استنكر الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، مطالبة إيران بوقف عاصفة الحزم، رغم أن الحرب في اليمن مستمرة منذ أكثر من سنة، بل ومن أيام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لافتا إلى أنه كانت هناك أكثر من ثلاثين هجمة من قبل الحوثيين وقوات علي صالح، وبعد ذلك تحالف صالح مع الحوثي واستمر القتال، متسائلا: أين كانت مناشدة إيران لإيقاف القتال في اليمن؟. وقال الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في الرياض أمس: نحن لم نأت لليمن لغاية في أنفسنا، أتينا لمساعدة السلطة الشرعية وهي الطرف الوحيد الذي يمكن أن يتكلم بهذه اللغة. وأضاف: إن إيران ليست مسؤولة عن اليمن ولم نسمع لها أي دور تلعبه في اليمن عندما كانت في طور التنمية، ولكن بدأت أصواتها تظهر عندما أصبح هناك مشاكل، وأصبحت تقحم نفسها في قرارات اليمن. متهما طهران بالتسبب في زيادة المشكلة وأمد العنف في اليمن. وأضاف الفيصل أن المملكة ليست في حرب مع إيران، مؤكدا أن عاصفة الحزم جاءت استجابة لطلب الرئيس الشرعي هادي، مطالبا طهران أن تكف عن تقديم السلاح ودعم الأنشطة الإجرامية للحوثيين. وحول مشروع القرار الخليجي بشأن اليمن والمقدم لمجلس الأمن في ضوء الموقف الروسي، قال: عندما نصل إلى اتفاق يظهر موضوع ثاني. وكان الأمير سعود الفيصل، أوضح في بداية المؤتمر، أن حملة تحالف الدفاع عن الشرعية تسير بشكل جيد وفق الأهداف المرسومة لها، عسكريا وإنسانيا، من خلال استهداف الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق المتمردة على الشرعية، مبينا استمرار الحملة في جهودها الإنسانية لحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإغاثية، والتعاون مع المنظمات الدولية. وعبر عن إدانته واستهجانه لاستمرار ميليشيات الحوثي في إرهاب وترويع المدنيين بالمدفعيات الثقيلة والدبابات داخل المدن، وهو الأمر الذي تسعى جهود عاصفة الحزم لإيقافه. ونوه الفيصل بالدعم الكبير من فرنسا والعالم للتحالف العربي الدولي للدفاع عن الشرعية في اليمن، وما أبدته فرنسا من استعداد لتقديم كل ما تحتاجه المملكة من جميع النواحي، وترى المملكة أن التحالفين يشكلان جهدا متوازيا لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره والأيديولوجيا التي تقف وراءه. وأكد أن زيارة فابيوس تأتي في إطار تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، لافتا إلى أنه سلم رسالة لخادم الحرمين الشريفين من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ووصف المباحثات بالمثمرة والبناءة، ونوه بمستوى التطور الذي تشهده العلاقات الثنائية، وهو الأمر الذي أسهم في إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، وتطوير المشروعات المشتركة التي بلغت 186 مشروعا برأسمال يقارب 33 مليار ريال. وقال الأمير سعود الفيصل: نحن وفرنسا متفقون على أهمية أن يفضي الاتفاق النووي الإيراني النهائي عن الشروط الواضحة والملزمة - التي لا غموض فيها - وبما يضمن عدم تحول البرنامج النووي إلى برنامج عسكري، وأن يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ويضمن خلو منطقة الشرق الأوسط والخليج من أسلحة الدمار الشامل. وفي الشأن السوري، جدد التأكيد على أن إطار الحل السلمي واضح ومتفق عليه من قبل المجتمع الدولي، ويتمثل في مبادئ إعلان جنيف1 وما اشتمل عليه من ترتيبات لنقل السلطة، وقال: إن استمرار تدفق الأسلحة إلى الأسد وزمرته يعطل الحل السلمي، وسنستمر من جانبنا بالتصدي لها والدفع بالحل السلمي بكل السبل المتاحة. وأضاف: وزير الخارجية الفرنسي أطلعني على أفكار فرنسا لتحريك عملية السلام، وهو ما يتفق مع موقف فرنسا الدائم لضرورة إحلال السلام في فلسطين. من جانبه، أكد فابيوس أن الحل في سوريا لا يشمل بشار ولا داعش واللذان لا يمثلان مستقبل سوريا، وقال: إن الطريقة الوحيدة للقضاء على داعش عبر تجنيد قوى الشعب العراقي ضد هذا التنظيم الذي يمثل العنف والإرهاب. وأضاف: الحكومة الفرنسية قدمت مقترحا للمملكة يتمثل في الطاقة النووية المدنية والتي عرف عن فرنسا استخدامها والاستفادة منها وتوظيفها في المشاريع المدنية.
مشاركة :