من العيوب الاجتماعية المتأصلة في بعض أفراد المجتمع أن العديد منهم لا يحسنون اختيار الوقت المناسب سواء عند طلبهم خدمة من غيرهم أو عند قيامهم بمراجعة جهة لقضاء مصلحة تخصهم، وسوء التوقيت قد ينعكس سلبا على ما أرادوا القيام به وتحقيقه من مطالب أو مصالح، من ذلك أن يقابل إنسان ما مسؤولا إدارياً في حفل أو مناسبة فيبدأ في عرض حوائجه عليه وبالتفاصيل المملة، فيما يحاول ذلك المسؤول التهرب من تفاصيله بتوجيهه إلى لقاء معه في الإدارة للنظر في مطالبه ولكن صاحب الحاجة يصر على إسماعه التفاصيل وتفاصيلها غير عابئ بما سببه له من مضايقة وملل، أو يكون الموظفون على وشك الانصراف من الإدارة فيدخل عليهم مراجع حاملا معاملة ثقيلة تحتاج إلى معالجة ودراسة ورأي وإجراءات ولكن الأخ مستعجل ويريد إنهاءها في الدقائق الخمس الأخيرة من وقت الدوام ملحاً على تحقيق طلبه غير ملتفت إلى ما يظهر على وجوه الموظفين من ضيق أو يكون مجرد زائر جاء لصديق له في الإدارة ليتسلى معه بتبادل أطراف الأحاديث في وقت يكون فيه صديقه الموظف قد فقد لياقته البدنية الذهنية، إضافة إلى أن وقت الدوام الرسمي ليس وقت تبادل للزيارات واللقاء من أجل التسلية وإزجاء وقت الفراغ من قبل رجل هامل عند صاحبه العامل، أما الذين يسيئون التوقيت بشكل ضار بالنسبة لأنفسهم ولغيرهم فمنهم الذين ينسون تجديد جوازات سفرهم حتى حلول الإجازات ووقت السفر والزحام فعندها يتذكرون أن جوازات سفرهم غير مجددة وأن «حماده» كبر ويحتاج إلى جواز مستقل وقبله بطاقة أحوال مدنية فتبدأ المراجعات وطلب الشفاعات أو الدخول في الطوابير والزحام، مع أن ذلك كله كان يمكن أن يتم في وقت «البصارة» وهو مصطلح شعبي مكي يقصد به الأوقات التي لا يكون فيها زحام من أي نوع بما في ذلك زحام الشراء والأسفار وإنجاز المعاملات، ويلحق بمن ذكر من أصناف الناس من يفكر في السفر عند حلول فصل الصيف فيبدأ في البحث عن حجز مؤكد لأسرته، فإن لم يجد أرهق نفسه ومعارفه من أجل تحقيق ذلك مع أنه لو رتب للمسألة قبل وقت مبكر لحصل على ما يريد دون أدنى مشقة ولله في خلقه شؤون!.
مشاركة :