“يدخل الزواج من الباب فيخرج الحب من النافذة”، مقولة اعتاد كثير من الأزواج على ترديدها، للتعبير عن حالة التململ الزوجي من شريك العمر، بعد سنوات من الإعجاب المتبادل وتعلق القلوب قبل الزواج. لكن ما هي إلا سنوات بعد الزواج حتى يتبخر الحب الذي كان بالقلوب ويصبح الزواج علاقة روتينية متكررة ليل نهار تجمع بين شخصين لا يربط بينهما سوى سقف المنزل والأبناء. فلماذا يدب الجفاء بين شريكي العمر مع سنوات الزواج رغم أن كلا منهما قد اختار الآخر برضا وقبول تام. أرض الواقع: استشاري العلاقات الزوجية “غاري تشابمان” قدم في كتابه “The Five Love Languages” أو “لغات الحب الخمس”، إجابة عن ذلك السؤال إذ أكد أن جميع البشر يعبرون عن مشاعر الحب بخمس طرق مختلفة، أطلق عليها “لغات الحب”، موضحا أنه لاكتمال علاقة حب بين طرفين لابد أن يتحدثا نفس لغة الحب لكي تصل مشاعر كل منهما للآخر، وإلا فستبدأ الاتهامات والانتقادات المتبادلة التي سرعان ما تحول الحياة إلى جحيم. ويقول تشابمان، إنه قبل الزواج يصل الطرفان إلى اقتناع تام بأن الآخر شخصا مثاليا، حتى وإن خطرت لهما فكرة مرور علاقتهما بعد الزواج بمشكلات فإنهم يصرون على أنهم سيتجاوزونها في إطار من الحب والتفاهم، هكذا يبدأ الزواج ولدى كل من الطرفين أمل كبير في أن تستمر حالة الرومانسية إلى الأبد وهنا تبدأ المشكلة. وحدد تشابمان الدورة الطبيعية لانتهاء “تجربة الوقوع في الحب” بمدة عامين، ربما تزيد قليلا في بعض الأحيان، بعدها يبدأ الشريكان في الهبوط إلى أرض الواقع، لا نتحدث هنا عن مسؤوليات الحياة اليومية فقط بل حقيقة النفس البشرية أيضا. ويشير استشاري العلاقات الزوجية إلى أن ملايين التجارب الحياتية أظهرت أن ما يتخيله البعض حبا قبل الزواج أو الارتباط الرسمي، ليس الحب الحقيقي الذي يمكن للإنسان الركون إليه حتى نهاية الحياة، فإما أن تتحول لتأخذ شكل العلاقة الصحية بعد الزواج إذا كان الشريكان على قدر كافي من الوعي، أو أن تتحول لعلاقة مشوهة تصبح فيما بعد مصدرا لمعاناة الطرفين إن أصرا على العيش في أوهام تجربة الوقوع في الحب. نصائح: ويشير خبراء وأخصائيون إلى وجود عدد من الاشتراطات الضرورية اللازم توافرها في شريكي العمر، حتى يتمكنا من الحفاظ على الحب بينهما، منها أن التصورات والتوقعات التي تسبق الزواج تكون السبب غالبا وراء فشل العلاقات الزوجية، وهو ما يجب التوقف عنه. ويوضح الخبراء أن واقع الزواج مختلف عما يتخيله الإنسان قبله حيث يحمل معه المشاكل والمسؤولية وهنا يتطلب فهم آلية الزواج مع ما يحمله من مستحقات مطلوبة من طرفي العلاقة. وينوه الخبراء أيضا إلى ضرورة حفاظ الزوجة على قدر كبير من الاهتمام بزوجها، حيث أن بعض الزوجات بعد مرور فترة من الزواج ينشغلن في أمور الحياة والبيت ولا يقدمن الاهتمام الكافي للزوج، وربما يكون هناك حب بينهما فيبدأ في الضمور ثم الاختفاء. ويرى المختصون أنه من غير الضروري أن تظل العاطفة ملتهبة بعد الزواج، فالمطلوب أن يستمر الحب بعد الزواج بطريقة هادئة تقود لاستقرار كلا الطرفين.
مشاركة :