تطورات الأحداث الساخنة في مياه الخليج العربي، واحتجاز إيران سفنا بريطانية حاملة للنفط، بل اختطاف إحداها من بحر عُمان واقتيادها إلى ميناء (بندر عباس) كلها تؤكد التوجه السياسي الإيراني إلى تسريع اندلاع الحرب ضدها. ذلك أن إيران بعد أن شعرت بأنها مخنوقة اقتصاديا بسبب العقوبات الأمريكية عليها وعلى أذرعها الإرهابية مثل (حزب الله اللبناني) صارت أمام خيار وحيد، وهو استعجال اندلاع الحرب ضدها لعدة أسباب، من أهمها تشكيل (وحدة داخلية قومية) تمكنها من تحويل الغضب الشعبي الإيراني ضد نظام الملالي إلى غضب شعبي ضد أمريكا وبريطانيا والغرب عمومًا، وبهذه (الحرب المحدودة) فإنها تأخذ جرعة أكسجين لتمديد حياة الرجل المريض في السلطة، وتطيل من عمر نظام الملالي في حكم إيران. السبب الثاني لرغبة إيران في تسريع اندلاع الحرب ضدها هو معرفتها مدى رغبة (واشنطن) في تحقيق مفاوضات مباشرة جديدة مع (طهران) حول ملفها النووي، ولذلك فهي تعتبر (الحرب المحدودة) وسيلة لإنهائها بالمفاوضات المباشرة، ومن ثم إلغاء (العقوبات الاقتصادية) الأمريكية عنها، وعودة صادرات النفط الإيراني من جديد إلى الأسواق العالمية، مع إمكانية استيراد تكنولوجيا أوروبية متقدمة لتطوير مراكز آبار النفط الإيرانية ومعامل التكرير والبتروكيماويات المتهالكة. السبب الثالث لتسريع إيران للحرب يكمن في رغبة إيران إظهار نفوذها السياسي والعسكري والطائفي خارج الحدود الإيرانية، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن، بل إيقاظ (الخلايا النائمة) لإيران في منطقة الخليج العربي، وفتح أكثر من جبهة ضد القوات الأمريكية في المنطقة، ومن ثم فإنها حين تدخل مفاوضات مع واشنطن ترغب في دخولها من موقع قوة ونفوذ إقليمي، لكي تجبر (واشنطن) على القبول ببقاء نفوذها في الدول العربية مقابل صفقة سلاحها النووي؛ أي ضمن سيناريو مشابه للصفقة التي أبرمتها مع (أوباما) عام 2015. هذه بعض أسباب رغبة إيران في تسريع آلية الحرب ضدها. فما السيناريو المقابل الموجود لدى أمريكا وبريطانيا؟ هل الدخول في حرب محدودة أم مفاوضات سرية تقود إلى صفقة تُعلن لاحقًا في فندق خمس نجوم أو منتجع في دولة أوروبية؟
مشاركة :