تقطع مئات الأميال مرتين كل أسبوع، ليس من أجل المكسب المادى فقط، وإنما لنشر العادات والتقاليد السيناوية التى تفتخر بحملها، غير آبهة بالمسافة التى تقطعها خلال السفر، لتحمل رسالة عظيمة للمرأة البدوية عن الافتخار بثقافتها، لا ينهكها السفر وهى تحمل بضاعتها لبيعها فى أسواق القاهرة المزدحمة، والتى تصنعها فى منزلها.«سناء» امرأة بدوية، تحلم بتسويق منتجاتها من الملابس البدوية التى تغزلها بحرفية شديدة، بعد أن أتقنت تلك الحرفة على يد والدتها التى علمتها كل خبايا وأصول تلك الصنعة الفريدة. وتعتبر صناعة الملابس البدوية مصدر رزق أساسى للكثير من السيدات البدويات، ويمتاز الزى السيناوى بأشكال الزخرفة المتعددة والألوان المختلفة، ولا يزال هذا الزى يتمتع بقيمته وجاذبيته المدهشة، حتى تحول من حرفة صغيرة إلى صناعة كبيرة.وتقول سناء عبداللطيف، من محافظة شمال سيناء: «تعلمت صنع وتطريز الملابس السيناوية منذ طفولتى، على يد والدتى التى كانت تصنع تلك الملابس طوال اليوم لبيعها لجيراننا، أو للمقبلات على الزواج، فوالدتى هى سبب عشقى لتلك الصناعة، ولست وحدى فقط، بل وشقيقاتى أيضا».وتتابع: «كل أسبوع أسافر مرتين من سيناء للقاهرة، بسبب الطلبات الكبيرة على منتجاتى وعشان كمان بفرش فى أسواق كتيرة ومختلفة، غير إن إللى بياخد منى بيكلمنى عشان أعمل له طلبيات تانية بأشكال مختلفة».وتؤكد «أنا كمان بحب أجى كتير عشان أنشر الثقافة البدوية للناس، إللى فاكرين إننا قاعدين فى جبل وصحراء وما نعرفش حاجة عن الموضة».وتختتم «سناء» كلامها، قائلة: «فيه ملابس بتاخد وقت أكتر من شهر بسبب مرورها بأكثر من مرحلة، وأنا بجتهد فى شغلى وربنا بيوفقنى وبيرضينى آخر رضا والشغل للست مش عيب، لأن هناك مهن وحرف تتفوق بها النساء على الرجال».
مشاركة :