تظل رغبة الإنسان الجامحة فى السيطرة على الكون، بكل ما يحمله فى طياته من أسرار محل نظر وتأمل، فهو إن لم يستطع أن يجد ما يطمح إليه، يسعى جاهدا لتحقيقه فى تصوره عبر خيالاته وأوهامه، حتى عندما يواجه عدوًا شرسًا لا يقدر عليه، يحاول أن ينتصر عليه فى أحلامه وحكاياته، لذلك من الطبيعى أن نجد حتى الآن بعض الموروثات القديمة المتعلقة بالانتصار على الآخر والاستحواذ عليه والنيل منه بصورة قاطعة ونهائية، وقد يكون ما يعرف بـ «السحر الأسود» أحد أشكال حيل الإنسان فى التربص بالآخر. وساهم وجود فكر خاص حول ما يعرف بـ«السحر» إثارة ذهنية الأدباء فى تأليف عدد من القصص ترتكز بشكل كبير على الخرافة والعجائبية، وأيضا تماشيًا مع رغبة الإنسان فى الكشف عن ذلك السر الخفي، الذى يعرف بـ«العالم الماورائي». وقد أثار عدد من الحملات الشبابية لتنظيف المقابر فى عدد من قرى محافظة الجيزة، جدلا كبيرا بشأن ما تم العثور عليه من أوراق وتمائم وأشياء تستخدم فى أعمال الدجل والشعوذة والسحر الأسود، الأمر الذى استدعى أن يرد عليه بعض خطباء وأئمة الأوقاف بتذكير الناس بموقف الإسلام الرافض لمثل هذه الأعمال؛ حيث عدها الإسلام من «السبع الموبقات» أى الكبائر. «البوابة نيوز» تفتح ملف السحر الأسود فى عالم الكتابة الأدبية والأعمال الفنية السينمائية، للبحث عن إجابة للسؤال: هل تعالت السلطة المعرفية فى الأدب والسينما عن الترويج لأفكار الخرافة؟ وهل وقفت لاستكمال دورها بشأن تقديم مقاربات جديدة وصادقة حول مثل هذه القضايا؟
مشاركة :