كشفت مدينة الشيخ خليفة الطبية عن أول حالة تبرع بالأعضاء من طفلة متبرعة متوفاة، تبلغ من العمر 5 سنوات، حيث أبدى والداها كرماً فائقاً بتوقيعهما على استمارة الموافقة على التبرع. وأوضحت الدكتورة مريم بطي المزروعي، المدير التنفيذي لمدينة الشيخ خليفة الطبية، أن فريق زراعة الأعضاء نجح في إجراء أول عملية جراحية بالمدينة الطبية لاستئصال أعضاء من متبرع، توفاه الله، في 14 يوليو الجاري، حيث كانت عمليات التبرع السابقة من متوفين في مستشفيات أخرى في الإمارات والسعودية. وقالت: «الشكر والتقدير لأسرة الطفلة المتوفاة التي أبدى والداها كرماً وسخاءً فائقين بموافقتهما على التبرع وهما في أشد حالات الحزن والأسى لفقدان طفلتهما، فقد كان لذلك الكرم دور كبير في إنقاذ حياة آخرين كانوا في أمسّ الحاجة لهذه الأعضاء». وأشارت إلى أن فريق زراعة الأعضاء قام باستئصال كليتين وكبد من المتبرعة، وتمت زراعتها في مساء نفس اليوم لأطفال كانوا بحاجة إلى تلك الأعضاء، حيث أُجريت واحدة من عمليات الزراعة في مدينة الشيخ خليفة الطبية، بينما نُقل أحد الأعضاء إلى دبي، والآخر إلى المملكة العربية السعودية، وزرعت جميعها بنجاح. وقال الدكتور محمد بدر زمان، رئيس قسم زراعة الأعضاء والجراحة العامة في مدينة الشيخ خليفة الطبية: «إن تبرع الطفلة بأعضائها، نتج عنه عملية زراعة لكلية في مدينة الشيخ خليفة الطبية في 14 من الشهر الجاري، لطفل من الجنسية الهندية، يبلغ 15 عاماً، وكان يعاني من قصور كلوي مزمن منذ بداية حياته، حيث ولد بكلية واحدة لم يكن نموها طبيعياً، وكان معتمداً على العلاج بالأدوية». لافتاً إلى أن الطفل كان على قائمة الانتظار منذ عامين، ولم يتطابق معه أي فرد آخر من أسرته بسبب عدة مشاكل صحية يعانون منها. وأشار إلى أن اختياره الطفل المتلقي أتى بناءً على تطابق زمرة الدم وتطابق الأنسجة مع المتبرع، وخرج المتلقي من العناية المركزة وهو حالياً في عنبر الأطفال العام، ومن المتوقع خروجه من المستشفى خلال هذا الأسبوع. أما الكلية الثانية من المتبرعة، فقد أُرسلت إلى إمارة دبي، وزرعت لطفل يبلغ من العمر 6 سنوات، يعاني من فشل كلوي بسبب إصابته بمرض وراثي بالكلى، وبدأ بالغسيل البريتوني منذ أن كان في عمر أقل من سنة. وبالنسبة للكبد، فقد تم إرسالها إلى المملكة العربية السعودية وزُرعت لرجل يبلغ من العمر 50 عاماً، يعاني من فشل وتليف في الكبد، وذلك ضمن إطار برنامج تبادل الأعضاء بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية. وأشاد الدكتور زمان، بالدور المهم لفريق المختبر، خاصة قسم فحص مستضد الكريات البيضاء البشرية الذين أجروا فحصوصات دقيقة للمتبرع وعملوا بجد وسرعة كبيرين للمساعدة في التعرف على أفضل مريض في قائمة الانتظار تُطابق أنسجته أنسجة المتبرع، وكذلك الدكتور محمد زياني الذي ساند الدكتور زمان أثناء عملية استئصال ونقل وزراعة الأعضاء، والدكتور علي العبيدلي وفريقه في عمليات شركة صحة الذين نسقوا العملية كاملة بما فيها تسهيل عمل الفرق الضيوف من دبي والمملكة العربية السعودية والمركز السعودي لزراعة الأعضاء. بدورها، عزت الدكتورة نوال الكعبي، المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الفضل في هذا النجاح إلى الجهود العظيمة والعمل الدؤوب والتنسيق بين مختلف المستويات، وعلى رأسهم فريق العناية المركزة للأطفال الذي نجح في التعرف على ملاءمة الطفلة المتوفاة دماغياً للزراعة والإبلاغ عنها في الحال، والتواصل المباشر والفوري مع الأسرة على الرغم من المصاب الجلل، والحصول على موافقتهم على التبرع، وكذلك لنجاحهم في الحفاظ على حالة الأعضاء وتقديم الدعم المعنوي لأسرة الطفلة المتوفاة في الوقت ذاته. إلى جانب جهود منسقي زراعة الأعضاء، وفريق أمراض الكلى للأطفال، وفريق تمريض العمليات، وفريق التخدير والذين كانوا جميعهم في الصف الأول في تقديم الدعم لهذه العمليات. وأفادت الدكتورة نوال الكعبي بأن قائمة الانتظار لعمليات الزراعة، تضم 25 طفلاً و300 مريض من الكبار، وتحمل عملية زراعة الأعضاء من المتبرعين معاني أكبر من تقديم خدمات طبية، فهناك جوانب إنسانية، خيرية واجتماعية متعلقة بها، وعلى المجتمع برمته التضامن من أجل إنقاذ حياة هؤلاء المرضى. من جانبه، قال الدكتور علي العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء: إن الأولوية في زراعة الأعضاء تُعطى أولاً لمواطني ومقيمي الدولة، ومن باب الاستفادة القصوى ومنح أكبر عدد من الناس فرصة حياة أفضل، فإننا ندعم التعاون الإقليمي مع اللجنة الخليجية لزراعة الأعضاء من خلال تفعيل عملية تبادل زراعة الأعضاء بين دولها. وقد شهدنا مسبقاً حالات مشابهة لتبادل الأعضاء بين الإمارات والسعودية. وأضاف أن زراعة الأعضاء تتضمن جوانب طبية وغير طبية وهي ثمرة تضافر الجهود من قطاعات كثيرة تضمن الدعم اللوجستي منها شرطة أبوظبي ووزارة الداخلية ومطارات أبوظبي والرويال جيت بهدف الارتقاء بجودة حياة مرضى الفشل الكلوي، وهناك دور كبير للجمعيات الخيرية والجهات الراغبة في دعم البرنامج الوطني، ونحن على الاستعداد للتواصل مع كل الجهات الراغبة في دعم البرنامج. شكر واجب عبر الطفل توفيق أحمد محمد، المتلقي للكلية في مدينة الشيخ خليفة، عن خالص شكره وامتنانه للطاقم الطبي وجميع من قدم الدعم خلال عملية زراعة الكلية له، والتي ساهمت في ولادته من جديد، حيث بات يتمتع بالصحة ولن يعيش معاناة المرض. وقال أحمد محمد والد الطفل توفيق: «إن الأمر بمثابة حلم وتحول لحقيقة، لم أتوقع ذلك، وأود التعبير عن امتناني وشكري الخالص لله، ولعائلة الطفلة المتبرعة ووالديها اللذين لم يتوانيا في تقديم الخير وإنقاذ حياة الآخرين، كما أشكر جميع الأطباء والعاملين في مدينة الشيخ خليفة الطبية على تفانيهم وتعاونهم وحرصهم على سلامة المرضى، وتحقيق أفضل رعاية صحية لهم».
مشاركة :