يتحدث عموم الليبيين عن المواقف الثابتة لدولة الإمارات، في مساعدة بلادهم على تحقيق الأمن والاستقرار، وتلافي مخطّطات العنف والدمار، ويرون فيها مثالاً للأخوة العربية والإنسانية، وللعلاقات الوطيدة بين الأشقاء، وذلك للثوابت الأخلاقية التي تدار بها سياسة الدولة في نبذها للتطرف والإرهاب، وإيمانها بحق الشعوب في السلام والتنمية والازدهار، حيث إن ليبيا الخالية من التطرف والإرهاب، والدولة مدنية مزدهرة، تستفيد من ثرواتها في بناء مستقبل أفضل لشعبها، ومن موقعها الجغرافي، ستكون بوابة للحوار الحضاري والثقافي الإنساني. اليوم، بعد خمس سنوات على بدء عملية الكرامة، أصبحت القوات المسلحة الليبية تسيطر على حوالي 90 في المئة من المساحة الإجمالية للبلاد، حيث تم الإعلان عن تحرير منطقة الهلال النفطي في 11 سبتمبر 2016، وتطهير منطقة الجفرة في 3 يونيو 2017، وتحرير كامل مدينة بنغازي في 27 ديسمبر 2017، ثم كامل مدينة درنة في 28 يونيو 2018. وفي يناير 2019، أطلق عملية تحرير الجنوب، ليبسط نفوذه على كامل إقليم فزان خلال شهرين، وفي الرابع من أبريل 2019، أطلق عملية «طوفان الكرامة» لتحرير العاصمة. دعم الكرامة وخلال اجتماع مع أعيان ووجهاء القبائل، أشاد رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، بدور الإمارات في تقديم الدعم لبلاده، لضمان تحرير الدولة والمجتمع والشعب من الإرهاب والمليشيات الخارجة عن القانون. وقال إن «على الليبيين أن يذكروا ويرووا لأولادهم أن الإمارات وقفت معنا موقف الأخوة». وأردف صالح «لن ننسى أبداً دور الإمارات في مساعدة شعبنا على الخروج ببلاده من النفق المظلم، الذي تم الدفع بها إليه من قبل قوى لا تريد الخير لليبيا، لقد وقفت معنا الإمارات، وقفة الشقيق والصديق، من أجل أن تستعيد بلادنا أمنها واستقرارها، وتحمي وحدتها، وتصون حدودها، وتحصن مقدراتها، وتحقّق المصالحة الشاملة بين أبنائها». وبدوره، أكد المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، على دور الإمارات الريادي في الدفاع عن أمن واستقرار ليبيا، وقال إن «الإمارات من أحرص الدول على الأمن والاستقرار في بلادنا، وعلى مصلحة شعبنا، وفي مقدم الدول المناهضة للإرهاب، وتولى اهتماماً بالغاً بالقضية الليبية، لما لها من تأثير مباشر في الإقليم، والعلاقات بيننا أخوية، والتواصل لا ينقطع». تجاوز الأزمة ويشير المهتمون بالشأن الليبي، إلى أن الإمارات عملت بكل قوة منذ عام 2011، على أن يتجاوز الليبيون أزمتهم، وكانت على رأس الدول التي انتصرت لحقهم في أن يعيشوا في بلد آمن ومستقر، وخالٍ من التطرف والإرهاب. ومع اتساع دائرة الإرهاب في ليبيا، وتحولها إلى مصدر خطر على جيرانها والمنطقة والعالم، وبعد أن سيطرت المليشيات المؤدلجة المرتبطة بأجندات تخريبية خارجية، على مقدرات البلاد ومؤسسات الدولة، وقفت الإمارات لتنتصر لإرادة الشعب الشقيق، الرافض لتلك المظاهر الدخيلة عليه. ويرى المحلل السياسي الليبي، محمد الهوني، أن الإمارات مثلت محور الخير في مواجهة محور الشر، الذي لا يعترف بسيادة الدول، ولا بقيم المحبة والسلام والتسامح، وأكدت من خلال موقعها المؤثر والفاعل إقليمياً ودولياً، أن لا حلّ للأزمة الليبية إلا بمواجهة الإرهاب والقضاء على عصاباته ومليشياته، وتحقيق السلام في البلاد، بما يؤدي إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف، ويضمن المصالحة الوطنية، التي تحمي النسيج المجتمعي، وتكرس ثقافة التنافس على ما فيه المصلحة العليا للوطن. قوة ناعمة ويتابع الهوني أن الإمارات استعملت قوتها الناعمة المشهود لها عالمياً، في السير بالفرقاء السياسيين نحو حل جذري، وكان اجتماع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، في أبوظبي، في مايو 2017 وفبراير، قد ساهم في تقريب وجهات نظر الفرقاء الليبيين، سعياً للوصول إلى حل دائم للأزمة، وإنهاء فترة المرحلة الانتقالية، غير أن المليشيات والجماعات الإرهابية المرتبطة بأجندات مناقضة لمصلحة الشعب الليبي، أفشلت كل مساعي البحث عن الحل السياسي، مضيفاً أن «اتفاق أبوظبي أعطى وأتاح الفرصة لدعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة، بينما تواصل المليشيات المتطرفة، السيطرة على العاصمة، وتعطيل البحث عن حل سياسي». خيار السلام ويقول المحلل السياسي الليبي، بشير الصويعي، إن الإمارات تبنت خيار السلام والحوار والمدنية في ليبيا، وسعت مع دول شقيقة وصديقة، لإخراج البلاد من أزمتها، وهو ما بدا لا يتجاوب مع مصالح دول وجماعات أخرى، ما انفكت تدعم الإرهاب، وتساند الحشد المليشياوي الخارج عن القانون، بهدف تأزيم الأوضاع أكثر، وتأجيل الحل إلى ما لا نهاية، وهو ما بعث في نفوس الليبيين مخاوف جدية من تفكك المجتمع وتقسيم البلاد، وتحول أجزاء مهمة منها إلى مأوى للجماعات الإرهابية والمرتزقة الأجانب، مضيفاً أن الإمارات عملت على توضيح حقيقة المشهد الليبي لبقية دول العالم، ما أثمر تحولاً في الفهم العالمي لتلك الحقيقة، وإجماعاً دولياً على الاعتراف بدور الجيش الوطني في محاربة الإرهاب، وتأمين الثروة والمؤسسات، وتطهير البلاد من الجماعات الإرهابية والمليشيات الخارجة عن القانون.ShareطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :