تحذير بريطاني من خلايا إيرانية نائمةلندن - اعتبرت أوساط عربية في بيروت أن التقارير الاستخباراتية البريطانية عن احتمال تحريك إيران خلايا نائمة لديها في بريطانيا ودول أوروبية أخرى يمتلك صدقية كبيرة.وأشارت إلى أن الأمر لا يقتصر على الدول الأوروبية، بل على دول عربية من بينها مصر، لافتة إلى أن اعتقاد بريطانيا بوجود خلايا لإيران في مصر كان وراء وقف رحلات بريتش إيرويز إلى القاهرة لمدة أسبوع.ولاحظت أنه سبق لإيران أن عملت في مصر عبر خلايا لحزب الله سعت لتهريب أسلحة إلى حركة حماس في غزة عبر سيناء في فترة الاحتجاجات التي أسقطت نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.وأكدت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن الأزمة مع إيران قد تتسبب في إيقاظ خلايا إرهابية نائمة وتدفعها إلى شنّ هجمات إرهابية على بريطانيا.ونقل تقرير الصحيفة البريطانية،عن مصادر استخباراتية، قولها إن خلايا إرهابية تدعمها إيران قد تُكلف بشن هجمات في بريطانيا إذا تفاقمت الأزمة بين لندن وطهران في أعقاب احتجاز إيران لناقلة ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز.وتعتقد وكالات الاستخبارات أن إيران شكلت خلايا إرهابية نائمة عبر أوروبا بما فيها بريطانيا، وقد تعطي الأوامر لها بشن هجمات ردا على الأزمة المتصاعدة في الخليج.وترى هذه المصادر أن الخلايا يديرها متشددون مرتبطون بحزب الله اللبناني.وكانت شرطة مكافحة الإرهاب قد كشفت في عام 2015 عن خلية جمعت أطنانا من المتفجرات في متاجر بضواحي لندن، إلا أنه لم يعلن عنها إلا بعد سنوات.وتقول الصحيفة نقلا عن المصادر الاستخباراتية إن “إيران وضعت عملاءها في حزب الله على استعداد لشن هجمات في حالة اندلاع نزاع مسلح، وهذا هو الخطر الذي تشكله إيران على الأمن الداخلي في بريطانيا”.وتضيف أن جهاز الاستخبارات الداخلية أم.آي.5 وشرطة لندن على يقين بأن مداهمات 2015 شلت إلى حدّ كبير نشاطات إيران الإرهابية في بريطانيا، ولكن خلاياها النائمة منتشرة في كامل أوروبا.وتتهم إيران أيضا بشن هجمات إلكترونية في بريطانيا من بينها عمليات قرصنة استهدفت نوابا في البرلمان في 2017، فضلا عن هجوم استهدف مؤسسة البريد، وشبكات تابعة للإدارات المحلية، وشركات في القطاع الخاص في نهاية 2018.ويعتقد أن المجموعة المسؤولة عن هذه الهجمات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.ويرى محللون لبنانيون أن تصريحات الأمين العام للحزب حسن نصرالله من أن إيران لن تبقى وحيدة في حال تعرضها لهجوم، يكشف عن جهوزية حزبه والخلايا التابعة له في العالم للتحرك وفق ما تتطلبه الخرائط الإيرانية للرد على الضغوط التي تتعرض لها إيران والتي قد تأخذ أشكالا صدامية مباشرة.ويضيف المحللون أن خلايا حزب الله قد تبادر إلى التحرك لاستباق أي هجمات مباشرة تتعرض لها إيران، وذلك يعود إلى صعوبة اتهام طهران مباشرة بما يمكن أن تقترفه مجموعات يسهل التبرؤ منها والتنصل من أعمالها.ويلفت المحللون إلى أن لحزب الله ثأرا خاصا مع بريطانيا مستقلا عن التوتر المتنامي حاليا بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا.وقال هؤلاء إن حزب الله فوجئ بقرار الحكومة البريطانية، في فبراير الماضي، وضع الحزب بجناحيه السياسي والعسكري على لوائح الإرهاب على منوال ما تعمل به الإدارة الأميركية.وأضاف هؤلاء أن قيادة الحزب لم تكن تتوقع ذهاب لندن مذهب واشنطن، خصوصا وأن بريطانيا حافظت على تمسكها بالاتفاق النووي، المبرم في فيينا عام 2015، وعارضت قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب بلاده منه.ويرى مراقبون أن بريطانيا كدولة أوروبية كبرى تحضّر مناخا جديدا داخل الاتحاد الأوروبي لرفع مستوى العقوبات ضد حزب الله.ويخلص هؤلاء إلى أن ما أُعلن في لندن مؤخرا عن الكشف قبل 4 سنوات عن عمليات تخزين للمتفجرات كان يقوم بها حزب الله في بريطانيا، يعكس سلوكا علنيا جديدا للحكومة البريطانية في التعامل مع الحزب بصفته تنظيما إرهابيا.والظاهر أن التحذيرات التي نشرتها الصحافة البريطانية حول احتمال تحرك خلايا لحزب الله للتعرض للمصالح البريطانية، هو استنتاج مبني على معلومات حول طبيعة التحركات التي من الممكن أن يتبرع بها الحزب انتقاما لموقف لندن منه، إضافة إلى تنفيذه لأوامر طهران بالقيام بعمليات أخرى تتسق مع خطط إيران في مواجهة خصومها في العالم.
مشاركة :