أردوغان يلعب "ورقته الأخيرة" لتفادي العقوبات الأميركية

  • 7/27/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إن أنقرة ستتوجه لشراء مقاتلات من مكان آخر إذا لم تبع لها الولايات المتحدة مقاتلاتها أف-35. ويذكر أن روسيا سبق أن عرضت على الرئيس التركي اقتناء مقاتلات روسية الصنع بدل أف-35 الأميركية. وأضاف أن قرار الولايات المتحدة باستبعاد تركيا من برنامج إنتاج تلك المقاتلات لن يثنيها عن السعي لتلبية احتياجاتها، في خطوة وصفها مراقبون بالتهديد الضمني لواشنطن بمزيد توثيق العلاقات مع موسكو واقتناء مقاتلات روسية إلى جانب صفقة الصواريخ المثيرة للجدل. لكن هذه التهديدات وفق مراقبين يمكن أن تكون دافعا قويا لترامب المتردد حيال فرض عقوبات على أنقرة لحسم أمره بشكل نهائي وتضييق الخناق على الرئيس التركي الذي يعاني عزلة إقليمية وهزات داخلية متتالية أدت إلى تصدع الحزب الحاكم. وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنها ستستبعد تركيا، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، من برنامج مقاتلات أف-35 كما كانت تحذر مرارا، وذلك بعد أن تسلمت أنقرة شحنة من الأنظمة الدفاعية الصاروخية أس-400 من روسيا. ولم يقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ما إذا كانت عقوبات بموجب القانون الأميركي ستفرض على تركيا. وعبر أردوغان، الذي كان يتحدث علانية عن توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن، عن أمله في أن يتحلى المسؤولون الأميركيون "بالعقلانية" فيما يخص مسألة العقوبات. وعلى صعيد ملف المنطقة الآمنة في سوريا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا عازمة على تدمير "ممر الإرهاب" شرق نهر الفرات في سوريا بغض النظر عما ستصل إليه المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن إقامة منطقة آمنة مزمعة في شمال سوريا.وخلال الأيام الماضية، كثفت تركيا تحذيراتها من توغل محتمل في شمال سوريا وقالت إن "صبرها نفد" من واشنطن بشأن محادثات المنطقة الآمنة، مضيفة أنها ستشن عمليتها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. وقال أردوغان لأعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم "أولئك الذين يضعون ثقتهم في القوى الأجنبية في المنطقة سيوضعون تحت الأرض. سنجد حلا دائما للإرهاب". وكانت أعلنت وزارة الدفاع التركية أن الوزير خلوصي أكار اجتمع أمس الخميس مع مسؤولين عسكريين لبحث عملية محتملة في شرق الفرات بعد يوم من تحذير أنقرة من أنها ستتحرك إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن منطقة آمنة مزمعة. وقالت تركيا إن صبرها على الولايات المتحدة نفد في المحادثات المتعلقة بإقامة المنطقة الآمنة، عقب اجتماع مسؤولين أتراك بوفد أميركي يقوده المبعوث الخاص إلى سوريا جيمس جيفري في أنقرة. وتصاعد القلق التركي من الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها أنقرة منظمة إرهابية. وأرسلت حشود عسكرية إلى الحدود مع سوريا، ملوّحة بشن عملية عسكرية شرق الفرات في حال لم تستجب الإدارة الأميركية لمطالبها، في علاقة بالمنطقة الآمنة التي كان طرحها الرئيس دونالد ترامب كحل وسط بين الأكراد وتركيا عقب إعلانه في ديسمبر الماضي سحب القوات الأميركية من الأراضي السورية. وكانت رفضت تركيا المقترحات الأميركية في جلسة مباحثات لوزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو مع مسؤولين أميركيين بشأن المنطقة الآمنة.وقال أوغلو إن البلدين لم يتفقا على مدى عمق المنطقة ومن ستكون له السيطرة عليها وما إذا كان سيتم إخراج وحدات حماية الشعب بالكامل منها. وكان الوزير التركي قد صرح الاثنين الماضي أنه إذا لم يتم إنشاء المنطقة الآمنة في شمال سوريا وإذا استمرت التهديدات ضد تركيا فسوف تبدأ أنقرة عملية عسكرية شرقي نهر الفرات، وهي خطوة هددت أنقرة باتخاذها في ما سبق. ويرى محللون سياسيون أن تركيا ليست في وضع داخلي أو إقليمي يسمح لها بالمجازفة بهذه الخطوة دون الحصول على غطاء أميركي، وأنه بعد تحدي الولايات المتحدة من خلال شرائها أس 400، لن تقدم على خطوة استفزازية أخرى تضعها في مواجهة مباشرة مع واشنطن، التي تحاول بصعوبة هضم ما أقدمت عليه أنقرة بشرائها لمنظومة الدفاع الجوية الروسية. كما أنه من الصعب أن تجد تركيا دعما من روسيا للسيطرة على شرق الفرات لعدة اعتبارات بينها أن ذلك يتعارض وأهدافها القائمة على استعادة الحكومة السورية كامل سيطرتها على البلاد، فضلا عن كون شرق الفرات بالذات يشكل عصب هذه الدولة باعتباره يضم أخصب الأراضي السورية وأهم منابع الغاز.

مشاركة :