تحقيق : مها عادل فترة الإجازة الصيفية هدية ينتظرها الآباء والأبناء بعد نهاية العام الدراسي. وفرصة ذهبية لالتقاط الأنفاس وتجديد النشاط بعد عناء الدراسة وتوتر الامتحانات اللذين لا يؤثران فقط على الطلاب بل يمتد تأثيرهما للعلاقة بين أفراد الأسرة. وكما تبدو الإجازة الصيفية فرصة لاستعادة النشاط والتقارب بين أفراد الأسرة وممارسة أنشطة ترفيهية مفيدة واكتساب خبرات متنوعة، تكون في بعض الأحيان سبباً في زيادة وطأة الشعور بالفراغ والاستسلام للكسل أو للألعاب الإلكترونية، واضطرابات النوم، وتباعد المسافات بين أفراد الأسرة، ولكن الأمر يتوقف على التخطيط الجيد للإجازة ومحاولة توظيفها فيما يفيد الأسرة ويدعم أواصرها ويجعل أبناءها أكثر فاعلية ونشاطاً.في السطور التالية سنتعرف إلى تجارب بعض العائلات، وخططهم لقضاء إجازة صيفية متوازنة وسعيدة.تقول إيمان عبد الكريم، ربة بيت، عن خطتها لتوفير إجازة صيفية سعيدة ومفيدة لأبنائها: «الإجازة فرصة جيدة لتحسين الصحة النفسية والبدنية للعائلة والأبناء بصفة خاصة، فأنا على سبيل المثال لدي بنتان وولد في مراحل الابتدائية والإعدادية، وبسبب الانشغال طوال العام الدراسي بالمذاكرة والدروس يصعب أحياناً التركيز على جوانب الضعف في شخصيات الأبناء وتعديلها، ولذلك ومع بداية الإجازة اتفقت معهم على وضع خطة خاصة للتغذية الصحية، بحيث لا ننساق خلف الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة والأيس كريم والحلويات، ونحاول الاعتياد على اختيارات غذائية صحية وقررت تعليم بناتي فنون الطهي وإشراكهما معي في إعداد الطعام اليومي للأسرة أما ابني الأصغر فعليه واجب يومي متعلق بترتيب غرفته وشراء الطلبات من السوبر ماركت. وأحرص على زيادة روح التعاون والمحبة بين أبنائي لتقليل مساحات الخلاف والنزاع بينهم، بالإضافة إلى الاشتراك لنا جميعاً في صالة للألعاب الرياضية لتصبح ممارسة الرياضة جزءاً مهماً من برنامجنا اليومي.وفي المساء نحرص على تجمع أسري بعد عودة زوجي من العمل سواء داخل المنزل أو خارجه وكثيراً ما نقضي أوقاتاً ممتعة في أمسياتنا خلال الإجازة نشترك في ألعاب الذكاء والتفكير الجماعية نتنافس فيها ونتقارب فيما بيننا باللعب والضحك والمرح سوياً، وهذا التجمع العائلي ميزة لا نحصل عليها في أيام الدراسة بسبب نوم الأبناء مبكراً وانشغالهم بالمذاكرة وعودة زوجي من العمل بعد موعد نومهم. وهكذا تكون الإجازة الصيفية مفيدة وممتعة لكل أفراد الأسرة.أما علي جعفر، موظف بأحد البنوك بدبي، فيرى أن الإجازة فرصة لشحذ الطاقات وتنمية المهارات وليس الاستسلام للكسل والاسترخاء المبالغ فيه أمام شاشات التلفاز والكومبيوتر. ويوضح: أحرص على توظيف وقت أبنائي فيما يفيدهم ويضيف إليهم من ناحية الثقافة والمعرفة، فكثيراً ما أنظم مسابقة للقراءة فيما بينهم، حيث أختار لهم مجموعة من الكتب المناسبة لأعمارهم ويتسابقون في إنهائها. ثم نجلس سوياً ونتناقش فيما حملته هذه الكتب من أفكار ومعان وقصص وفي نهاية الأسبوع يكون هناك فائز هو الذي يختار هديته ويختار أن نقضي إجازة نهاية الأسبوع على ذوقه، وأعتقد أن هذه المسابقات التي نجريها في القراءة تساعدنا على إيجاد اهتمام مشترك يجمع بيننا وتفيدنا جميعاً.ويضيف: أعتقد أن هذا واجب الأهل في كل بيت حيث تتضاعف أهمية وضع خطة مفيدة ومسلية للأبناء خلال الإجازة الصيفية الطويلة وألا نتركهم فريسة سهلة للملل والكسل وإضاعة الوقت فيما لا يفيد مثل إدمان الإنترنت والألعاب الإلكترونية، فيجب القيام بواجبنا كآباء أولاً حتى لا نشكو بعد ذلك من سوء سلوكهم أو ظهور مظاهر العنف عليهم وغيرها من الأعراض التي تظهر بسبب الفراغ وإضاعة الوقت فيما لا يفيد.وتشير سحر علي، مترجمة، إلى أنها قررت تفادي أخطاء الأعوام السابقة في إضاعة الإجازة الصيفية لأبنائها بدون استفادة حقيقية، خاصة أن الأسرة لن تسافر خارج الدولة في هذا العام وبالتالي ستحتاج الإجازة إلى تخطيط جيد واهتمام حتى تتفادى المشاكل والنزاعات اليومية بين الأبناء على أهون الأسباب واضطرابات مواعيد النوم والاستيقاظ وغياب ارتباطهم بأي التزام ينظم لهم أوقاتهم ومواعيد تناول الوجبات.وتضيف: اتفقت مع أبنائي هذا العام على إشراكهم في تدريبات رياضية منتظمة واختاروا التركيز على رياضتي السباحة وكرة السلة وأعتقد أن ذلك مفيد لهم لأنه سيحسن صحتهم ولياقتهم البدنية ويشغل أوقاتهم وينظم إيقاع حياتهم ويفرغ طاقاتهم في عمل مفيد. كما قررت تلبية رغباتهم باقتناء حيوان أليف بالمنزل، ويقومون حالياً بالبحث عن كلب صغير بحجم مناسب للتربية داخل شقة وهم متحمسون جداً لذلك، وأعتقد أنه سيساهم في جعلهم يتحملون المسؤولية ويتعلمون عدم الأنانية والرفق بالحيوان والالتزام بالعناية به ورعايته وتنظيم وجباته ونظافته سيجعلهم ينظمون إيقاع حياتهم أيضاً ويشتركون سوياً في عمل منظم.وتؤكد منار سالم، موظفة بدبي، على حرصها على شغل أوقات أبنائها بالإجازة الصيفية كل عام، وتقول: «عملي يستغرق ساعات طوال من اليوم وأجد نفسي عند قدوم الإجازة الصيفية وانتهاء العام الدراسي في مواجهة مشكلة يومية تتمثل في كيفية الاعتناء بأطفالي الذين يقضون ساعات طوال في المنزل بعيداً عني، ولهذا ألجأ لإشراكهم في المخيمات الصيفية مع أصدقائهم، فهي تشغل وقتهم وتنظم يومهم وتعلمهم أنشطة متنوعة ومفيدة مثل تدريبهم على فنون الرسم وصناعة المجسمات وتمرينات السباحة وركوب الخيل والجري وكرة القدم والغناء والتمثيل ومسابقات المعلومات العامة، وكلها أنشطة ترفيهية مفيدة تستهلك طاقاتهم وتمتعهم وتحقق لهم فرصة اكتساب خبرات جديدة وتكوين صداقات مع آخرين في مثل أعمارهم ومن جميع أنحاء العالم.
مشاركة :