري في وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة أعمال الخطة التنفيذية ومستوى النجاح فيها، فأولئك هم مرايا المجتمع وصوته، وتفعيل الخطة الوطنية تقع على عاتقهم من خلال التواصل المباشر مع الفعاليات المجتمعية المؤثرة، كل ذلك لعمل جدار كبير أمام موجهات التغريب والعولمة المنفلتة التي نراها في وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي!!

مشاركة :