المطران عطا الله حنا: الحضور المسيحي في القدس مهدد بالاندثار

  • 7/18/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، اليوم الخميس، لدى استقباله وفدا من طلاب جامعة بيرزيت: إننا نوجه تحيتنا القلبية لجامعة بيرزيت ولكافة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والتعليمية الفلسطينية على ما تقوم به من أجل خدمة أبنائنا ومجتمعنا ووطننا. تزورون اليوم مدينة القدس ومن الأهمية بمكان أن نقول لكم إن مدينة القدس كانت وستبقى عاصمة لفلسطين رغما عن كل الإجراءات الاحتلالية الغاشمة ورغما عن كل القرارات والإجراءات الأمريكية الجائرة. وأضاف، لا توجد هناك قوة في هذا العالم قادرة على اقتلاع مدينة القدس من وجداننا ومن ثقافتنا باعتبارها حاضنة لأهم مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وعاصمة روحية ووطنية لشعبنا، والقدس تتعرض خلال السنوات الأخيرة لإجراءات احتلالية غير مسبوقة فكل شيء فلسطيني إسلامي أو مسيحي مستهدف ومستباح في هذه المدينة المقدسة. وتابع، لقد استغلت السلطات الاحتلالية انقساماتنا الداخلية واستثمرت الحالة العربية المترهلة من أجل تمرير مشاريعها وسياساتها وأجندتها في القدس، يؤسفنا ويحزننا أن نرى أن بعض العرب قد تخلوا عن القدس وعن القضية الفلسطينية لا بل أصبحوا منخرطين بشكل مباشر في المؤامرة الكونية التي هدفها تصفية القضية الفلسطينية وسرقة مدينة القدس بشكل كلي. مستطردا: دُفعت مئات المليارات من الدولارات العربية النفطية على الدمار والخراب والحروب في منطقتنا، فأعداؤنا يخططون وبعض العرب يمولون في حين أن هذا المال لو استعمل استعمالا جيدا لما بقي إنسان فقير في منطقتنا ولتم دعم صمود شعبنا الفلسطيني بشكل أفضل وليتم التصدي للمشاريع الاستيطانية في مدينة القدس، ولذلك فإننا نقول مجددا "لا يحك جلدك إلا ظفرك" فإذا لم نقم نحن الفلسطينيون بواجبنا في الدفاع عن القدس وفلسطين فلا يجوز لنا أن نتوقع بأن يقوم بهذا أحد بالنيابة عنا. وأضاف: الفلسطينيون هم أصحاب اعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث وهذه القضية يجب أن تجعلنا كفلسطينيين أكثر لحمة ووعيا وحكمة واستقامة ورصانة وتشبثا بعدالة قضيتنا، أما الحضور المسيحي في مدينة القدس فهو مهدد بالاندثار وقد نصل قريبا إلى يوم لا يبقى فيه أي مسيحي فلسطيني في مدينة القدس خاصة إذا ما اقتحم المستوطنون أبنية باب الخليل وابتدأوا يجولون ويصولون في تلك المنطقة فهذا سيؤدي إلى إفراغ مدينة القدس من مسيحييها كما أنه يعتبر تطاولا على هوية القدس العربية الفلسطينية وأبنائها جميعا مسيحيين ومسلمين. كونوا على قدر كبير من الوعي ويجب أن تدركوا جيدا حقيقة ما يحدث في باب الخليل وما يخطط لباب الخليل هو أخطر بكثير مما يتوقعه أي عقل بشري، أنها مؤامرة على القدس وأبنائها وعلى الحضور المسيحي الأصيل والعريق فيها ويجب علينا جميعا أن نسعى من اجل إبطال صفقة باب الخليل ونتوجه إلى القيادة السياسية في الأردن وفي فلسطين بضرورة العمل على إبطال هذه الصفقة التي نتائجها وتداعياتها سوف تكون كارثية علينا جميعا. وما يتعرض له الأقصى والأوقاف الإسلامية يتعرض له أيضا المسيحيون في أوقافهم وفي مقدساتهم ناهيك عن استهداف المؤسسات الوطنية في القدس وسياسات التهجير وهدم المنازل. أنهم يريدوننا أن نتخلى عن القدس وان نشطب القدس من قاموسنا وهذا لن يحدث فالقدس عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة أهم مقدساتنا هكذا كانت وهكذا ستبقى.

مشاركة :