في العام الماضي زرت المتحف الوطني في سلطنة عمان الشقيقة، وكان رفيق الرحلة الأخ الفاضل «فيصل الرئيسي»، وهو عماني أصيل، وفيه من الخصال العربية النادرة ما فيه، مثل الشعب العماني أجمع، ولقد لفت نظري في المتحف العماني لوحة جدارية طبع عليها كلمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله، وقمت بتصوير تلك اللوحة، لأنني أعرف جيدا أنني سأعود إليها في يوم ما. ومع احتفالات سلطنة عمان الشقيقة اليوم بذكرى يوم النهضة المباركة، عدت لتلك الصورة التي التقطتها في المتحف الوطني العماني، ووجدت فيها تلخيصا معبرا لسياسة ونهج وتاريخ وأصالة سلطنة عمان الشقيقة، والتي كتب عليها عبارة تاريخية خالدة لجلالة السلطان قابوس، حيث يقول: ((لقد أسهمت عمان، على امتداد تاريخها الطويل في صنع الحضارة الإنسانية، وكان لأبنائها جهد غير منكور في خدمة هذه الحضارة، فالموقع المتميز لهذا البلد الطيب، والروح النضالية، هي التي حملت العمانيين إلى أقاصي الأرض، يجوبون البحار، ويمتطون الأخطار، فيلمسون بأيديهم، ويشاهدون بأعينهم، ويخالطون بقلوبهم وعقولهم، صنوفا من الحضارات، وضروبا من الثقافات، وأشكالا متباينة من التقاليد والعادات.. كل ذلك، كان له ولا شك، أثر بارز في البناء الحضاري، الذي شاده الآباء والأجداد، وصاغته الأجيال المتعاقبة، تراثا حيا خالدا، يجسد ملامح التاريخ وملاحمه، ويعبر بصدق عن الثراء الباذخ للتجربة العمانية، الضاربة في أعماق الزمن)). الشعب العماني، مثل الشعب البحريني، يطلق عليهما لقب «أطيب الشعوب في المنطقة»، وذلك اللقب المعبر والصادق يعد ترجمة لتاريخ أصيل وموروث عريق تناقلته الأجيال عبر الزمن، في السلطنة والمملكة معا. احتفالات سلطنة عمان الشقيقة بيوم النهضة المباركة، تخليد لذكرى وطنية مجيدة هي جلوس السلطان قابوس بن سعيد على عرش السلطنة عام 1970م، ومنذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا تشهد سلطنة عمان تطورا حضاريا بارزا ومتميزا.. وكرس السلطان قابوس حياته من أجل تقدم عمان ورفاهية العمانيين، واهتمامهم بالماضي والحاضر والمستقبل. في سلطنة عمان اليوم، تجد النهضة في أسمى معانيها، وتجد الأصالة في أرفع مقاصدها، تماما كما تجد التقاليد العربية في أروع صورها.. هذا بلد له تاريخ عريق، ومستقبل باهر، يقوده سلطان حكيم، ومعه شعب أصيل، اختط له نهج فريد في مجالات الحياة كافة والشؤون المحلية والدولية، وغدت سلطنة عمان «علامة» متميزة عن كل الدول والمجتمعات. حينما تزور سلطنة عمان، ومدنها ومحافظاتها، ومناطقها وقراها، تشعر كأنك في بلد يعيش المستقبل الزاهر بقيم الماضي الجميل.. وحينما تلتقي بالشعب العماني تجد نفسك أمام شعب طيب، أصيل وكريم، وتجد الابتسامة في محيا كل عماني، خاصة إذا ما علموا أنك مواطن «بحريني». قواسم ثقافية وتراثية واجتماعية عديدة، تربط سلطنة عمان بمملكة البحرين، فهناك عشق للموسيقى والتراث، وانفراد في الأكلات الشعبية ومن أبرزها «الحلوى العمانية بكل تصنيفاتها، والحلوى البحرينية بمختلف أشكالها ومذاقها، ربما تتميز سلطنة عمان في جانب واحد أكثر من البحرين وهو «اللبان» الذي نطلق عليه في البحرين «الياوي».. ومن زار عمان ولم يشتر «الحلوى واللبان»، فكأنه لم يزر عمان. حفظ الله سلطنة عمان الشقيقة، بقيادتها وشعبها.. وجعل كل أيامها نهضة وعمرانا، وتقدما وازدهارا، وأمنا وأمانا واستقرارا.. وكل عام وسلطنة عمان بألف خير.. وتحية خاصة للأخ العزيز فيصل الرئيسي الشاب العماني الذي يستحق لقب «سفير عمان الشعبي».
مشاركة :