بدأت الحركة الحوثية الفاشستية بالتغول شمال اليمن مستغلة الأوضاع غير المستقرة في البلد على المستوى السياسي والأمني ومارافق ذلك من تحولات في المنطقة عموما واليمن خصوصاً ففي اليمن كان الحوثيون في البداية حلفاء للقاعدة وبينهم نوع من التنسيق Direct coordination باعتبارهم جميعا ضد ما يسمونه (بهتاناً) بالمشروع الأمريكي في المنطقة وهذا ما افصح عنه العائد محمد العوفي للتلفزيون السعودي عام 2009. وأفصح عنه أيضا معتقلون حوثيون على خلفية اختطاف مواطنين ألمان في محافظة صعدة عام 2010 لصحيفة 26 سبتمبر، وهذا ليس غريبا فالإرهاب ملّة واحدة والحوثية ترفع نفس الخطاب الدوغمائي الذي ترفعه بقية الفصائل الإرهابية. ثم جاءت احتجاجات العام 2011 فركبوا موجتها كحركة انتهازية مجردة عن كل بعد أخلاقي فكانوا بطبيعة الحال جزءًا من المشهد العام وبموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية جلس الحوثيون على طاولة الحوار مع مختلف القوى الوطنية رغم أنهم حركة مسلحة لا تحمل أي فكر وطني على مستوى السياسة والاقتصاد ولم يكن لهم أي رؤية مدنية بل شعارات ثورجية عمياء. وبالرغم أنهم رفضوا التسوية السياسية التي جاءت وفقا للمبادرة الخليجية الا انهم دخلوا بموجبها مؤتمر الحوار الوطني وكانوا فريقين فريقا يقتل ويقتحم المدن والقرى ويرعب الناس ويجند الاطفال ويؤلب القبائل على بعضها ويضرب السلم الاجتماعي ويثير النعرات الطائفية ويستخدم الدين الحنيف لتعبئة البسطاء عقائديا ضد الآخرين ومن يرفض يقومون بتفجير منزله وتهجيره وتجريف مزرعته ووصمه بالعمالة لأمريكا وإسرائيل وفريق آخر يجلس في مؤتمر الحوار يبرر تلك الجرائم ويطمس معالمها ويغالط ويدغدغ عواطف بعض المنظمات الدولية بأن الحوثيين يتصدون للقاعدة! في هذه المرحلة استغلوا وجودهم في مؤتمر الحوار الذي وفر لهم غطاء سياسيا وشرعياً فامتهنوا رسميا تهريب السلاح والمخدرات واستقبال سفن اسلحة قادمة من إيران فتكدست لديهم الاسلحة والاموال السوداء وبدأوا بالتوسع والسطو ونهب المعسكرات والاسلحة الثقيلة من دماج الى همدان الى عمران وصولا الى اقتحام العاصمة صنعاء ومحاصرة القصر الرئاسي وضربه بالمدافع والدبابات وإهانة فخامة الرئيس وضرب الحصار عليه ورفع شعارات عدائية لإشقائنا في المملكة والخليج العربي من على قنواتنا الرسمية بل وصلت بهم الوقاحة الى اقامة ما سموه مناورات على حدود المملكة. الحوثيون عصابة عقائدية مسلحة ولا يصح أن نطلق عليهم أقلية Minority بل هم عصابة لا تتجاوز نسبتهم الفعلية 0.5 وكل ما أكسبهم هذا الضجيج مؤخراً وهو تحالفهم مع الرئيس المعزول صالح الذي سلم لهم بكل اسف الاسلحة الثقيلة واستخدم نفوذه لتسليمهم المعسكرات و مؤسسات الدولة التي كانت مازالت تخضع لسطوته واصبحوا يبرمون الاتفاقيات مع ايران باسم شعبنا! ايران لا تربطنا بها اي مصالح قومية او وطنية او اقتصادية او اخلاقية ولا تصدّر اصلا الا الايدلوجيات الاعتناقية الموتورة والدخيلة على منطقتنا العربية خصوصا الجزيرة والخليج. في هذه الأجواء الملبدة بالغيوم السوداء التي خيمت على شعبنا وكادت ان تضرب السلم الاجتماعي جاء القرار الحكيم والحازم الكريم من مقام المُلك والنجدة والوفاء من خادم الحرمين الشريفيين الملك سلمان بن عبدالعزيز ايده الله وألهمه الحكمة والسداد. وكما قال قبله المغفور له بإذن الله الملك فهد بن عبدالعزيز يوم اجتياح الكويت كما يروي المرحوم غازي القصيبي (وحبس العالم انفاسه وهو ينتظر الكلام وتكلم فهد بن عبدالعزيز وقال لا لن نقول لأحفادنا وأولادنا ذات يوم أكلنا يوم أكلت الكويت). كما قالها أبوفيصل رحمه الله قالها أيضا اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اذ حبس العالم انفاسه، فقال أيده الله لا لن نسمح بسقوط اليمن ولبّى صوت أشقائه المبحوح، وان لا يسلم اشقاءه اليمنيين لميليشيات ارهابية مرتهنة للاجنبي البعيد لا تحترم جوارا ولا تراعي ذمارا. وبادر كل اخواننا الخليجيين والعرب الى التفاعل والتضامن مع قضية شعبنا وصدق الشاعر العربي القائل: دعوى الاخاء على الرخاء كثيرة ومع الشدائد تعرف الاخوان وهذه بادرة رائعة في اتجاه التضامن والتعاون العربي والاسلامي المشترك فشكراً الملك سلمان بن عبدالعزيز وشكراً أيتها المملكة العربية السعودية والإبريز من معدنه لا يستغرب. وفي الأخير تقول الحكمة العربية القديمة (لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها.. إن كنت شهما فأتبع رأسها الذنبا). جنب الله أمتنا كل شر وبلاء.
مشاركة :