احتفلت فرنسا، أمس الأحد، بعيدها الوطني المعروف ب«يوم الباستيل»، وذلك في حضور عدد من زعماء أوروبا، بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فيما كان التعاون العسكري، هو العنوان الرئيسي لهذه الاحتفالات التي حاول متظاهرو «السترات الصفراء» استغلالها لتنظيم احتجاجات للتنديد بسياسية الرئيس إيمانويل ماكرون. وحضر عدة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي العرض العسكري بالعاصمة باريس، والذي استمر نحو ساعتين. ولهذه النسخة من العيد الوطني دعت فرنسا حوالى 10 دول أوروبية شركاء لجيشها. وافتتح ماكرون الاحتفالات بعبوره جادة الشانزيليزيه على متن آلية للقيادة العسكرية، قبل تفقد القوات. واستقبل عشرات من محتجي «السترات الصفراء» ماكرون بالصفير، وهم يحتجون على سياسته الاجتماعية والضريبية. وبعدما استعرض القوات في الجادة الشهيرة في باريس، صعد ماكرون إلى المنصة الرئاسية في ساحة كونكورد، حيث كان بانتظاره القادة الأوروبيون، بينهم المستشارة الألمانية، ورئيس وزراء هولندا، ورئيس البرتغال. وقال ماكرون في الملف الصحفي المخصص للعيد الوطني:«لم تكن أوروبا يوماً ضرورية إلى هذه الدرجة منذ الحرب العالمية الثانية. بناء أوروبا دفاعية على صلة بحلف شمال الأطلسي الذي سنحتفل بالذكرى السبعين لتأسيسه، يشكل أولوية لفرنسا». وفي حديثه عن طموح الجيش الأوروبي، قال ماكرون: «التحرك معاً وتعزيز قدرتنا على العمل بشكل جماعي هي من التحديات التي تهدف إليها مبادرة التدخل الأوروبية، إضافة لمشروعات أوروبية أخرى. وافتتح المشاة العرض بشارات الدول ال10 المشاركة فيه، وهي بالإضافة إلى فرنسا، بلجيكا وبريطانيا وألمانيا والدنمارك وهولندا واستونيا وإسبانيا والبرتغال وفنلندا.وشارك في العرض الجوي طائرة نقل ألمانية «ايه-400 أم»، وأخرى إسبانية «سي 130». ومروحيتان بريطانيتان «شينوك». وشارك في العرض 4300 عسكري، و196 آلية و237 حصاناً، و69 طائرة، و39 مروحية. وقدم بطل العالم للدراجات المائية، الفرنسي فرانكي زاباتا عرضاً، وهو يقف على لوح طائر قام باختراعه، على ارتفاع عشرات الأمتار عن الأرض فوق جادة الشانزيليزيه. من جانبها، أشادت المستشارة الألمانية بدعوة ماكرون لها لحضور العرض العسكري. وقالت ميركل للصحفيين:«إنها بادرة مهمة لسياسة دفاعية أوروبية». وأضافت: «نفتخر بمشاركة جنود ألمان». وصرحت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، أمس، لصحيفة «لو باريزيان»، إن «الرئيس ترامب كان سفيراً ممتازاً لأوروبا الدفاعية»، مشيرة إلى «التساؤلات والتهديدات التي وجهها للقارة الأوروبية، ومدى استمرارية الالتزام الأمريكي»، وأكدت الوزيرة، إن «طموح فرنسا طويل الأجل يتمثل في العمل مع عدة دول أخرى لتأسيس جيش أوروبي للمشاركة في المشتريات والقيادة والعمليات، وذلك في تأكيد للخطة التي أعلن عنها الرئيس ماكرون». (وكالات)
مشاركة :