لست شمساً شارقة

  • 4/12/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هناك مبدأ إداري لا يوجد إلا عندنا «المسؤول ما هو شمس شارقة» والمشكلة أن هذا المبدأ يتخذه بعض المسؤولين ومن يسير في فلكهم كوسيلة لتبرير الأخطاء والتسيب الموجود في زوايا مؤسساتهم! الإدارة في العالم أجمع تقوم على خمس وظائف لا يمكن أن يكون المدير مديراً بدونها: التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة! فالرقابة هي خاتمة العمل، وجزء أصيل من كل جزء من أجزائه، فلا تخطيط بلا رقابة، ولا تنظيم بلا رقابة، وكذلك التوظيف والتوجيه، فمن خلال الرقابة يعرف المدير هل تحققت الأهداف التي يسعى إليها أم لا؟! شروق شمس المسؤول ممكن إذا لم تغطه سحب الضعف والشك والتعامل بتعالٍ مع آراء الآخرين! تشرق الشمس على كل جزء من أجزاء المؤسسة باختيار المدير لمساعديه ورؤساء الأقسام ومديري الفروع بناء على شروق شمس الخوف من الله والكفاءة والقدرة على اتخاذ القرار، وليس على المعرفة والتبعية والطاعة العمياء! هنا يطمئن المسؤول لما يأتيه من رأي وتقييم، ويستطيع أن يحوّل بعض شروقه لشموسه المنتشرة والمضيئة بتفويض بعض صلاحياته لهم، مع ضرورة إدراكه وإدراكهم أنه هو المسؤول في النهاية، ولا يمكن أن ينظر للتفويض كوسيلة للتهرب من المسؤولية وإلقائها على الآخرين، فوسائل التهرب من المسؤولية الموجودة في واقع مؤسساتنا لا تؤدي إلا إلى كسوف كل شمس كانت يوماً مشرقة! أيضاً يستطيع المدير أن يحول الوطن بأكمله إلى جهاز رقابي يعينه على مسؤولياته بدون أي تكلفة غير تكلفة الوقت، وذلك من خلال تفعيل المشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي بوضع حساب فعّال يتابعه ويشارك فيه كلما سنحت الفرصة، وما أكثر الفرص لمن نظم وقته واختار رجاله، وأيضاً بالبحث عن كل ما يكتب عن إدارته ودراسته فإن كان صواباً أُخذ وإن كان غير ذلك رُد! إذا لم يقم المسؤول بذلك فلا يحق له أن يتعلل بأنه ليس شمساً شارقة، ويترك الجراثيم تنخر في أرجاء مؤسسته، خصوصاً في الأماكن البعيدة عن شروقه، وما أكثرها فالشمس لا يمكن أن تشرق على جميع أجزاء الكرة الأرضية!

مشاركة :