ارتبط مصطلح «القوة الناعمة» للدول كثيراً بالرياضة في العقدين الأخيرين على وجه التحديد، حيث تملك الرياضة القدرة على تخطي الحدود، واجتياز الحواجز الجغرافية، وتوجيه الرسائل لأكبر قاعدة جماهيرية في العالم، وتتسابق الدول على تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى. وترصد الميزانيات الضخمة للفوز بشرف استضافة الفعاليات العالمية والقارية، كي تكون منصة ومركزاً إقليمياً وقارياً ودولياً، تتجه إليها كل الأنظار، وتصبح حديث العالم، وقد أسهمت الرياضة بشكل فاعل في تحسين الأوضاع الاقتصادية ورفع كفاءتها بجلب المزيد من الموارد لعدد كبير من الدول التي استضافت أحداثاً وفعاليات كبرى، وآخرها روسيا التي بلغت تقديرات أرباحها الآنية والمستقبلية من استضافة مونديال كرة القدم 123 مليار دولار. المقرات الدولية والجانب الرياضي الآخر هو استضافة مقرات الاتحادات الدولية والقارية، والفوز بالمناصب الإدارية بالمنظمات الرياضية، لأن دولة المقر لأي منظمة تصبح تلقائياً دولة القرار، ومنصة الأخبار، وإليها تتجه كل الأنظار، فهي خلفية الأحداث والفعاليات طول الوقت، لا تنقطع زيارات النجوم والمشاهير والمسؤولين إليها. ولا تتوقف وسائل الإعلام عن مراقبتها ورصد تحركاتها، وفي العقد الأخير كان هناك توجه حكومي واضح قادته الهيئة العامة للرياضة، وتفاعلت معه الاتحادات الرياضية المحلية، للعمل على المحورين باستضافة الأحداث الكبرى من ناحية، والترشح للفوز بالمناسب الدولية من الناحية الأخرى. نجاحات متلاحقة وفي هذا التقرير، يتم رصد النجاحات المتلاحقة في احتلال المناصب الدولية بالعديد من الاتحادات الدولية، وما استتبعه ذلك من انتقال الكثير من المقرات للمنظمات الدولية إلى الإمارات لتكون عاصمة الرياضة العالمية والآسيوية، وعاصمة القرار العالمي والقاري أيضاً، وعلى ضوء تلك النجاحات أصبحت الإمارات مقراً للاتحادين الدولي والآسيوي للجوجيتسو بعد انتخاب عبدالمنعم الهاشمي رئيساً للاتحاد الآسيوي ونائباً أول لرئيس الاتحاد الدولي. ومقراً للاتحاد الدولي للخيول العربية الأصيلة بعد انتخاب فيصل الرحماني رئيساً للاتحاد الدولي«إفهار»، ومقراً للاتحاد الآسيوي للملاكمة، ومقراً للاتحاد الآسيوي للشطرنج، والاتحاد الآسيوي للكاراتيه، والاتحاد الآسيوي للدراجات، والاتحاد الآسيوي للألعاب البارالمبية، ومقراً للاتحادات العربية للمبارزة، والمواي تاي، والشطرنج، وكرة السلة وغيرها. بالإضافة إلى الكثير من اللجان التنظيمية الخليجية الرياضية، وهي المقر الرئيسي للمكتب الإقليمي لرابطة الدوري الإسباني لكرة القدم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقارة آسيا، إلى جانب ذلك فإن الإمارات تمتلك أكثر من 120 عضواً في اللجان القارية والدولية للألعاب الرياضية المختلفة، كل هذه المعطيات ترسخ مفهوماً وتجسد واقعاً مهماً مفاده أن الإمارات باتت مركزاً رياضياً إقليمياً ودولياً مهماً. عاصمة الجوجيتسو ويقول محمد سالم الظاهري نائب رئيس اتحاد الجوجيتسو إن أبوظبي نجحت في أن تكون عاصمة للجوجيتسو العالمي عام 2014 من خلال تنظيم أكبر وأهم البطولات الدولية داخل الدولة وخارجها، ونجحت أيضاً في عام 2016 في أن تكون عاصمة للقرار العالمي بعد انتقال مقر الاتحاد الدولي إليها بقرار من المكتب التنفيذي لهذه المنظمة الدولية. ومن هنا أصبح كل عشاق هذه الرياضة في أكثر من 120 دولة حول العالم ينتظرون ما سيصدر من أبوظبي من قرارات تحدد لهم توجهاتهم، وتدير أنشطتهم ومسابقاتهم، وتقود عملية النهوض والتطوير لرياضتهم سواء من خلال توسيع قاعدة ممارسيها على المستوى العالمي، أو من خلال تأهيل وتطوير الأبطال وتوفير أفضل بيئة تنافسية لهم في العالم، ويقول الظاهري: في عام 2014 نجحت الإمارات من خلال عبد المنعم الهاشمي في الفوز برئاسة الاتحاد الآسيوي، ومنذ هذا التاريخ حدثت قفزة كبيرة لرياضة الجوجيتسو في آسيا. حيث زاد عدد الدول الأعضاء في الاتحاد من 12 عضواً إلى ما يتجاوز الـ 42 اتحاداً فعالاً، وزادت البطولات القارية والإقليمية، واتسعت رقعة اللعبة بشكل ملحوظ، ما جعل آسيا أهم قارات العالم في تلك الرياضة حالياً، وأكثرها تأثيراً في اتخاذ القرار العالمي، وتابع: وجود مقرات الاتحادات الرياضية في الدولة يسهم بشكل كبير في تعزيز مكانة الإمارات على المستوى العالمي، ونحن فخورون بهذه المكتسبات التي تجعل دولتنا قبلة للأحداث الرياضية. الدعم الحكومي ويقول حسن الحمادي أمين السر العام لاتحاد الملاكمة وأمين عام اللجنة التنظيمية الخليجية: إن الإمارات تستحق أن تكون مقراً للكثير من المنظمات الرياضية القارية والعالمية، في ظل الدعم الكبير الذي توليه الحكومة لهذا القطاع الحيوي، كما أنها تملك الكفاءات والكوادر الناجحة. مشيراً إلى أنه من خلال تجربته في اتحاد الملاكمة يستطيع أن يؤكد أن الدولة توفر كل الدعم للمرشحين في المناصب الدولية، وتهتم بأن تعزز مكانتها على الوضعين القاري والدولي، وأن السنوات الخمس الأخيرة على وجه التحديد تحققت فيها مكاسب عديدة في مجال احتضانها للمقرات الدولية، لأن وجود هذه المقررات تلقي الضوء على الإمارات، وتعزز سمعتها الخارجية. تطوير اللعبة وقال: وجود مقر الاتحاد الآسيوي للملاكمة في الإمارات وتحديداً في دبي، يسهم في تطوير اللعبة بالدولة أيضاً، وينعكس بالإيجاب على النهوض بتلك الرياضة ليس في الإمارات فحسب. ولكن في المنطقة العربية وفي آسيا بشكل عام، لا سيما أن رئيس الاتحاد الآسيوي يصبح تلقائياً نائباً لرئيس الاتحاد الدولي، ونحن على ثقة بأن الإمارات ستكون قريباً واحدة من أهم مدن العالم في رياضة الملاكمة، بعد أن نجحت في احتضان اجتماعات مهمة عدة لتصحيح مسار هذه الرياضة على المستوى العالمي، ولإخراجها من أزمتها في الحقبة السابقة. قوة دفع وقال حميد شامس أمين السر المساعد لاتحاد الكاراتيه أمين السر العام للاتحاد العربي إنه فخور بانتقال مقر الاتحاد الآسيوي للكاراتيه إلى مدينة دبي، وإنه على ثقة بأن دبي سوف تمنح رياضة الكاراتيه قوة دفع هائلة لتطويرها على المستوى القاري بما تملكه من قدرات وإمكانات هائلة. وإن فوز اللواء ناصر الرزوقي برئاسة الاتحاد الآسيوي هو انتصار للعبة على المستوى الآسيوي لأنه نائب لرئيس المنظمة الدولية أيضاً، وإن وجود المقر في دبي سوف ينعكس بالإيجاب على الدول العربية والآسيوية بشكل عام، لأنه سيدعم وجود الكوادر العربية في مختلف لجان الاتحاد.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :