لم يعد أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خيار سوى استمالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أملا في تفادي العقوبات الأميركية المحتملة على تركيا على خلفية صفقة الصواريخ الروسية المثيرة للجدل والتي تسلمت أنقرة دفعة منها في الأيام القليلة السابقة. وفي محاولة لاستمالة الإدارة الأميركية، قال الرئيس التركي إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يملك سلطة الإحجام عن فرض عقوبات على تركيا لشرائها أنظمة الدفاع الجوي الروسية وإن عليه إيجاد "حل وسط" في هذا الخلاف. ووصف مراقبون مساعي الرئيس التركي لتفادي هذه العقوبات بـ"اليائسة"، مؤكدين أنه لا مفر لتركيا من العقوبات الأميركية. وجاءت تصريحات أردوغان بعد يومين من استلام تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي أول شحنة من قطع منظومة الدفاع الصاروخي الروسية المتقدمة إس-400، رغم تحذير واشنطن من أن هذا الإجراء قد يتبعه عقوبات أميركية. ونقلت مصادر صحافية عن أردوغان قوله أمام صحافيين أتراك إن ترامب "لديه سلطة الإحجام عن أو تأجيل (تطبيق) قانون مجابهة خصوم الولايات المتحدة بالعقوبات"، في إشارة إلى العقوبات الأميركية الرامية لمنع الدول من شراء عتاد عسكري من روسيا. وأضاف أردوغان "بما أن هذا هو الوضع، فإن على ترامب إيجاد حل وسط". ولم يثمر لقاء أردوغان بترامب بأي نتيجة خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان الشهر الماضي، وقد عول الرئيس التركي كثيرا على هذا اللقاء. وقال أردوغان "الآن لا أعتقد أن ترامب يتفق في الرأي مع من هم دونه (من المسؤولين الأميركيين)، وقد قال ذلك أمام كل وسائل الإعلام العالمية". وأضاف "بشرائنا المنظومة إس-400، نحن لا نستعد للحرب. إننا نحاول ضمان السلام وأمننا القومي".وإلى جانب التهديد بالعقوبات، قال مسؤولون أميركيون إن من المحتمل استبعاد تركيا من برنامج مقاتلات إف-35 القادرة على الإفلات من أنظمة الرادار، مما يعني أنها لن تكون جزءا من عملية إنتاجها أو قادرة على شراء المقاتلات التي طلبتها. وتقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن المنظومة إس-400 ربما تشكل تهديدا لهذه المقاتلات إذا كانت تعمل في المنطقة ذاتها. وكانت طلبت أنقرة ما يزيد على 100 مقاتلة إف-35 وإنها تتوقع أن تظل واشنطن على التزامها بهذه الصفقة. وقال أردوغان إن تركيا لا تزال راغبة في شراء منظومات الدفاع الصاروخي باتريوت من واشنطن، وأضاف أن هدف البلدين ينبغي أن ينصب على تعزيز التجارة والعمل على تحقيق "تعاون دفاعي شامل". وأضاف "دائما ما ينظر ترامب إلى ذلك بشكل إيجابي... والآن، وبينما نحن نناقش تبادلا تجاريا بحجم 75 مليار دولار أو 100 مليار دولار، هل سنتعامل مع هذا القيل والقال؟ لماذا يتعين علينا ذلك؟ نحن شركاء استراتيجيون. فلنفعل ما تستلزمه الشراكة الاستراتيجية".
مشاركة :