انخفضت مستويات الإقبال على الذهب مع بقاء أسعاره مرتفعة واتخاذها منحى تصاعديًا.وأثر سفر الكثير من الأهالي في إجازة الصيف سلبًا على المبيعات، في حين تضاعفت عمليات بيع الزبائن لمصوغاتهم الذهبية مستغلين فرصة ارتفاع السعر، وذلك بحسب مشتغلين في قطاع الذهب والمجوهرات.وفي الأسواق العالمية زادت أسعار الذهب أمس مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط ما دفع المستثمرين لشراء المعدن الذي يعد ملاذًا آمنًا، لكن المكاسب جاءت محدودة بفعل ارتفاع الدولار وتقدم محتمل في المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. وارتفع الذهب في التعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 1420.70 دولار للأوقية (الأونصة).وبلغ سعر الذهب زنة 22 قيراطًا في البحرين أمس (الأربعاء) نحو 15.250 دينارًا، وكان المعدن الأصفر لامس أعلى مستوى له في ست سنوات الجمعة الماضية حيث ارتفع ليصل إلى مستوى 1452 دولارًا.وتوقع مشتغلون في قطاع الذهب أن تعود عمليات البيع بقوة مع حلول موسم الأعراس في الربيع، وقبيل نهاية العام تحسبًا لتطبيق القيمة المضافة في السنة الجديدة، وطالبوا بالمزيد من التسهيلات لقطاع الذهب للمساعدة على الانتعاش والتطور.أحمد: 30% نسبة الانخفاض في المبيعاتوقال حسين أحمد من مجوهرات آلاء إن التهديدات العسكرية تزيد من قلق المستثمرين، وهو الأمر الذي يجعلهم يتجهون لشراء الذهب بوصفه ملاذًا آمنًا، وذلك يرفع من أسعاره. ولفت إلى أن ارتفاع سعر الذهب قلل من نسبة المبيعات بنسبة قد تصل إلى 30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك لأن الناس ينتظرون انخفاض الأسعار للقيام بعمليات الشراء.وارتفعت أسعار الذهب بنحو 13% خلال العام، مقارنة بسعره في شهر يوليو من العام الماضي.وقال: «غالبية الناس الذين يشترون الذهب في الوقت الحاضر، يتخذون هذه الخطوة لأسباب ملحة، مثل شراء شبكة الزواج أو هدية لا مجال لتأجيلها»، مشيرًا إلى «عدم وجود بوادر لانخفاض أسعار الذهب حتى نهاية العام الجاري بحسب آراء المحللين».وكان تقرير شركة «سبائك الكويت» لتجارة المعادن الثمينة أن يستمر الذهب في الصعود خلال الأيام المقبلة نتيجة توقعات بمزيد من التوترات في المنطقة واحتمال دخول دول أخرى للنزاع مع إيران وهو ما يجعل أونصة الذهب دومًا في منحى تصاعدي. وبيّن التقرير الذي صدر مطلع الأسبوع أن الاتجاه التصاعدي يدعمه اجتماع الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل مع ترقب جميع الأسواق نتائج هذا الاجتماع، مؤكدًا أن الأمر لم يعد اختياريًا أمام الفيدرالي للتخفيض أو الابقاء على سعر الفائدة وإنما أصبح إجباريًا.نشاط في بيع الزبائن لمصوغاتهمولفت حسين أحمد إلى أن الكثير من المتعاملين من الذين يمتلكون مصوغات ذهبية اتجهوا لاقتناص الفرصة لبيع تلك المصوغات لحاجتهم للسيولة، مشيرًا إلى أن عدد الذين يبيعون الذهب هذه الأيام تضاعف مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي.وقال: «هناك الكثير من الناس الذين يأتون للسؤال عن الأسعار، وعرض بعض المصوغات للبيع أو الاستبدال».وتوقع أن يعود الطلب قويًا على الذهب قبل نهاية العام حيث من المتوقع أن ينتهز الكثير من الزبائن الفرصة لشراء الذهب قبل فرض القيمة المضافة على المعدن النفيس. وقال: «غالبية المحلات لم تفرض القيمة المضافة على مبيعاتها حتى الآن غير أنها ستضطر لفعل ذلك اعتبارًا من بداية السنة بحسب توجيهات للجهاز الوطني للإيرادات».وشدّد أحمد على أن الذهب سلعة تحتفظ بجاذبيتها مهما ارتفعت الأسعار، خصوصًا أنها تعد استثمارًا بالنسبة للكثير من الناس، فبدلاً من شراء سلع كمالية أو هدايا استهلاكية يفضل الكثيرون شراء الذهب لأنها تحافظ على أسعارها ويمكن بيعها والاستفادة من ثمنها في أي وقت.وأكد أن الذهب البحريني لا يزال يتمتع بسمعة جيدة لأنه يخضع للفحص والمراقبة، سواء الذهب الذي يرد من الدول الجوار أو الذهب المصنع محليًا.الشويخ: الكثير من الزبائن يفضلون التريثومن ناحيته، قال محمد الشويخ من مجوهرات الشهاب: «إن الأوضاع الاقتصادية والتوترات السياسية خصوصًا المناوشات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والحرب التجارية بين واشنطن وبكين كلها أمور تسهم في ارتفاع أسعار الذهب».وتابع قائلاً: «سعر الجرام بلغ نحو 15.250 دينارًا وهو سعر مرتفع إذا ما قارناه بالفترة نفسها في العام الماضي، وقد جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بمخاوف المستثمرين من حدوث تطورات تؤثر على الأسواق، وبالتالي فإنهم يلجأون إلى الاستثمار في أدوات آمنة مثل الذهب».وأفاد بأن حركة الشراء انخفضت بشدة لأن الأسعار عالية، وقال: «لو كان السعر 13.8 دينار أو أكثر قليلاً لربما وجدنا الحركة أفضل لأن الأسعار الحالية يجدها عالية ويفضلون التريث»، مشيرًا إلى أن «غالبية الزبائن يأتون لشراء حاجات محددة في الوقت الحاضر».ونوه الشيوخ بأن «تزامن ارتفاع الذهب مع الصيف، وذلك يؤثر بدوره لأن غالبية الزبائن هم من البحرينيين»، مشيرًا إلى أن «المحل قام بحملة ترويجية وتقديم عروض على الأطقم والأساور والكثير من المشغولات الذهبية لتنشيط عملية البيع».وعما إذا كان بعض الناس ينتهزون فرصة ارتفاع الذهب لبيع مصوغاتهم الذهبية، قال: «الكثير من الزبائن يجدون في ارتفاع الذهب فرصة للبيع خصوصًا أولئك الذين يجدون أنفسهم مضطرين، ويتحينون فرص الارتفاع للحصول على مردود جيد من عملية البيع»، مضيفًا أن «هؤلاء كثيرون في الوقت الحاضر».نزول الأسعار أول عامل محفز للشراءوعما يحفز السوق لتنشيط المبيعات قال محمد الشويخ: «إن نزول أسعار الذهب هو أول عامل محفز للسوق ثم المناسبات، والمواسم، مثل موسم الأعراس في فترة الربيع، وعيد الأم».وعن الاستراتيجية التي تتبعها محلات الذهب في ظل ارتفاع الأسعار، قال: «نحاول تقديم عروض ترويجية، وإتاحة أشكال وأحجام مختلفة فهنالك المصوغات الثقيلة التي يفضلها بعض الزبائن، وهنالك أخرى خفيفة لكنها ذهب صافي من دون أحجار، وذلك بحسب تفضيلات المشترين».وأعرب عن اعتقاده بأن السوق البحريني سيظل يستقطب الكثير من الراغبين في شراء الذهب لتميز تصاميمه التي تحاكي مختلف الأذواق خصوصًا الأشكال التراثية الأصيلة، علاوة على موثوقيته وعراقته.أما كنينالال جينتلال من مجوهرات الرجنسي فأشار إلى أن انخفاض حجم المبيعات لا يقل عن 30% خلال الفترة الحالية بسبب قدوم الصيف حيث يقضي الكثير من العملاء الإجازة خارج المملكة، علاوة على الارتفاع في الأسعار.ولفت إلى أن محله لا يلجأ لإجراء عروض ترويجية لأن أسعاره تنافسية في الأساس، مشيرًا إلى أنه يحاول تقديم تشكيلات واسعة لتتناسب مع قدرات الزبائن الشرائية على اختلافهم.وعما إذا كان السياح الذين يفدون إلى البحرين ينشطون سوق الذهب قال: «نحن في منطقة سوق واقف نجد السياح قليلين ربما يتجهون لمناطق أخرى مثل المنامة أو جدحفص».وردًا على سؤال بشأن طريقة تنشيط سوق الذهب والارتقاء به قال: «إن تقديم المزيد من التسهيلات للعاملين في مجال الذهب من شأنه أن يطور السوق، كما أن القدرة الشرائية تعلب دورًا كبيرًا في انتعاش هذا القطاع بوصفه أحد القطاعات الكمالية الاستهلاكية».الصائغ: التقلبات في السوق مسألة اعتياديةورأى محمد الصائغ من مجوهرات جيهان أن التقلبات في سوق الذهب مسألة اعتيادية، فقبل نحو عام انخفض الذهب انخفاضًا ملحوظًا وزادت معدلات الشراء، في حين يؤدي ارتفاعه في الوقت الحاضر إلى تأثيرات عكسية.وقال الصائغ: «إن التوترات السياسية تدعم الأسعار ارتفاعًا لأن الذهب يعد ملاذًا آمنًا للمستثمرين الذين يقبلون عليه بوصفه سلعة نادرة تسهل عملية تسييلها وبيعها من دون أن يلحق بالمستثمر أية مخاطر»، مشيرًا إلى أن «من بين إيجابيات ارتفاع الذهب أن الكثير من الزبائن الذين يملكون مصوغات ذهبية يجدونها فرصة لاستبدال الذهب أو بيعه».
مشاركة :