لا يمكن التسليم في كرة القدم أن المؤشرات الرقمية والمعطيات الفنية هي من تحسم اللقاءات في حالة تقابل فريقين بينهما مسافة فنية من عدم التوازن، فالتوقعات تؤشر إلى فوز الفرق الكبيرة لكن الكرة على أرض الملعب قد تقول شيئا آخر. ولقاءات دور الستة عشر اليوم وغدا ضمن مسابقة كأس الملك باب الاحتمالات للمفاجآت المدوية فيها وارد، وخاصة لو طال النصر والأهلي وهما الفريقان المتنافسان على بطولة الدوري وهما اللذان يعيشان هماً يفوق ما لدى الآخرين في حلبة التنافس الكروي المحلي. ففي ملاعب نجران حيث لقاء نجران والنصر متصدر الدوري، وفي الدمام القادسية مع وصيف المتصدر الأهلي، وفي أبها فريق أبها والشباب، وقد يبطن الفريق الأبهاوي شيئا يصنع رنيناً للقاء. ومع أن المقال عن الفرق الكبيرة في مواجهاتها مع فرق دونها فنياً وقد يلاحظ أنني لم أدرج الهلال في لقائه مع هجر في الرياض كونه الكبير الوحيد الذي سيلعب على أرضه مرتاحاً من عناء السفر وضغط اللقاءات خلاف الآخرين خارج أرضهم مما يدفع إلى القول إنه طرف مضمون في دور الثمانية. المفاجآت واردة في دور الـ16 للفرق الكبيرة خارج أرضها، ففي مثل لقاءات خروج المغلوب تستأسد الفرق الصغيرة فنياً على أرضها فلا هم لها بالألقاب وهي تعرف عجزها عن تحقيق ذلك وكل ما يمكنها فعله إن خدمها الحظ غير الإطاحة بالكبار لتحقيق مكاسب معنوية وإعلامية. وفعل له صداه من هذا النوع يكفي لتوفير رنين إعلامي لها في الموسم ينقلها من حافة الاهتمام إلى قلب الحدث الرياضي ومثل ذلك ليس له خاصية التكرار وقد لا يتجاوز إسقاط كبير وإخراجه من المسابقة، ومن الصعوبة بمكان أن يبتسم الحظ مرة أخرى بتكرار الفعل مع كبير آخر في دوري الثمانية والأربعة وبلوغ النهائي. لكن لو سلمنا بالمعايير الفنية في لقاءات اليوم وغدا فإن دور الثمانية سيشهد الليلة قدوم النصر بفوزه على نجران، والأهلي على القادسية، والهلال على هجر، والشباب على أبها. ويبقى لقاء الليلة الاتفاق والتعاون في الدمام، ولقاءات الغد الفتح والاتحاد في الأحساء، والفيصلي مع الرائد في المجمعة، والباطن مع العروبة في حفر الباطن رهن الاحتمالات المتساوية لتقارب مستوى الفرق المتبارية. يبقى القول ووفق المعطيات والمستويات الفنية وبالنتائج الرقمية المسجلة منذ بداية الموسم فإن النصر والأهلي هما الأكثر حظوظاً ببلوغ النهائي. وطريق الأهلي لو وفق في العبور سيكون أصعب من طرق النصر كونه سيلتقي حتماً مع الاتحاد في دور الثمانية في ديربي مثير يسبق لقاءهما المبرمج في الجولة الأخيرة من دوري عبد اللطيف جميل، وتالياً الأهلي على موعد في كلاسيكو العبور للذهب مع الهلال في دور الأربعة. في حين النصر ليس أمامه من قوة إلا قوة الشباب في دور الأربعة متى ما بلغها الفريقان وقد لا تكون معيقة له عطفاً على مستويات الشباب الهزيلة هذا الموسم.
مشاركة :