اليمن .. من اليأس إلى «عاصفة الخلاص»

  • 4/12/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكن "عاصفة الحزم" مجرد عملية عسكرية استدعتها مخاوف المنطقة من خطر المد الإيراني وحسب، لكنها مثلت طوق نجاة لليمنيين من واقع مرير فرضته جماعة، تجسد "أداة إيران" بقوة السلاح، بعد أن ابتلعت الدولة، وذهبت لتوزيع العنف على الفضاء العام. اليمن الذي استيقظ على قصف طيران التحالف العشري في الـ 26 من مارس الماضي، مستهدفا مواقع عسكرية وحيوية لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع في أكثر من محافظة يمنية، لم يستوعب الأمر، فقد كان محبطاً، يائساً، مقهوراً بحسب كتابات ناشطيه ومحلليه السياسيين، ففي اللحظات التي سبقت قرار إعلان التدخل، بقيادة السعودية، قضى المتمردان (عبد الملك الحوثي وصالح) ليلة حالمة لم يخالا أنها ستنقلب كابوساً عند مطلع الفجر، فقد باتت ميليشياتهم على مشارف عدن حيث مضيق باب المندب، استعداداً لصباح احتفالي داخل المدينة. وعلى الرغم من سعي الحوثيين والموالين لهم للترويج بأن ما يجري عدوان على اليمن، فقد رأى غالبية اليمنيين، بحسب استطلاع أجرته مجموعة من النشطاء، في "عاصفة الحزم" إنقاذا لهم من جماعة عنف طردت الدولة والسياسة، وبسطت نفوذها المسلح على الشمال، وأرادت تتويج حروبها بالإطباق على الجنوب والتخلص من "شرعية" الرئيس عبد ربه هادي. 15 يوماً من العمليات العسكرية المتواصلة لطيران التحالف، استهدفت معسكرات ومخازن سلاح المتمردين الحوثيين والقوات الموالية لهم، في عدد من المحافظات والمناطق اليمنية، لم تزد غالبية اليمنيين سوى امتنان وابتهاج بها، فالأهداف التي شملتها العاصفة يقول مراقبون استهدفت "ترسانة السلاح التي عبثت باليمن طوال عقود، ونهبها المتمردون من الدولة بغرض مواصلة العبث". وبحسب مواطن تعرض ابنه البالغ من العمر 16 عاماً للإصابة براجع المضاد الذي تطلقه ميليشيات الحوثي في سماء العاصمة قبل يومين، فإن "عاصفة الحزم" لا تستهدف المدنيين كما يروج له الحوثيون وأنصار الرئيس المخلوع. وأضاف "هذه أكاذيب وشائعات بغرض تأليب الناس ضد التدخل العربي".. مشيراً إلى أن الحوثيين في أحياء العاصمة يشنون حالة من الهلع، ويضجون السكان بالمدافع، لإرعابهم تحت مبرر "العدوان" كما يقولون. ومعظم الإصابات يقول المواطن وهو من سكان صنعاء "من راجع المضادات كما حدث لابني". ضرورة لا بد منها يأتي تأييد غالبية اليمنيين لـ "عاصفة الحزم" بعد أن رأوا أن بلدهم ينزلق بصورة مخيفة نحو مستقبل قاتم لا أفق له. ياسين التميمي بهذا الحديث استهل المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي تصريحه لـ "الاقتصادية" مشيرا إلى أن "الحوثيين وصالح" يمثلون حلفا جهوياً طائفياً اقترب كثيراً من مصادرة الدولة اليمنية، بعد أن أسقط مؤسساتها وحاصر رئيس الدولة والحكومة والوزراء، وتفرد باتخاذ قرارات سيادية من قبيل إبرام اتفاقيات مع دولة مثل إيران التي ساعدت على دعم جماعة التمرد الحوثية، وعملت بشكل مستمر على تقويض أسس الدولة اليمنية وأرادت تحويلها إلى منصة للحرب على الجيران". وأوضح التميمي أن تدخل قوات التحالف عطل جهود تخريب الدولة في اليمن والزج بها في أتون صراع داخلي وخارجي لا تحتمله على صعيد الإمكانيات والوضع الاقتصادي الهش، وشرع في استخدام القدرات العسكرية لليمنيين في إخضاعهم وإذلالهم وقتلهم وتدمير منازلهم. وقال التميمي "الضحايا الذين يسقطون في عدن وفي غيرها من المدن والمناطق اليمنية، برصاص ميليشيات الحوثيين وصالح تبرهن على أهمية وضرورة "عاصفة الحزم" في إنهاء مأساة اليمن وإعادة سلطتها الشرعية ودعم العملية السياسية القائمة على مبدأ الشراكة، ودولة القانون". نجيب غلاب من جانبه توقع الباحث والكاتب السياسي اليمني نجيب غلاب، انهيار سلطة الانقلاب (الحوثيين وصالح) في كل الجغرافيا اليمنية، بعد الضربات الموجعة لتحركاتها من طيران عاصفة الحزم، معتبرا الأمر مسألة وقت. وقال غلاب في تصريح لـ "الاقتصادية" "المقاومة الوطنية الشعبية ستنطلق من كل مكان في القرى والمدن اليمنية هي مقاومة لا بد منها لإنهاء الخراب الحوثي وإنهاء سلطة الافتراس الانقلابية"، مؤكدا أنه الخيار الوحيد لإنقاذ اليمن وحتى يتمكن اليمنيون من إعادة بناء دولتهم بمساعدة الأشقاء في الخليج". الشارع يؤيد ويبارك المواطنون في الشارع اليمني لا يخفون تأييدهم لـ "عاصفة الحزم"، لقد رأوا فيها، ذراعاً طويلة وقادرة على تأديب دكتاتور فقد السلطة وأراد استعادتها بأي ثمن، وألجمت طموح ميليشيات رهنت نفسها للأجندة الإيرانية التي لا تضمر الخير لليمنيين وللعرب، ويعبر عن هذا المزاج الشعبي المواطن صالح السلامي، الذي تحدث لـ "الاقتصادية" بالقول "العاصفة جاءت في الوقت المناسب، بعد أن عرف الشعب من هو الحوثي ومن هو صالح الحلف الذي صار يشكل خطرا على حياتنا ونسيجنا الاجتماعي وسخروا كل إمكانيات الدولة العسكرية والمادية لقتل الشعب ومن يخالفهم، ويستفزون دول الجوار بإجراء مناورات عسكرية على حدودها". وقال السلامي "الحوثي كان قبل "عاصفة الحزم" يقتلنا ويفجر منازلنا باعتبارنا "دواعش" و"وهابيين" و"تكفيريين"، وبعد انطلاق "عاصفة الحزم" سمانا "يمنيين"، وفتح اليمن كسوق خلفية لإيران تمده بالطائرات والسفن المحملة بالسلاح وتهديد أمن الجيران، وهو الأمر الذي لا يقبله الشعب اليمني ولا يقبله جيرانه". واختتم السلامي حديثه بالقول "عاصفة الحزم أشعرتنا كيمنيين بأن هناك أشقاء لن يتخلوا عنا وأعادت لنا الأمل في المستقبل من جديد".

مشاركة :