المملكة ليست في حرب مع إيران، ولكن على طهران أن لا تقدم الدعم العسكري للأنشطة الإجرامية للحوثيين. هذا ما أكده وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أمس في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، بأن العالم كله يعلم علم اليقين أن التدخل في الشؤون الداخلية للدول ليس موجودا في قاموس السياسة السعودية، كما أن الحرب ليست من أطروحات هذه السياسة إلا في حال الاعتداء على سلامة وأمن واستقرار الدولة السعودية. ومن هنا، فإن القاصي والداني يدرك أن العملية العسكرية التي تقودها المملكة في اليمن، والتي أصبحت معروفة باسم عاصفة الحزم، والتي جاءت استجابة لطلب الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، موجهة ضد التمرد الحوثي الذي سعى إلى جر اليمن والمنطقة إلى فتنة كبرى، كما أن التدخل العسكري جاء لإنقاذ الشعب اليمني، واستنادا إلى معاهدة الدفاع العربي المشترك والمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. المملكة قيادة وحكومة وشعبا ليسوا من دعاة الحروب، وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بل من دعاة الحوار والأمن والاستقرار، وانطلاقا من ذلك فإنه لا يمكن لكائن من كان أن يزايد على مواقف وسياسات المملكة التي تنطلق دائما وأبدا من المصالح العليا للأمن القومي العربي والخليجي وليس لأية أغراض أخرى. ومن هنا، جاءت عاصفة الحزم دعما واستجابة للشرعية اليمنية، هذه العاصفة التي أخرست ميليشيات صالح التي باعت اليمن من أجل دراهم، ولجمت حركة الحوثي العميلة لطهران وجعلت إيران تعيد حساباتها في المنطقة. والسؤال: أين كان روحاني عندما تآمر المخلوع صالح مع الحوثي؟.. وأين كان روحاني عندما كانت المملكة تقوم بإعمار اليمن وتنميته. إذا رغبت إيران في حل الأزمة فعليها دعم عاصفة الحزم وإرغام الحوثي على إنهاء الانقلاب على الشرعية لكي يعود الأمن والسلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.
مشاركة :