قال القيادي في حزب "قلب تونس" عياض اللومي، إن رئيسه نبيل القروي لن ينسحب من الترشح إلى الانتخابات الرئاسية، حتّى في صورة إمضاء رئيس الدولة على التعديلات التي أدخلت على القانون الانتخابي، والتي تنص على استبعاد كل شخص استفاد من الأعمال الخيرية والدعاية السياسية من الترشح. وأوضح اللومي في حوار مع "العربية.نت"، أن الحزب متمسك بترشيح القروي إلى رئاسيات تونس، رغم محاولات الأحزاب الحاكمة استبعاده وإقصاءه، عبر إدخال تعديلات على القانون الانتخابي صيغت على مقاسها، لاستهدافه شخصيا ومنعه من منافستها، بعد تزايد ثقة الجمهور في شخصه وفي برنامجه الانتخابي، مقابل تراجع ثقة التونسيين فيهم، عقب تجربة حكم فاشلة. وأضاف أن كلا من حركة النهضة ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، يسعيان بكل الأساليب إلى تصفية خصومهم السياسيين وقطع الطريق على القروي وحزبه من أجل منعهما من المشاركة في الانتخابات القادمة، وتعبيد الطريق لهم فقط لخوض المنافسات دون مرشحين جدييّن. وتحدّث اللومي عن الشروط الجديدة التي تمّ فرضها على المرشحين وهي عدم توزيع مساعدات مباشرة على المواطنين وعدم الاستفادة من الدعاية السياسية، مشيرا إلى أن حزب "قلب تونس" غير معني بذلك، لأنّ رئيسه عنصر ناشط في جمعية خيرية لا تتلقى تمويلات أجنبية بل مساعدات وتسهيلات من الدولة. وعلى العكس من ذلك، أشار اللومي إلى أن الأطراف الحاكمة خاصّة حركة النهضة هي المعنية بهذه التعديلات، لأنّها بنت شعبيتها وكوّنت مخزونها الانتخابي من الأعمال الخيرية والإعانات الاجتماعية بتمويل أجنبي وإعانات وهبات مشبوهة من دولتي قطر وتركيا، تحت غطاء المساعدات الإنسانية، وكذلك رئيس الحكومة يوسف الشاهد، الذي لم يتوقف عن استغلال مؤسسات الدولة ومواردها للقيام بحملة انتخابية مبكرة وإشهار سياسي لشخصه ولحزبه. وأشار إلى أن كل هذه الأعمال موثقة بالصورة والصوت، لافتا إلى أن حزبه أعدّ ملفا كاملا للطعن في التعديلات التي تم إدخالها على القانون الانتخابي، ولن يبقى مكتوف الأيدي أمام هذه المحاولات التي تسعى إلى إقصائه واستبعاده من المنافسة في الاستحقاقات الانتخابية المنتظرة. وتصدّر رئيس حزب "قلب تونس" نبيل القروي نوايا التصويت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، للشهر الثالث على التوالي، رغم التعديلات التي تمّ إدخالها على القانون الانتخابي، والتي تتيح إزاحته من المنافسة في هذا السباق الانتخابي، وتفوّق على كل خصومه بنسبة 29% وكذلك للرئاسية بنسبة 23%، حسب نتائج سبر الآراء التي أعلنتها مؤسسة "سيغما كونساي" الأسبوع الماضي. وأرجع اللومي هذا الصعود القويّ لحزب حديث النشأة، إلى شخصية رئيسه نبيل القروي وشعبيته الموجودة قبل تشكيل الحزب، وثقة التونسيين في البرنامج السياسي والاجتماعي لحزبه، الذي أعلنه مؤخرا، ويقوم أساسا على تحسين المستوى الاجتماعي للتونسيين وتحقيق التوازن بين طبقات المجتمع التونسي. وكان القضاء التونسي، قرّر الأسبوع الماضي، تجميد أموال رئيس حزب "قلب تونس" نبيل القروي ومنعه من السفر، بعد توجيه اتهامات إليه في قضايا متعلقة بالفساد المالي. واعتبر اللومي أن هذه الواقعة هي محاولة أخرى من رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحركة النهضة لإقصاء القروي من منافستهم في الانتخابات القادمة وتشويه سمعته، معتبرا أن تحريك ملفه وقضيته المعروضة أمام القضاء منذ فترة طويلة وكان يستمع فيها كشاهد، في هذا التوقيت بالذات، يطرح نقاط استفهام ويكشف النوايا الحقيقية لهذه الأطراف. وخلص اللومي إلى أن ما يحصل لن يؤثر على الحزب ومشاركته في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، خاصة بعد الثقة التي وضعها فيه ملايين الناخبين.
مشاركة :