علمتني الدنيا.. شوية علقم

  • 4/14/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لا أدري لم ترتبط هذه العبارة (علمتني الدنيا) بالمرارة. أيفترض بالدروس التي نتعلمها أن تكون كلها مرّة! أليست الدروس السعيدة قادرة على تعليمنا أيضاً، أم لأننا شعوب شرقية فالعاطفة لدينا تهمش العقل وبالتالي لا نتعلم دون أن نتألم! في الماجستير احتجت لكتاب لم أجده في مكتبات المنطقة الشرقية، ووجدته في مكتبة أمازون، وكنت على وشك أن أقدم أحد الابحاث وأخضع لاختبار، وانتظار شحن الكتاب وبقائه في الجمارك بمثابة التحدي المحبط جداً، وأثناء بحثي وجدت نسخة قديمة منه لدى مكتبة في أحد شوارع جدة الضيقة جداً. حدثت البائع وكان مصرياً وشرحت له حاجتي، قال يأتيك الكتاب ونحن ندفع القيمة ورسوم التوصيل لدى أسرع بريد تجاري لباب منزلك، فإن كان الكتاب غايتك أودعي للمكتبة حوالة بالتكاليف. تعلمت منه أن الإنسانية لا تعرف سعودياً أو مصرياً، وأن الثقة لا تخضع لحدود الخرائط العمرية، أوالفوارق الجنسية أوالأبراج الاجتماعية. والفرق كل الفرق ليس في المال أو الحسب أو النسب ولا حتى في (حرف الدال) الذي ترونه في هذا المقال أوفي عيادات الأطباء، وانما برقي الذات ومعدنها الطيب الأصيل. بقدرة الانسان على العطاء وقضاء حوائج الآخرين، الإضافة لا في أن تقف مع من تعرف لأنه واجبك، بل في أن تقف مع من لا تعرف لأنها انسانيتك على المحك! تعلمنا منذ الطفولة؟ أن أفضل عبارة هي (ما أدري) وأفضل ردة فعل (ما ينوب المفرق الا تقطيع هدومه) وأجرأ فعل (اذا سرقت اسرق جمل) وخلافه من الأمثال التي نمت سلبيتنا وأنانيتنا حتى مع من يهمنا أمرهم! في الحياة قد يحاول احدهم أن يتعامل معك كصديق للغفلة (درس إن شئت أم أبيت ستمر به، إن لم تكن مررت به بالفعل!) فهناك من قد يستغل حاجتك بقضاء كل حوائجه، لا تحزن هو الخاسر الأكبر، كسبك كصديق غفلة مؤقت كما يظن، وخسرك كصديق عمر دائم. لأكتب هذه المقالة بحثت لكم في دروسي لأكتشف أنني مثلكم تعلمت من المر أكثر! كلٍ يعوّد لأصل جدّه ومرباه راعي الشرف يشرف والأنذال يهبون ناسٍ على كسب المراجل مضرّاه وناسٍ على كسب الفشيلة يضرّون

مشاركة :