إيران ترفع علمها على الناقلة البريطانية «ستينا إيمبيرو»

  • 7/22/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تجاهلت إيران، الدعوات إلى الإفراج فوراً عن ناقلة النفط «ستينا إيمبيرو»، التي احتجزها الحرس الثوري، الجمعة، في مضيق هرمز، واتهمت مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، بمحاولة جر بريطانيا إلى «مستنقع»، في حين تعهدت لندن، التي تفكر في «مجموعة خيارات»، رداً على توقيف الناقلة التي ترفع علمها في المياه العُمانية، بتأمين تواجد عسكري لها في المنطقة لضمان بقاء المضيق مفتوحاً أمام حركة الملاحة. كما نزعت إيران، العلم البريطاني عن الناقلة، ورفعت علمها مكانه، وفق ما نشرت قناة «برس تي في». وحسب تسجيل صوتي نشر أمس، أمرت القوات الإيرانية، الجمعة، «ستينا إيمبيرو»، بتحويل مسارها اثناء مرورها في الخليج، وابلغتها أنها ستكون بأمان «إذا أطاعت الأوامر». وحصل محلل المخاطر الأمنية البحرية «درياد غلوبال» ومقره لندن على التسجيل الصوتي ونشره، وأكدت صحته وزارة الدفاع البريطانية. ويتضمن التسجيل اتصالات بين «ستينا ايمبيرو» والفرقاطة «اتش ام اس مونتروز» والقوات الإيرانية التي كانت متوجهة إلى الناقلة.وفي التسجيل الصوتي، قال الإيرانيون لطاقم السفينة: «نأمركم بتغيير مساركم إلى 3 6 صفر. 3 6 صفر درجة فورا. إذا اطعتم ستكونوا بأمان». وأبلغت الفرقاطة الموجودة في مياه الخليج لحماية حركة الشحن البحري، الناقلة انها «تمر في مضيق دولي معروف، وبموجب القانون الدولي يجب عدم اعاقة أو عرقلة مرورك».وقال الايرانيون للفرقاطة: «هذا قارب الدورية البحرية. لا نقصد التحدي. نريد تفتيش السفينة لأغراض أمنية». وردت «مونتروز»: «طلباتكم التي ترسلونها إلى ستينا ايمبيرو... تعوق وتعرقل مرورها. يجب أن لا تعوقوا أو تعرقلوا مرور ستينا ايمبيرو. الرجاء تأكيد عدم نيتكم انتهاك القانون الدولي بالمحاولة غير القانونية للصعود على متن ستينا».وكرر الإيرانيون رسالتهم إلى الناقلة، «اذا اطعتم الأوامر فستكونوا في أمان».وفي لندن، أكدت وزيرة الدفاع بيني موردونت، إن الفرقاطة كانت على بعد ساعة من مكان الحادث، لا على مسافة عشر دقائق. وأعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، ان الناقلة احتجزت في مياه سلطنة عمان في انتهاك واضح للقانون الدولي. وأضاف: «أظهرت الخريطة، التي صدرت عن حكومة جلالة الملكة، بكل وضوح أن الناقلة ستينا إمبيرو المملوكة لسويديين وترفع علم بريطانيا كانت في المياه الإقليمية لسلطنة عمان عندما داهمتها قوات الحرس الثوري الإيراني يوم الجمعة 19 يوليو». وأضاف أنه لا وجه للمقارنة بين ما حدث مع «ستينا إيمبيرو» وما حدث مع السفينة «غريس 1» قبالة جبل طارق، والذي تم وفقاً للقانون الدولي وبسبب انتهاك عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي. واعتبر وزير الدولة لشؤون الدفاع توبايس إيلوود، بأن قدرات التدخل البريطانية محدودة. وصرح لشبكة «سكاي نيوز» أمس، بان «القوات البحرية الملكية صغيرة جداً لادارة مصالحنا في العالم. إذا كان هذا ما نرغب فيه في المستقبل، فعلى رئيس الوزراء المقبل الاقرار بذلك». وأضاف: «إذا أردنا الاستمرار في لعب دور على الساحة الدولية -- ولا ننسى أن التهديدات تتطور (...) فعلينا الاستثمار بشكل أكبر في دفاعنا بما في ذلك في البحرية الملكية». ووجهت لندن، رسالة مكتوبة إلى مجلس الأمن، ذكرت فيها ان قوات إيرانية اقتربت من الناقلة عندما كانت في المياه العُمانية. وكتبت بعثة بريطانيا لدى الأمم المتحدة في الرسالة التي بعثت بها أيضاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: «كانت السفينة تمارس حق العبور القانوني في مضيق دولي بما يكفله القانون الدولي... يشترط القانون الدولي عدم عرقلة حق المرور، وبالتالي فإن الإجراء الإيراني يمثل تدخلا غير قانوني». في المقابل، كتب وزير الخارجية الإيراني عبر «تويتر»، أمس: «بعد فشله في استدراج (الرئيس) دونالد ترامب للدخول في حرب القرن، وخوفاً من انهيار فريقه، الفريق بي، ها هو يحوّل سمومه نحو بريطانيا، على أمل جرها للمستنقع». وكان محمد جواد ظريف، اتهم «فريق بي» الذي يضم برأيه بولتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالوقوف وراء احتجاز ناقلة محملة بالنفط الإيراني (غريس 1) في جبل طارق في 4 يوليو الجاري. وقال المدير العام للموانئ والملاحة البحرية في محافظة هرمزكان (جنوب إيران) مراد عفيفي بور، إن «التحقيق (...) يعتمد على تعاون طاقم السفينة وعلى إمكانيتنا في الوصول إلى الأدلة الضرورية للنظر في القضية». وأكد في مقابلة مع قناة «برس تي في» الحكومية الناطقة بالإنكليزية، أن أفراد الطاقم الـ23 هم على متن الناقلة و«بصحة جيدة». و18 منهم من الهند وضمنهم القبطان، والخمسة الآخرون من الفيلبين وروسيا ولاتفيا. ودعا سفير ايران في لندن حميد بعيدي نجاد في تغريدة على «تويتر»، الحكومة البريطانية إلى «السيطرة على القوى السياسية الداخلية التي تريد تصعيداً في الخلافات القائمة بين لندن وطهران بعيدا عن قضية السفن». وقال إن بلاده «مستعدة لمختلف السيناريوات». واعتبر رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، ان البريطانيين «قاموا بعملية سرقة تم الرد عليها». وكتبت صحيفة «كيهان» المحافظة المتشددة في افتتاحية، أمس، ان «لا عار ابدا في الرد»، مضيفة «حتى لو كانت (الناقلة البريطانية) احترمت كل القواعد (...) كان ينبغي ان تصادرها القوات البحرية التابعة للحرس» الثوري. وفي مسقط، أعلنت وزارة الخارجية العمانية في تغريدة عبر «تويتر»، إن «السلطنة تتطلع إلى قيام ايران بإطلاق السفينة البريطانية»، موضحة أنها «على اتصال مع جميع الأطراف بهدف ضمان المرور الآمن للسفن التجارية العابرة للمضيق مع احتفاظها بحقها في مياهها الإقليمية». ودعت طهران ولندن، إلى «حل الخلافات بينهما بالطرق الديبلوماسية». وفي واشنطن، أكد مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية جون رود أنه «لن نسمح لإيران بإغلاق طرق الملاحة الدولية في مياه الخليج». وأضاف: «قلقون من مخاطر سوء تقدير الجانب الإيراني في مياه الخليج».

مشاركة :