شرع علماء وجماعات أميركية لحماية المستهلك وشركات إنتاج مواد غذائية، في إجراء اختبارات مكثفة على مختلف أنواع الأغذية من حبوب الإفطار وحتى الألبان المجففة بحثاً عن آثار لمبيدات الحشائش، في أعقاب تزايد المخاوف في شأن احتمال صلتها بحدوث أمراض. وتتركز الاختبارات على مادة «غلايفوسات» وهي المكون الرئيس لمستحضر «راونداب» أكثر مبيدات الحشائش استخداماً والذي تنتجه شركة «مونسانتو». وزادت هذه الفحوص خلال العامين الماضيين، لكن العلماء يقولون إن الطلبات شهدت زيادة ملحوظة بعدما أشارت إحدى الوحدات التابعة لـ «منظمة الصحة العالمية» الشهر الماضي إلى أنها صنفت «غلايفوسات» كمادة «يُحتمل ان تكون مسببة للاورام لدى البشر». وقال المدير في مختبرات «ميكروب إينوتك» في سانت لويس، بن وينكلر: «لا تزال الطلبات ترد». وتتلقى المختبرات التجارية من ثلاثة طلبات إلى أربعة أسبوعياً لاختبار الأغذية والمواد الأخرى لرصد أي آثار لمادة «غلايفوسات»، بعدما كانت تتلقى في السنوات الماضية من ثلاثة طلبات إلى أربعة سنوياً، وفقاً لما تظهر السجلات. ولفت وينكلر إلى أن مصانع «ميكروب إينوتك» تعاملت مع طلبات عدة في الآونة الأخيرة من شركات محدودة للأغذية وجماعة للدفاع عن حقوق الأطفال، لاختبار حليب مجفف، ومع مجموعة من الأطباء يريدون اختبار بول مرضى بحثاً عن آثار لمادة «غلايفوسات». وكانت شركة «مونسانتو» بعثت بمدونة في الأول من الشهر الجاري تطمئن فيها المستهلكين وآخرين في شأن آثار هذه المادة. وقالت كبيرة المتخصصين في السموم في شركة «مونسانتو»، كيمبرلي هودج - بيل، في المدونة: «وفقاً لما قاله الأطباء وخبراء آخرون في مجال سلامة الغذاء، فان مجرد وجود مادة كيماوية في حد ذاته لا يمثل خطراً على صحة الإنسان، المهم هو الكمية أو الجرعة»، مؤكدة أن وجود كميات ضئيلة آمن. وأوضحت الناطقة باسم الشركة، تشارلا لورد، الأسبوع الماضي إن أي أسئلة أخرى يجب أن توجه إلى وزارة الزراعة الأميركية. وأظهرت دراسات عدة أن مادة «غلايفوسات» آمنة، إلا ان البعض الآخر رأى أنها مرتبطة بمشاكل صحية للإنسان. ويشدد منتقدون على أنهم يخشون من ان تكون هذه المادة منتشرة في شكل كبير في البيئة على نحو يجعل التعرض الطويل لها، وإن بكميات ضئيلة، ضاراً. وعُثر على آثار لمادة «غلايفوسات» في عينات من العسل والصلصة والحليب والطحين وأغذية الأطفال.
مشاركة :