رحّب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس باعتزام رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة، أورزولا فون دير لاين، إزالة الأخطاء الهيكلية في قواعد دبلن لإجراءات اللجوء في الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن أجبرت الحكومة الشعبوية في روما الرئيسة الجديدة للمفوضية على قبول مناقشة مقترحاتها بشأن تسوية نظام الهجرة واللجوء المثير للانقسام. وقال ماس الجمعة عقب لقائه نظيره الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي في مدينة فلورنسا الإيطالية إنه من قبيل الصواب الحديث عن تنقيح مكثف لما يسمى بقواعد دبلن، والتفاوض بشأنها. وكانت فون دير لاين أعلنت اعتزامها إزالة الأخطاء الهيكلية في قواعد دبلن لإجراءات اللجوء في الاتحاد الأوروبي، وإصلاح النظام الحالي لصالح دول الاتحاد المطلة على البحر المتوسط. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية السابقة الجمعة “لم أفهم مطلقا لماذا بدأت قواعد دبلن بالمعادلة البسيطة: حيثما يطأ مهاجر الأراضي الأوروبية، يتعيّن أن يظل هناك… تحدث الهجرة عبر الطرق البحرية أو البرية. لا يمكن أن يكون لدينا حدود خارجية مستقرة إلا إذا قدمنا مساعدة كافية للدول الأعضاء، التي تتعرّض للضغط الأكبر بسبب موقعها على الخارطة، يتعين علينا إصلاح قواعد دبلن، لتحقيق مزيد من العدالة وتوزيع الأعباء”. ورفض وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر في وقت سابق مقترحات الحكومة الشعبوية في إيطاليا بإدخال تغييرات على نظام دبلن، لكن يبدو أن تزكية إيطاليا للألمانية أورزولا فون دير لاين لمنصب رئيسة المفوضية كان مقرونا بموافقتها على المقترحات الإيطالية بشأن الهجرة.وتعاملت ألمانيا الاثنين بفتور مع مقترح إيطالي لمراجعة نظام الهجرة في أوروبا، واعتبرت أن التدابير المقترحة، ومن بينها نقل اللاجئين الحاصلين على الموافقة جوا إلى الاتحاد الأوروبي، لا توفر حلولا فورية. وقال وزير الدولة الألماني لشؤون أوروبا ميشائيل روت إنه ممتن للمساهمة الإيطالية البناءة، إلا أنه ذكر أنه لا يعتقد أنها ستسهم “بصورة فعالة” في إعادة الأمور إلى نصابها لأن الاتحاد الأوروبي يتفاوض بالفعل من أجل نظام شامل منذ أشهر دون إحراز تقدّم كبير. وكانت صحيفة كورييري ديلا سيرا نقلت عن وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيزي القول إن لديه مقترحات لمقاربة جديدة للتعامل مع قضية الهجرة سيقوم بعرضها على اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي. وقال ميلانيزي ”لا يمكن أن نظل نتعامل مع كل حالة على حدة، ونبحث كل مرة عن حلول طارئة. إننا بحاجة إلى آلية مستقرة”. واقترح أن يتم تمكين راغبي اللجوء في الدول التي تشهد صراعات في التقدّم بطلبات خارج الاتحاد الأوروبي للحصول على اللجوء من خلال “مكتب أوروبي في الدولة الأقرب إليهم التي تنعم بالسلام”. وأضاف أنه يتعيّن على الاتحاد لاحقا مساعدة المقبولين للجوء على الانتقال جوا، ليرحمهم من عناء التعامل مع مهرّبي المهاجرين وتكبّد الرحلات الشاقة عبر البحر، إلا أن روت قال إن ألمانيا تركز على التوصل إلى “آلية إنسانية فورية” قائمة على التضامن بين الدول الأوروبية الراغبة في استقبال المهاجرين على أساس كل حالة على حدة. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أعادت معارضة إيطاليا ومالطا للاستمرار في استقبال قوارب تقل مهاجرين تم إنقاذهم من البحر المتوسط فتح القضية الشائكة المتعلقة بتقاسم أعباء بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي. وقال ميلانيزي ”المهاجرون لا يتطلعون إلى الشواطئ الإيطالية أو اليونانية أو المالطية. إنهم يتطلعون إلى أوروبا. ولذلك علينا التوصل إلى حل في إطار أوروبي”. وأشار إلى أنه يفضّل استئناف الاتحاد الأوروبي للمهام البحرية في البحر المتوسط، كما تطالب الأمم المتحدة، شريطة ألا يتم نقل من يتم إنقاذهم إلى إيطاليا كما كان يحدث في الماضي. وأضاف أنه يتعيّن أن يتم توزيع اللاجئين القادمين داخل الاتحاد الأوروبي وفقا “لمعايير موضوعية وواضحة”، إلا أنه أوضح أن “النظام لن يُطبق إلا إذا انضم إليه عدد كاف وكبير من دول الاتحاد الأوروبي”.
مشاركة :