طهران - اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الأحد مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون بأنه يحاول "تسميم أفكار بريطانيا لجرّها إلى المستنقع"، محذّرا من التصعيد في المنطقة. وأججت طهران التوتر القائم أصلا في منطقة الخليج بخطوات تصعيدية شملت استهداف ناقلات للنفط قبل فترة وصولا إلى احتجاز ناقلة بريطانية في مضيق هرمز في عمل وصفته دول غربية بعملية قرصنة. وقال ظريف إن "الحذر وبعد النظر" هما السبيل الوحيد لتهدئة التوتر بين بلاده وبريطانيا بعد احتجاز طهران لناقلة ترفع العلم البريطاني. وأضاف في تغريدة على تويتر "بعد فشله في جذب دونالد ترامب إلى حرب القرن وخشية انهيار فريقه، يسمم جون بولتون أفكار المملكة المتحدة أملا في جرها إلى مستنقع. الحذر وبعد النظر هما السبيل الوحيد لإحباط مثل هذه المكائد". ودافع عن احتجاز طهران للسفينة التي ترفع العلم البريطاني، مؤكدا أنه "على العكس من القرصنة في مضيق جبل طارق، ما قمنا به في الخليج الفارسي (التسمية الإيرانية للخليج العربي) هو فرض احترام القانون البحري". وأضاف أن "إيران هي الضامن للأمن في الخليج الفارسي وفي مضيق هرمز. على بريطانيا التوقف عن مساعدة الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة"، في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية التي أعادت واشنطن فرضها على طهران إثر انسحابها من الاتفاق النووي المبرم في عام 2018. ووصفت بريطانيا احتجاز إيران للناقلة ستينا إمبيرو في مضيق هرمز يوم الجمعة بأنه "عمل عدائي". وأعلنت إيران اليوم الأحد أن سرعة التحقيق حول السفينة "تعتمد على تعاون طاقمها" وذلك بعد تجاهلها الدعوات الدولية للإفراج فورا عن ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا التي أكدت أنها تفكر في "مجموعة خيارات". وقال المدير العام للموانئ والملاحة البحرية في محافظة هرمزكان (جنوب) مراد عفيفي بور إن "التحقيق يعتمد على تعاون طاقم السفينة وعلى إمكانيتنا في الوصول إلى الأدلة الضرورية للنظر في القضية". وأكد في مقابلة مع قناة "برس تي في" الحكومية الناطقة بالإنكليزية أن أفراد الطاقم الـ23 هم على متن الناقلة و"بصحة جيدة". و18 منهم من الهند وضمنهم القبطان والخمسة الآخرون من الفيليبين وروسيا ولاتفيا. وقال وزير الدولة لشؤون الدفاع في الحكومة البريطانية توبايس إيلوود لشبكة سكاي نيوز اليوم الأحد "سندرس مجموعة خيارات". واحتجز الحرس الثوري الإيراني الجمعة في مضيق هرمز الناقلة "ستينا إيمبيرو" التي يملكها صاحب سفن سويدي وترفع علم بريطانيا. وتقول السلطات الإيرانية إن الناقلة احتجزت "لعدم احترامها قانون البحار الدولي". ونقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء في وقت سابق عن عفيفي بور قوله إن الناقلة "اصطدمت بسفينة صيد" قامت "بالاتصال بالناقلة لكن لم تتلق ردا"، مضيفا أن سفينة الصيد أبلغت حينها إدارة الموانئ في هرمزكان التي فتحت تحقيقا حول "أسباب" الحادث" بموجب القانون الدولي. واعترف إيلوود الأحد بأن قدرات التدخل البريطانية محدودة. وقال إن "القوات البحرية الملكية صغيرة جدا لإدارة مصالحنا في العالم. إذا كان هذا ما نرغب فيه في المستقبل، فعلى رئيس الوزراء المقبل الإقرار بذلك". وأضاف "إذا أردنا الاستمرار في لعب دور على الساحة الدولية ولا ننسى أن التهديدات تتطور، فعلينا الاستثمار بشكل أكبر في دفاعنا بما في ذلك في البحرية الملكية". وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أحد المرشحين لتولي رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لتيريزا ماي، قد صرح السبت بأن السلطة التنفيذية ستبلغ الاثنين البرلمان بـ"الإجراءات الإضافية" التي تنوي المملكة المتحدة اتخاذها، لكنه شدد على أن الأولوية "تبقى إيجاد وسيلة لتهدئة الوضع". قال هانت "نحتاج إلى عملية" تهدئة الجانب الإيراني، مؤكدا "نحتاج إلى أن يتم الإفراج عن هذه السفينة". وجاء احتجاز ناقلة النفط بعد ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية لثلاثين يوما بعد أسبوعين من ضبطها في عملية شاركت بها البحرية الملكية البريطانية، للاشتباه بأنّها كانت متوجّهة إلى سوريا لتسليم حمولة من النفط في انتهاك لعقوبات أميركية وأوروبية. واستدعت وزارة الخارجية البريطانية القائم بالأعمال الإيراني السبت على خلفية احتجاز ناقلة النفط. ونصحت لندن السفن البريطانية بالبقاء "خارج منطقة" مضيق هرمز "لفترة مؤقتة". ودعت فرنسا وألمانيا السبت السلطات الإيرانية إلى الإفراج دون تأخير عن الناقلة، فيما رأت برلين أن احتجازها يشكل "تصعيدا إضافيا لوضع متوتر أصلاً"، وذلك بعدما نددت واشنطن بما اعتبرته "تصعيدا للعنف" من جانب طهران. وازداد التوتر في منطقة الخليج منذ مايو/ايارلا سيما مع سلسلة هجمات على ناقلات نفط في المنطقة اتهمت واشنطن إيران بالوقوف خلفها. وفي يونيو/حزيران ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضربات جوية ضد إيران في اللحظة الأخيرة ، بعدما أسقطت طهران طائرة مسيرة أميركية.
مشاركة :