«كانت مثل الفراشة»، هكذا وصف صبحي عمار والد إسراء قبل أن تنهمر دموعه حزناً عليها بعدما اختطفها الموت مستفيداً من خطأ طبي. تزوجت إسراء قبل أسبوع، وشارك في حفل زفافها سكان الحي والأقارب، في فرحة كبيرة، وكأنها كانت على عجلة لأن تودع الحياة أمام الجميع، ففي اليوم التالي لفرحها شعرت بألم بسيط، استدعى مراجعتها للمستشفى. وبعد متابعة علاجها في المستشفى ليومين في غرفة العناية المكثفة، أبلغ الأطباء عائلة إسراء بوفاتها، فانقلبت الفرحة إلى كابوس وكأنه حلم. إسراء كانت تعاني منذ صغرها من نقص في السكر، وكانت تزور المستشفى ثلاث مرات أسبوعياً، وتم تحويلها إلى مستشفى المقاصد بداية حياتها، وهناك أخبر الأطباء والدها بأنها تعاني من نقص في أنزيم الفلكوز الذي يتحول إلى جلوكوز، وأن حالتها من الحالات النادرة، ولو تخطت الثماني سنوات من عمرها، بإمكانها أن تعيش حياتها طبيعية من دون أي مشكلات. وعانت إسراء في أول ثلاث سنوات في حياتها كثيراً بتواجدها المستمر في المستشفى، إلى أن كبرت وعاشت حياتها طبيعية. ومنذ أن كان عمرها ثلاث سنوات حتى يوم وفاتها لم تدخل المستشفى إلا ساعة واحدة نتيجة نقص السكر وغادرت المستشفى بعد العلاج «حسبما قال والدها». وأضاف لـ«البيان»: وصلت ابنتي إلى عمر 15 عاماً ولم تنم ليلة واحدة في المستشفى، بل عاشت حياتها طبيعية مثل أي إنسان. فرح ودموع توافدت النساء فرادى وجماعات إلى منزل عائلة الفتاة إسراء عمار جنوبي غزة، للتعزية بوفاتها، بعدما توافدن قبل أربعة أيام للمشاركة في حفل زواجها. ولم تتوقف الدموع في منزل عائلة إسراء التي لم تعش فرحتها كاملة، وكانت كأنما تودع الحياة أمام الجميع بابتسامة ومحبة وزعتها على المشاركين. وزارة الصحة أصدرت بياناً قالت فيه إن إسراء كانت تعاني من مرض استقلابي (مرض في التمثيل الغذائي) منذ ولادتها، وهو ما عرضها لانتكاسات صحّية متكررة، أدت إلى مراجعتها مرات عدة للمستشفى، وكان من بينها المبيت في العناية المركزة، وهذا المرض يتسبّب في مضاعفات شديدة، قد تودي إلى الموت. والد إسراء فند رواية الوزارة ووصف بيانها بـ«الكاذب والمفتري والمغلوط». وقال: «لو أبلغتنا بتشكيل لجنة تحقيق من دون الافتراء على ابنتي لتقبلنا الأمر».ShareطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :