تظهر تفاصيل برنامج زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الصين، بين 21 و23 من الشهر الجاري، حجم الأهمية التي يوليها البلدان الصديقان لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية بينهما، ودرجة الثقة العالية لدى القيادتين بأن ما هو مرصود لهذه الشراكة في تصنيع المستقبل يستند إلى موروث تراكمت إنجازاته على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الموثوقية والمصالح المتبادلة. في أكثر من مناسبة كان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، لا يتردد في التعبير عن إعجابه وسعادته بما يراه في فكر ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من تماثل في النظرة حول مفاهيم ونهج التنمية المستدامة، وفي توافق الالتزام بثوابت التسامح، وتوظيف القوة الناعمة لتعميم مناخات الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط والعالم. في الزيارات الثلاث السابقة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين منذ عام 2009، تأسست شراكة عتيدة للقطاع العام في البلدين، ستتكامل في الزيارة الرابعة الحالية بشراكة للقطاع الخاص، جرى الإعداد لها باستفاضة، وبما يبرر المراهنة على مرحلة جديدة تأخذ فيها التنمية المتكاملة آلياتها التي تستلهم أدوات القوة الصناعية الخامسة. ويشكل المنتدى الاقتصادي الاستثماري والتجاري الذي تنظمه الإمارات في بكين، اليوم الإثنين، في ضخامة حشد المشاركين وتنوع اختصاصاتهم، نموذجاً تقل نظائره في المنتديات العالمية المماثلة، في كونه يحتفي بمرور 35 سنة من العلاقات الوثيقة، ويبني لعقود مقبلة من التعاون المستلهم لمقتضيات الشراكة الاستراتيجية. ففي برنامج الزيارة، وهي الرابعة، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى بكين، من الحيثيات الكثيفة ومن حفاوة التجهيز المتبادل، ما جعلها تندرج في التغطيات الإعلامية الدولية ضمن القمم التاريخية. وضعت الظروف الإقليمية والدولية الانتقالية التي تتزامن مع الزيارة واللقاءات القيادية هذه المناسبة في عين المناخات الدولية، التي تقدر تماماً توزين الشراكة الاستراتيجية بين الصين والإمارات، وقدرتهما في الحفاظ على الاستقرار ومواجهة الإرهاب بمختلف أشكاله. جدول لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق مع القيادات الصينية، يتوزع على مساحة واسعة من الاهتمامات المشتركة، التي جرى تقنينها في اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بأكثر من 13 محوراً، تبدأ من الاستثمار والطاقة والصناعة والبنية الأساسية والتصنيع الابتكاري، ولا تنتهي بالسياحة والتعليم والفضاء وتبادل تعزيز «إكسبو بكين» و«إكسبو دبي». وفي كل هذه القطاعات تتلاقى المصالح الإماراتية الصينية المشتركة على نهج مشترك، يقوم على تكامل عمل القطاعين العام والخاص في استنطاق الفرص النموذجية التي توفرها الطاقات والإمكانات الصينية الهائلة، مع كفاءة البنية الأساسية للإمارات، وريادتها في قوة الابتكار ومحاكاة المستقبل. وأشار خبراء صينيون وعرب إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت شريكاً مهماً لجمهورية الصين الشعبية في المجالات كافة، لاسيما قطاع الاقتصاد، حيث تعتبر الإمارات من أهم شركاء الصين في هذا المجال. وقال الخبير في الشؤون الدولية والملحق التجاري السابق لوزارة الخارجية الصينية في عدد من الدول العربية، لي يوان تشينغ، إن «الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ترتكز إلى نقاط عدة، أهمها أنها تأتي في إطار تعميق علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والإمارات، وتوسيع علاقة التعاون الاقتصادي بين البلدين، إلى جانب تحسين القدرة الإنتاجية، والزراعة، والشؤون المالية، والجمارك، والبحث العلمي، إضافة إلى التعاون في مجال الطاقة». ولفت إلى أن الزيارة تعتبر تطبيقاً واقعياً للمشروعات التي تم الاتفاق عليها أثناء زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، للإمارات في العام الماضي، مثل الاستثمارات الثنائية في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن الزيارة ستساعد على تحسين الإمكانات السياحية لكلا الطرفين لجذب أكبر عدد مكن من السياح من الجانبين، كما أنها تأتي توثيقاً للتعاون وزيادة التفاهم لمواجهة المشكلات الإقليمية والدولية، سعياً إلى حلها. من جانبه، قال الخبير من القسم العربي في وكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، تشو شياو لونغ، إن «الرئيس الصيني شي جين بينغ قام بزيارة تاريخية إلى الإمارات في يوليو عام 2018، حيث تمت ترقية العلاقات الصينية والإماراتية خلال تلك الزيارة إلى شراكة استراتيجية شاملة، ما يرسي أساساً أمتن، ويكتب صفحة جديدة لإجراء التعاون الاستراتيجي الثنائي بشكل شامل، ثم قام نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان بزيارة إلى الإمارات في أكتوبر عام 2018». وأشار إلى أنه خلال ثلاثة أشهر فقط قامت القيادة الصينية بزيارتين إلى الإمارات، الأمر الذي تجاوز توقعات الكثيرين، لافتاً إلى أن الزيارتين تتفقان مع مستوى العلاقات الثنائية، بما يجسد تصميم الدولتين على ترجمة التوافق الثنائي إلى أرض الواقع. وأضاف أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين تكتسب أهمية كبيرة، حيث ستضفي حيوية على تطور العلاقات الثنائية بين البلدين. أما خبير الشؤون الخارجية والأستاذ في جامعة جيتسنغ للدراسات الدولية، ما شياولين، فأكد أهمية زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين، من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، موضحاً أن دولة الإمارات كانت وستكون شريكة متميزة للصين، حيث يلعب الطرفان أدواراً رائدة في ترسيخ وتوسيع العلاقات المتميزة بينهما.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :