في 23 يوليو من عام 1967، ألقى الرئيس جمال عبدالناصر خطابا عن ثورة 23 يوليو، والتي تظل خالدة على مر التاريخ، بمبادئها العظيمة والإنسانية، وثورة 23 يوليو هي حركة قام بها ضباط شباب في الجيش، سموا تنظيمهم باسم "الضباط الأحرار" للإطاحة بالملك فاروق، ومن ثم العهد الملكي.وتنشر "البوابة نيوز" خطاب الرئيس الراحل في ذكرى الثورة الذي ألقاه للشعب المصري، حيث قال: "أيها الإخوة المواطنون، يجيء إلينا هذا العيد ... لثورة يوليو سنة 1952 ونحن نعيش في أزمة لا نغالي إذا قلنا إنها من أقسى ما واجهناه في تاريخ عملنا الثوري، ولم يكن عملنا في يوم من الأيام سهلا ولا هينا، فلقد كان علينا دائما أن نواجه ألوان المخاطر السياسية والاقتصادية والعسكرية، وكان كل انتصار حققناه نتيجة لمشاق ومصاعب صبرنا عليها وتحملنا أعباءها، ولم يكن قيام شعبنا بالثورة يوم 23 يوليو سهلا أو هينا، وجيش الاحتلال البريطاني احتل أرض الوطن منذ أكثر من 70 عاما، ويحكم بالتحالف مع الإقطاع ورأس المال، معتمدين جميعا على 80 ألف جندي بريطاني في منطقة قناة السويس".وأضاف: " لم يكن تصدي شعبنا لسيطرة مناطق النفوذ التي أريد فرضها عليه سهلا أو هينا في وقت لم تكن حركة التحرير الوطني قطعت فيه ما قطعته الآن للاستقلال ورفض التبعية، ولم يكن قبول شعبنا لتحدي بناء السد العالي سهلا أو هينا في وجه صلافة أمريكية أرادت وهي تسحب عرضا غربيا للمساهمة في تمويل بناء السد العالي أن تسيء للاقتصاد المصري، وأن تصور هذا الشعب وكأنه مفلس غير قادر على تحمل مسئوليات مثل هذا البناء الذي لا يعرف له في العالم نظير".وتابع: "أن أمريكا بهذه الصلافة أرادت أن تصل إلى حد تضييع ثقة الشعب في نفسه وإسقاط نظامه الثوري، ولم يكن تحمل شعبنا لأهوال معركة قناة السويس هينا وسهلا، ولقد شاركت عليه في العداون عليه عام 1956 ثلاث دول من الدول العظمى استعملت في العدوان هذه القاعدة التي خلفها الاستعمار، وزرعها في قلب الوطن العربي لتقوم بدورها بتهديده وإرهابه ظاهرة مرة وخفية مرة أخرى".وأكد الرئيس "عبدالناصر" أنه لم يكن تقدم شعبنا إلى العملية الاشتراكية والتطلع لآفاق الكفاية والعدل والنضال من أجل زيادة قاعدة الثروة الوطنية بعملية الصناعة الواسعة وتغطية الكهرباء وكسر الاحتقار، وسيطرة رأس المال والإقطاع، وتوزيع الأرض، وخدمات التعليم والصحة والتأمينات والاشتراك في الإدارة والأرباح، كل هذا لم يكن سهلا وهينا في هذا الوطن الذي كانت فيه المصالح الأجنبية والإقطاعية تسيطر على مقدراته، ولا في هذا الوطن العربي، وهذا إن يدل فيدل على التوفيق، وكانت هذه القوة هي القوة التي احتلت القيادة، وقبضت على جميع القادة في هذا الوقت، وكانت للثورة أن تسير في عملها من عملية استصلاح الأرض الواسعة والكهرباء واسترداد كل المصالح الأجنبية، وكسر الاحتكار سيطرة رأس المال والإقطاع وتوزيع الأرض وخدمات التعليم والصحة والتأمينات والاشتراك في الإدارة والأرباح، كل هذا أيها الإخوة لم يكن سهلا في هذا الوطن الذي كانت المصالح الأجنبية الإقطاعية تسيطر على مقدارته ولا في قلب هذا العالم العربي الذي تسيطر عليه المصالح الأجنبية والإقطاعية، وما يحدث في وطننا العربي له صدى في وطننا العربي كله....................".وأضاف أن الأزمة التي قد نواجهها هي من أقصى ما واجهناه في تاريخ عملنا الثوري لأكثر من سبب؛ منها أن هذا الأزمة التي نواجهها إن لم تكن أخطر ما واجهنا وأصعب فهي على وجه التأكيد من أخبث ما لقينا وأن الاستعمار استفاد من ذلك من مواجهته معنا ومع غيرنا من الشعوب لغرض أن الاستعمار لم يواجهنا في هذه المرة وحده كما فعل في 1956، إنما بذل جهدًا لابد أن نسلم ببراعته في إخفاء دوره، وتغطية تواطئه، ولعله في النهاية لم يترك شيئا يدل عليه بصمات غير أصابعه ولكن ذلك شيء والإمساك به متلبسا كما فعانا في عام 1956 شيء آخر....".لمشاهدة الفيديو:https://www.youtube.com/watch?v=tgBXrE7dLWY
مشاركة :