حضر نحو ثلاثة آلاف شخص حفلة افتتاح مهرجانات بيت الدين بلبنان، مساء الخميس، والتي أقيمت في قصر الأمير بشير الشهابي في البلدة الواقعة جنوب شرق بيروت، وحملت عنوان “لقاء على شرق جديد” وهي من تأليف الموسيقي الفرنسي اللبناني غبريال يارد. وفضّل غبريال يارد (69 عاما) الذي ولد في بيروت وهاجر إلى فرنسا في التاسعة عشرة من عمره، أن يخاطب الجمهور بالفرنسية في مستهل حفلته. وقال “كنت أود أن أحدثكم بالعربية لكنني وجدت أنني لن أذهب بعيدا، بما أن مفرداتي ليست غنية، ولذلك سأحدثكم بالفرنسية”. وأضاف يارد “مرت عشرة أعوام بعد أول حفلة لي في بيت الدين، وها أنا الليلة أعود للاحتفال بمرور 35 عاما على ولادة هذا المهرجان ولكن لن أكون وحيدا، إذ ستشاركني الحفلة ياسمينا جنبلاط”. ورافقت يارد في الحفلة عزفا “الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية” بقيادة المايسترو البلجيكي ديرك بروسيه. وضم البرنامج 17 عملا موسيقيا ليارد موزعة بين أغنيات لجنبلاط من كتابتها وتلحين يارد، ومقطوعات موسيقية له طبعت العديد من الأفلام العالمية، وألحانا أعاد توزيعها لأبرز أغنيات أسمهان. وقدّمت ياسمينا جنبلاط، وهي حفيدة أسمهان من الجيل الرابع، اثنتين من أغنيات أسمهان، هما “يا حبيبي تعال الحقني” التي كتب كلماتها أحمد جلال ولحنها في العام 1940 مدحت عاصم، و”ليالي الأنس في فيينا” التي لحنها لأسمهان شقيقها فريد الأطرش وغنتها في فيلم “غرام وانتقام” (1944)، وهي إحدى أشهر أغنياتها. وأضفى يارد على الأغنيتين إحساسه الخاص ونسقّهما مع الأوركسترا بأسلوبه الأنيقوقدّمت ياسمينا جنبلاط عددا من أغنياتها الخاصة التي لحنها لها يارد، ومنها “داب قلبي” و”يلا تنام”، ونالت أغنية “يومين” التي أعادت غناءها في ختام الحفلة تصفيقا حارا. وطعّم يارد البرنامج بمقطوعة من فيلم “النبي” الذي أنتجته الممثلة المكسيكية المتحدرة من أصل لبناني سلمى حايك، بما يعكس تعلّق الموسيقي لبناني الأصل بجذوره. وقدّم مقطوعة من فيلم “بيتي بلو” بأنامل عازف البيانو الموهوب نيكولا سلوم (15 عاما) الذي استضافه. وعزف على الأورغ مقطوعة من فيلم “سيتي أوف إنكلز” تميزت بحوار بين قيثارتين، إضافة إلى مقطوعة من فيلم “ذي تالنتد مستر ريبلي” موجها تحية إلى مخرجه الراحل أنطوني مينغيلا، ومقطوعة فالس من فيلم “كامي كلوديل” وجه من خلالها تحية إلى الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو الذي حضر الحفلة. وقال دوبارديو الذي يقدم ضمن مهرجانات بيت الدين حفلة غنائية، السبت، يحيي فيها ذكرى صديقته الراحلة بربارا “أحب أجواء هذا المهرجان ورئيسته وسبق وقدمت حفلة في مهرجانات بعلبك.. أقدّر الجمهور اللبناني كثيرا”. وتستمر فعاليات مهرجانات بيت الدين، بمسرحية غنائيّة بالإنكليزية مقتبسة من رواية جبران خليل جبران “الأجنحة المتكسّرة” يقدمها الفنان الشاب نديم نعمان من 24 إلى 26 يوليو الجاري، بالاشتراك مع الموسيقيّة القطرية دانا الفردان. وفي 30 من الشهر الجاري موعد مع الموسيقى الكلاسيكيّة، في أمسية عزف مزدوج على البيانو تضم عبدالرحمن الباشا وبيلي عيدي. كما يعود الفنان العراقي كاظم الساهر، الضيف الدائم للمهرجان، بثلاث حفلات هذه السنة. ويطل في 6 أغسطس عمر غدي الرحباني مقدما أغنياته مع فرقة “باسبورت تشامبر” ومجموعة من الأغنيات الرحبانية، وفي 8 من الشهر عينه حفلة جاز لفرقة “مانداي بلوز باند”. وسيكون ختام المهرجان في العاشر من أغسطس القادم مع المغني المغربي عبده شريف الذي يحيي تراث المطرب المصري الراحل عبدالحليم حافظ. ويقام على هامش المهرجان، معرض صور مستوحاة من أوضاع الطائفة الدرزية في القرن التاسع عشر للمصوّر اللبناني جاك دباغيان ومعرض للمصوّر السوري عمار عبدربه.
مشاركة :