تواصل وكالات: حذرت دراسةٌ أعدتها الكلية الملكية للأطباء، والكلية الملكية لطب الأطفال من أن التلوث البيئي الناجم عن الأدخنة وملطفات الجو والشموع المعطرة يعرّض حياة الكثيرين للخطر. ونشرت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، تقريراً يحمل عنوان الهواء الذي نتنفسه، حذر من أنه يمكن ربطُ 40 ألف حالة وفاة في بريطانيا بتأثيرات تلوث الهواء داخل وخارج المنزل، وحسب التقرير، يمكن أن يكون التلوث داخل المنازل قد أدى أو ساهم في 99 ألف حالة وفاة سنوياً في عموم أوروبا. ويفيد التقرير بأن الغازات المنبعثة من المراجل التي لا تعمل بشكل جيد، والمواقد المفتوحة، والمستحضرات المضادة للحشرات، ومعطرات الجو، وملطفات الرائحة والمنظفات، كلها تسهم في تلويث الهواء داخل المنزل. فالمستحضرات المضادة للحشرات مثلاً تحتوي على مواد كيميائية تُعرف باسم المركَّبات العضوية المتبخرة والتي هي مواد صلبةٌ أو سائلةٌ بالأساس لكنها تتبخر في الهواء بسهولة. وقد اكتشف بحثٌ في جامعة يورك أن مستويات الليمونين وهي إحدى المواد التي تدخل في تركيب هذه المركّبات العضوية المتبخرة عاليةٌ بشكل ملحوظ في معطرات الجو والشموع المعطرة. وأضاف البحث أنه من الخطر استنشاق هذه المادة (الليمونين) فهي مادة مسرطنةٌ تحرق العين، وتهيّج الجلد، وتسبب السعال والغثيان، كما تسبب سرطان الأنف والحنجرة، وذلك حين تمتزج مع المواد الأخرى الموجودة في الهواء. كما حذر التقرير من أنه على الرغم من أن الأطفال والكبار في السن هم الأكثر حساسية تجاه تلوث الهواء، إلا أن تأثيره يطال كل الفئات العمرية. وقال: يؤثر تلوث الهواء في تطور الجنين، خاصة تطور الرئتين والكُليتين، كما يؤدي إلى الإجهاض، ويزيد من احتمال التعرض لسكتة قلبية، وكذلك البدانة والسرطان. وطالب التقرير بالقيام بالمزيد من الإجراءات للقضاء على ملوثات الهواء، وحماية الناس من انبعاث الغازات الضارة، خاصة في المدن والأماكن القريبة من المدارس. وقال البروفيسور ستيفن هولغيت، رئيس اللجنة التي أعدت التقرير: نعرف الآن أن تلوث الهواء له أثر هائل على العديد من الأمراض المزمنة، كما يزيد من احتمال الإصابة بنوبات قلبية لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية معينة. نعرف أيضاً أن تلوث الهواء يؤثر على تطور الجنين، بما في ذلك تطور رئتيه. والآن لدينا دليلٌ قاطع على أن تلوث الهواء يرتبط بانتشار الربو مجدداً بين الأطفال والبالغين. حين يتعرض مرضانا لهذا العامل الذي من الواضح أنه يسبب الموت، والمرض والإعاقة، فمن واجبنا أن نكشف ذلك.
مشاركة :