أثنت الصحف الجزائرية على المنتخب الوطني لكرة القدم لا سيما مدربه جمال بلماضي الذي «دخل التاريخ» بعد قيادته محاربي الصحراء الجمعة إلى لقب ثانٍ في كأس الأمم الأفريقية بعد انتظار 29 عاما. وينسب إلى بلماضي الذي تولى تدريب المنتخب في أغسطس (آب) 2018، الفضل في مصالحة الجزائريين مع اللقب. ففي خضم الحراك السياسي الذي تشهده البلاد منذ أشهر، منح النجم السابق ولاعبوه شعبهم فرحة اللقب بعد بطولة أجمع فيها النقاد على أن الجزائر قدمت المستوى الأفضل.وعنونت صحيفة «الخبر» على صفحتها الأولى «جابوها الرجّالة (الرجال)» و«كتيبة بلماضي تهدي الثانية للجزائر»، مرفقة ذلك بصورة جماعية للمنتخب بعد تسلمه الكأس، وأخرى للاعبين يحتفلون مع بلماضي. ورأت الصحيفة أن الجزائريين آمنوا «بقدرة بلماضي على قيادة الجزائر إلى تتويج طال انتظاره، ما جعلهم ينتقلون بقوة إلى مصر في النهائي من أجل مساندة المنتخب وتقاسمه فرحة التتويج»، في إشارة إلى آلاف المشجعين الذين سافروا خصيصا إلى العاصمة المصرية لمتابعة المباراة النهائية.وذكرت صحيفة «الشروق» بتصريح لبلماضي لدى توليه مهامه خلفا للنجم السابق رابح ماجر في صيف العام الماضي، عندما قال: «قد تقولون عني إنني مجنون ولكنني أريد التتويج بكأس أفريقيا». وعقّبت «دخل بلماضي تاريخ المنتخب الوطني من الباب الواسع؛ حيث تمكن من تحقيق ما عجز عنه كل المدربين الذين تعاقبوا على العارضة الفنية منذ الاستقلال». كذلك، أعاد الموقع الإلكتروني الإخباري باللغة الفرنسية «كل شيء عن الجزائر»، التذكير بتصريح آخر لبلماضي مطلع يونيو (حزيران)، حيث قال: «لدينا طموح الفوز بالكأس الأفريقية»، مضيفا: «بلماضي أعلنها صراحة قبل خمسين يوما، وها هو قد أثبت أن طموحه لم يكن مبالغا فيه».بينما اختارت صحيفة «النهار» عنوان: نتوج بالبطولة بالقوة ونفرح جميعا». وأثنت صحيفة «لوكتيديان دوران» على الأداء الرائع للمنتخب، معلقة أن الأداء كان «بطوليا حتى النهاية». ومن جانبها، ذكرت «الوطن»: «الجزائر تعتلي قمة كرة القدم الأفريقية»، وكتبت صحيفة «المجاهد» الحكومية: «الجزائر في سماء أفريقيا». ووصفت يومية «كومبيتسيون» المتخصصة إنجاز المنتخب الجزائري في البطولة التي استضافتها مصر بـ«الفرعوني».أما صحيفة المجاهد الحكومية فوصفت بلماضي بالشخص «البراغماتي» الذي يحسن التمييز بين «الطيب والخبيث» و«بين العمل والكلام بلا معنى». وكان بلماضي قد قال من جهته بعد المباراة «أشعر بأنني سعيد جدا، لكل بلادنا، لشعبنا الذي كان ينتظر النجمة الثانية منذ وقت طويل جدا. أول بطولة أمم أفريقيا نفوز بها خارج أرضنا، الأمر مذهل، خاصة بالنظر إلى المكان الذي أتينا منه. تسلمت (في صيف 2018) فريقا في وضع صعب فعلا. التربع على عرش أفريقيا في فترة عشرة أشهر أمر رائع. ربما أنا متعب بعض الشيء، ومن الصعب إظهار مشاعر، سأدركها في وقت لاحق بمجرد أن نرتاح بعض الشيء».وتابع: «قلت إننا سنشارك في أمم أفريقيا من أجل الفوز بها. كنت أرغب في البعث برسالة قوية إلى اللاعبين، لأقول لهم أنني أنخرط في مشروع قوي. الألقاب هي ما يهمني. في مؤتمري الصحافي الأول سئلت عما إذا كانت هذه البطولة انتقالية. كلا، نحن هنا (أحرزنا اللقب)».
مشاركة :