المخدرات .. قاتل صامت يتسلل في الظلام

  • 7/15/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لا شك أن إدمان المخدرات واحد من المشاكل المؤرقة التي تواجه أي مجتمع وتحد من قدرته على صناعة أجيال قادرة على السير نحو المستقبل. وكغيرها من الأمم واجهت المملكة خطر المخدرات بكل شراسة وقوة منذ أن استشعرت خطورته على شبابها فعملت دوما على سن تشريعات حازمة وتشديد الرقابة الأمنية لكبح جماح ذلك الخطر الداهم والحيلولة دون استفحاله. ويتضمن النظام التشريعي بالمملكة أشد العقوبات لتجارة المخدرات، وهي القتل “الإعدام” لما يسببه تهريب المخدرات وإدخالها للبلاد من فساد عظيم لا يقتصر على المهرب بل يمتد إلى الأمة بأكملها فيصيبها بأضرار بالغة وأخطار جسيمة، ويلحق بالمهرب الشخص الذي يستورد المخدرات من الخارج، وكذلك الشخص الذي يتلقى المخدرات من الخارج فيوزعها على المروجين. لكن كل تلك الإجراءات الحاسمة لم تمنع تسجيل عدد كبير من حالات إدمان المخدرات في المملكة خلال السنوات الماضية، حيث رجحت مصادر متعددة أن عدد مدمني المخدرات يتراوح بين 150 ألفاً إلى 200 ألف مدمن وفق بعض التقديرات ويُظهر تقرير المخدرات العالمي لعام 2016، الذي أصدره البرنامج العالمي لمكافحة المخدرات والجريمة (UNODC)، التابع للأمم المتحدة، أن نحو 250 مليون شخص في العالم، أي نحو 5%، يتعاطون المخدرات غير المشروعة بمختلف أنواعها. وكانت وزارة الداخلية السعودية، أعلنت في مايو 2018، ضبط 17 مليون حبة كبتاغون في موسم الاختبارات، الذي وصفته بأكثر المواسم النشطة لمروجي المخدرات، إلى جانب الإجازات الصيفية، وبداية العام الدراسي، وموسم العيد، وموسم الحج، والإجازات الأسبوعية. وتشير تقارير بحثية إلى أن المملكة، من أكبر أسواق تجارة حبوب الكبتاغون في المنطقة، وأن سوريا أصبحت بعد العام 2011 أكبر منتج لهذه الحبوب المخدرة. أسباب: ولتحديد أسباب اتجاه الكثير من الشباب نحو إدمان المخدرات، حصرت دراسة أكاديمية سعودية الأسباب الرئيسية لتعاطي وإدمان المخدرات من قبل الشباب في خمسة أسباب جاء في مقدمتها “الاضطهاد الطفولي”. وحدد قسم الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك فيصل في دراسته 5 أسباب رئيسية لتعاطي وإدمان المخدرات من قبل الشباب، وهي رفقاء السوء، والتفكك الأسري، والفراغ، وضعف الوازع الديني، بالإضافة إلى الاضطهاد الطفولي الذي اعتبرته الدراسة أبرز الأسباب. وتشير الدراسة إلى ست علامات لكشف الأسرة تعاطي أحد أفرادها للمخدرات، وهي: التغيب عن العمل، والتغير في السلوك، والكذب والعنف والعدوانية، والتغير في الشكل، واختفاء الأشياء الثمينة أو الأموال من المنزل، وكذلك الضعف في التحصيل الدراسي. وعن أخطار المخدرات كشفت الدراسة 11 خطراً للمخدرات على السلوك، وهي ”الميل للعنف، والانتحار وإيذاء الذات، والوقوع في جرائم السرقة والعدوان والاضطهاد والتعذيب والقتل، واستغلال الآخرين والمراوغة والكذب، والتحرش بالأطفال والاغتصاب، وأيضا الاعتداء على الآخرين بالسب والشتم والضرب، وعناد الأسرة وتعنيفها وعقوق الوالدين وضربهما، وإهمال العبادات والعمل والدراسة واللامبالاة، وكذلك الانطواء وتجنب الآخرين إضافة إلى الشك والتخيلات“. الكشف المبكر: بدوره كشف جهاز مكافحة المخدرات في منطقة تبوك أن متعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية يمكنه تجب الدعوى القانونية وأن لا تطاله عقوبة السجن في حالات محددة. وأوضح جهاز مكافحة المخدرات بمنطقة تبوك خلال نشاط توعوي أن “مدمن المخدرات لا تُقام عليه الدعوى أو يسجن وفقا للمادة 42 من نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، إذا تقدم بنفسه أو أحد أصوله أو فروعه أو زوجه أو أحد أقاربه طالبا علاجه، ويشترط في ذلك تسليم ما بحوزة المتعاطي من مخدرات إن وجدت أو الإرشاد إلى مكانها”. قال الدكتور منصور بن ناصر بن حجاب، من شعبة التوعية في مكافحة المخدرات بالحرس الوطني في الأحساء، إن حبوب الكبتاغون، هي أكثر المخدرات انتشاراً بين الطلاب، لزعمهم أنها تساعد في المذاكرة، وهذه المعلومة غير صحيحة جملة وتفصيلاً، وأنه لا متعاطٍ أو مدن مخدرات بلغ إلى مراحل متقدمة في التعليم والدراسة، وإنما مصيره الفشل، أو الهلاك، أو السجن أو العلاج في مستشفى الأمل. ونبه جهاز مكافحة المخدرات بمنطقة تبوك بالمملكة إلى الحالات التي يمكن للأسرة أن تكتشف من خلالها أن أحد أفرادها يتعاطى المخدرات، ومن بينها “الكذب والعنف والعدوانية والتغيب عن العمل أو المدرسة وضعف بالتحصيل الدراسي”.

مشاركة :