يدلي المحقق الأميركي الخاص السابق روبرت مولر بشهادة علنية مرتقبة أمام الكونغرس غدا الأربعاء حول تحقيقه في شأن تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016 وسط توقعات بأن يلتزم بالنتائج التي أدرجها في تقريره الذي قدمه فيما يزيد على 400 صفحة بعد أكثر من عامين من التحقيقات. وكان من المقرر أن يدلي مولر بأقواله أمام الكونغرس في الـ 17 من يوليو الجاري لكن رئيسي اللجنة القضائية ولجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي أعلنا تأجيل هذه العملية لمدة أسبوع حتى يقدم مولر «شهادة عامة إضافية» عندما يمثل أمام اللجنتين. ومن المنتظر أن يمثل مولر علنا أمام اللجنة القضائية مدة ثلاث ساعات ثم سيقدم إفادته أمام لجنة المخابرات مدة ساعتين أخريين بعد الحصول على فترة استراحة قصيرة. وقال رئيسا اللجنة القضائية جيرولد نادلر ولجنة المخابرات آدم شيف في بيان مشترك عند اعلان تأجيل شهادة مولر ان «جميع الأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين من كلتا اللجنتين ستتاح لهم فرصة ذات مغزى لاستجواب المحقق الخاص علنا والشعب الأميركي ستتاح له فرصة أخيرا للاستماع مباشرة من مولر حول ما كشفه تحقيقه». وأضاف رئيسا اللجنتين أن «هذا سيتيح للجمهور الأميركي معرفة المزيد حول تحقيق المحقق الخاص والأدلة التي تم الكشف عنها فيما يتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 وإعاقة الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب المحتملة لسير العدالة وإساءة استخدامه المحتملة للسلطة». وفي المقابل أعربت مستشارة البيت الأبيض كيليان كونواي في تصريح لشبكة (فوكس) الأميركية عن اعتقادها بأن شهادة مولر أمام الكونغرس لن تسفر عن الكثير موضحة أن المحقق الخاص السابق «أبلغ البلاد بأن تقريره هو شهادته» وأكد أن «هذا الامر قد انتهى وانه ليس لديه ما يضيفه». وكان مولر أكد في مؤتمر صحافي عقده في مايو الماضي بعد اكتمال تقريره ان «التقرير هو شهادتي» مشيرا الى انه لن يقدم معلومات أكثر من المعلنة بالفعل في أي ظهور له أمام الكونغرس. كما ذكر وزير العدل الأميركي وليام بار في مقابلة أجريت معه أخيراً «لست متأكدا من الغرض الذي يتم تحقيقه عن طريق جره إلى هناك (الكونغرس) ومحاولة استجوابه». وعلى الجانب الآخر دعا زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي المحقق الخاص إلى الإدلاء بشهادته أمام الكونغرس قائلين إن طريقة تعامل بار مع تقرير مولر تسببت في «أزمة ثقة». وشدد أعضاء ديمقراطيون بارزون في الكونغرس على أن الملخص الذي قدمه بار للكونغرس حول نتائج تقرير مولر «يثير عددا من الأسئلة مساويا لما يجيب عنها» مؤكدا ان هناك «ضرورة ملحة» لنشر التقرير الكامل. وجاء ذلك بعد تأكيد بار أن تحقيق مولر في الأمور المتعلقة بالمحاولات الروسية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016 «لم يثبت أن أعضاء حملة ترامب تآمروا أو نسقوا مع الحكومة الروسية في نشاطاتها للتدخل في الانتخابات». بدوره تحدث موظف ديمقراطي في اللجنة القضائية الخميس الماضي للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته قائلا انه «ليس بالضرورة أن يكون هناك كشف درامي كبير» خلال شهادة مولر أمام الكونغرس مضيفا «نحن لا نتوقع ذلك». كما قال أحد موظفي لجنة الاستخبارات «سيكون تركيزنا حقيقة منصبا على أن يتحدث المحقق الخاص عن الأدلة التي عثر عليها». أما رودي جولياني محامي الرئيس الأميركي ترامب فقال في برنامج إذاعي أمس الأول الأحد إن مولر «لا ينبغي» أن يقدم شهادته أمام الكونغرس مؤكدا ان المحقق الخاص قدم تقريره بالفعل وأدلى ببيان مدته 10 دقائق ثم قال إنه لن يتحدث عن ذلك الأمر بعد الآن لأن ذلك غير ملائم. وعلى النقيض شدد رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب آدم شيف لشبكة (سي.بي.اس) امس الأول الاحد على الرغبة في أن يسمع الناس شهادة مولر منه مباشرة وليس من خلال تنقيحات وزير العدل بار. علاوة على ذلك قال رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب جيرولد نادلر لشبكة (فوكس) في اليوم نفسه ان «الناس لا تقرأ الناس تقريرا من 448 صفحة.. أعتقد أنه عندما يسمع الناس ما كان في تقرير مولر فإننا سنكون حينها في وضع يمكننا من البدء في مساءلة الرئيس وجعل هذه الإدارة خارجة عن القانون». وكان ترامب ذكر في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) في وقت سابق من الشهر الجاري ان «روبرت مولر طلب منه الإدلاء بشهادته مرة أخرى» مؤكدا ان على المحقق الخاص الالتزام بالتقرير الذي قدمه ومضيفا انه «بعد الكثير من الشهادات والشفافية الكاملة» يجب ان تنتهي هذه المطاردة. كما أجاب ترامب على سؤال يوم الجمعة الماضي عما إذا كان يخطط لمشاهدة شهادة مولر أمام الكونغرس قائلا «لا.. لن أشاهد مولر».