الأحساء: مبادرة للحفاظ على البلابل المهددة بالانقراض في السعودية والخليج

  • 7/21/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استقطبت مبادرة الحفاظ على البلابل أكثر من 250 من مربي هذه الطيور على مستوى دول الخليج. وطرح علي الفهيد مبادرته "تكفون لا تصيدوني" للحفاظ على بلابل النخيل في مناطق المملكة ودول الخليج، مُطلقاً أكثر من 680 طائراً على مدى ثلاث سنوات. وبدأت الفكرة، وفقاً لما يروي صاحب المبادرة علي الفهيد لـ"الحياة"، منذ حوالى سنتين، لحماية البلبل الحساوي من الانقراض والصيد الجائر الذي يقوم به البعض، سواءً أكانت البلابل كبيرة أو صغيرة، وبيعها في الأسواق الشعبية والطرق الزراعية. وأنشئ الفهيد مجموعة تضم أكثر من 250 من هواة تربية الطيور على مستوى المملكة ودول الخليج العربي، للحفاظ على هذه الطيور والتشجيع على إكثارها. وقال: "إن المبادرة لاقت انتشاراً وقبولاً وتأييداً واسعاً على مستوى المملكة ودول الخليج، خصوصاً في البحرين، من المهتم في تربية الطيور الدكتور عبدالحميد العلوي، ومكة المكرمة والدمام وعدد من مدن المملكة، وأطلق الإماراتي خالد الحي (أحد اعضاء المجموعة)، أكثر من 30 طائراً في منطقة زراعية بالإمارات". وأوضح الفهيد، أنه كان من عشاق تربية الطيور بأنواعها، ولكن حينما شاهد انخفاض عدد طيور البلابل اشترى وزميله إبراهيم بوخمسين أكثر من 100 طائر فاقت قيمتها 1200 ريال، من الأسواق الشعبية والعمال الوافدين، مشيراً إلى أن الطيور الصغيرة يربيها حتى تكبر، ويطلقها في النخيل والأماكن المكشوفة والمكتظة بالنخيل والمزروعات. أطلق الفهيد أول من أمس (الخميس)، أكثر من 250 طائراً، بالتعاون مع منتجع دروازة النخيل، وبالتنسيق مع الإعلامي بدر الشهاب، مؤكداً أن هذا العمل يدخل عليه رزقاً وفيراً، وتعويضاً من الله عز وجل. وأشار إلى أنه جمع حوالى 3500 ريال تم صرفها على تنفيذ هذه المبادرة. وطالب علي الفهيد، الجهات المختصة بوضع حد وشروط لعملية ووضع غرامات مالية على كل من يثبت عليه صيد البلابل أثناء فترة التكاثر، معتبراً صيد هذا الصنف من الطيور الثمينة، خصوصاً وقت تكاثرها، "أمر يضر تكاثرها". ومن أجل الحفاظ عليها، كونها من الطيور "الجميلة التي تتميز بالتعايش مع الإنسان، وفي المنزل" يجب أن تكون بين نخيل مثمرة، وليس في أقفاص والمتاجرة بها، كما يرى. ونشر الفهيد شريط توعوي عبر قناته في "يوتيوب"، يحوي تسجيلات مصورة وموجهة للمجتمع والعاملين في المزارع، للتوعية بضرورة الحفاظ على هذه الطيور، ومنع صيدها. من جانبه، قال المؤرخ أحمد البقشي: "إن ارتباط اسم الأحساء في البلابل لم يكن اعتباطياً، بل لتمييزه عن سلالات أخرى من الجنس نفسه، ويمتاز بمواصفات محددة، منها حجمه المتوسط المائل للكبر مقارنة في البلبل التايلندي الضخم، ونظيره الباكستاني صغير الحجم، ما يكشف عن ناحية جمالية فيه، إلا أنه يوجد في بعض المناطق بلابل تمتاز بأحجام كبيرة، مثل بني معن، والشّراع. ويمتاز البلبل الحساوي – وفقاً للبقشي - بخدين أبيضين (صقعتين) على خديه، وبقعة صفراء في أسفله. ويحمل بلبل الأحساء اسماً علمياً هو Pycnonotus، وهو من فصيلة البلابل من رتبة العصفوريات، ويعرف بـ"بلبل التمر" (Pycnonotus goiavier). وأشار البقشي، إلى أن البلبل يفضل بناء عشّه، الذي يصنعه من عيدان ليف النّخلة، وسط خوص السعف، أو وسط أشجار اللّيمون، وعادة يختاره بحيث يكون في أماكن بعيدة عن الأنظار، ويلاحظ أنّه قديماً كان يبني عشه على ارتفاعات قليلة، لكن مع تزايد عمليات الصّيد الجائر صار يبنيه على ارتفاعات أكبر. ويأخذ العشّ عادة شكلا نصف كروي، مكشوف من الأعلى، ويبطّنه بريش من بدنه في بعض فصول السّنة. ويلاحظ الفلاّحون أن البلبول يبدأ صفّ عشّه مع نهاية موسم النّبات، إي في حدود شهر أذار (مارس) تقريباً.

مشاركة :