على ابن سلمان تحمل مسؤولية مقتل خاشقجي

  • 7/21/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية: نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً للكاتب ديفيد أغناتشيوس عن الأوضاع في الخليج وما يترتب على المملكة العربية السعودية أن تقوم به مع تعمق المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج العربي، حيث يقوم الجيش الأمريكي بالتعجيل بدفع 500 جندي إلى السعودية، التي تُعد شريكاً رئيسياً في المنطقة، في مهمة قاتمة ولكن ضرورية، تتمثل في ردع إيران والاستعداد لنشوب الحرب، إذا فشل الردع. وفي ظل هذا المشهد حان الوقت لأن يفعل ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» شيئاً مهماً في المقابل، من خلال الاستجابة للنقد العميق من الحزبين في الكونجرس لنظامه، ويجب عليه أن يتحمل مسؤولية اغتيال الكاتب الصحفي في واشنطن بوست «جمال خاشقجي» والإشارة إلى استعداده للوصول لتسوية سياسية للحرب المدمرة في اليمن. وقال الكاتب: تعد العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية مهمة لأمن البلدين، خاصة أن المواجهة مع طهران تقترب من الحرب، لكنها مبنية على قواعد غير مستقرة، ويعد تصويت مجلس النواب الأمريكي الأربعاء الماضي لمنع بيع أسلحة جديدة للمملكة علامة على الصدمة السياسية التي ضربت صميم العلاقة، والاضطراب الذي ينتظرها في المستقبل. وتعد إعادة ضبط العلاقات الأمريكية السعودية على أسس أكثر صدقاً أمراً عاجلاً الآن، مع تزايد خطر الصراع الإقليمي. وجاء التصعيد الحاد الأخير أمس الأول عندما احتجزت إيران ناقلة بريطانية في الخليج، وفقاً لمسؤول أمريكي، وقد يجعل هذا الاستفزاز الإيراني الانتقام البريطاني وربما الأمريكي أمراً محتملاً، مما يزيد الأزمة تعقيداً، وهو ما يبدو أن إيران تهدف إليه. وأشار الكاتب إلى أن القادة الأمريكيين والسعوديين يؤكدون أنهم لا يريدون الحرب، ولكن لا شك أنه ما لم تخفف الولايات المتحدة أو إيران من مطالبهما، فإن هذه المواجهة ستؤدي إلى معركة من شأنها أن تدمر المنطقة. إن السعودية تأخذ الدعم الأمريكي في هذه الأزمة على أنه من المسلمات تقريباً، إذ يحث وزير الخارجية «مايك بومبيو» ومسؤولون آخرون ولي العهد منذ شهور على تحمل المسؤولية من خلال محاكمة «سعود القحطاني»، وهو مستشار وليّ العهد، الذي سمته الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي كمنظم للمؤامرة التي أدت إلى مقتل «خاشقجي» وتقطيع أوصاله في إسطنبول، لكن «محمد بن سلمان» تجاهل هذه المطالب. ولم يتم توجيه الاتهام إلى «القحطاني»، ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه يواصل العمل بحرية. وتعزز عدم رغبة ولي العهد في محاسبة «القحطاني» من صدقية تقييم وكالة الاستخبارات المركزية بأن «محمد بن سلمان» نفسه وافق على عملية قتل «خاشقجي». ويعد نشر القوات الأمريكية في السعودية تذكيراً بأهمية العلاقات مع الولايات المتحدة بالنسبة للرياض، وحتمية قيام «محمد بن سلمان» بإعادة العلاقات الأمريكية السعودية إلى مسارها. وأضاف الكاتب: على الرغم من حكم ولي العهد الاستبدادي، لا شك أن المملكة تمر بتحول كبير، فالسلطة تنتقل إلى جيل أصغر، والبلد الذي كان المرح ينعدم فيه أصبح يعج بوسائل الترفيه. وفي جدة، تزدحم الشوارع بالرجال والنساء والأسر الشابة، ويعزف الموسيقيون على الأرصفة. وقد أخبرني صديق سعودي: «اعتدنا أن نعيش حياتنا سراً، كان بإمكاننا أن نكون أحراراً في منازلنا أو عندما نسافر إلى الخارج، ولكن ليس في الأماكن العامة هنا، لكن هذا يتغير». لكن السعوديين لا يزالون يشعرون بالتشويش حول الحدود الفاصلة بين سياسات الانفتاح الجديدة والخطوط الحمراء القديمة، على سبيل المثال، يوجد اليوم نادٍ للكوميديا في جدة، لكن في نفس الوقت تم إلقاء القبض على فنان بسبب سخريته من المحافظين المتدينين، ويعمل المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي على تشكيل الأذواق الحديثة، لكنهم يحصلون أيضاً على إرشادات يومية من الحكومة. ويقول الكاتب: لقد أخبرني «جون أبي زيد»، السفير الأمريكي في الرياض، أنه إذا نجحت إصلاحات «رؤية 2030» الخاصة بـ»محمد بن سلمان»، فيمكنها تغيير العالم العربي، حيث قال: «رؤية 2030 هي الأداة الأكثر أهمية ضد التطرف في هذه المنطقة»، لكن عملية الإصلاح السعودية لا تزال هشة للغاية. ويشعر السعوديون بالقلق بشأن التهديد المستمر القادم من إيران، ويظهر اللواء «فهد بن تركي»، قائد القوات السعودية في اليمن للزائرين الحطام الذي تسببت فيه بعض مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز التي أطلقها الحوثيون عبر الحدود. ويختم الكاتب تقريره بالقول، نتيجة لذلك، يعد رفض «محمد بن سلمان» العنيد لتحمل مسؤولية مقتل «خاشقجي» وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى خطئاً كبيراً، وهو بذلك يفسد عملية الإصلاح الخاصة به، وأمن بلده المستقبلي في نهاية المطاف، وصحيح أن الولايات المتحدة ترسل المزيد من القوات والأسلحة، لكن الكونجرس سوف يثور في النهاية ضد خوض حرب من أجل حاكم يتستر على جريمة قتل.

مشاركة :