الأولون قالوا مثلا في انتفاخ الكرش: «اللي ما له دبيبة.. ماله هيبة» وأؤلئك ربطوا بين «الدبة» والوجاهة، مع أن العلم الحديث أثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن انتفاخ «الدبة» أو الكرشة دليل على المرض وأن هذه الكرشة التي يجرها الإنسان أمامه، ما هي إلا مجمع لأمراض عديدة، منها ضيق التنفس واضطرابات القلب وعسر الهضم وصعوبة الحركة. والكرش من المشاكل التي يواجهها الكثيرون وتؤثر بالسلب على أمور كثيرة في الحياة.. وهو بروز في البطن نتيجة لتراكم كميات زائدة من الدهون مع زيادة وتضخم في حجم الخلايا الدهنية في هذه المنطقة، وغالبا ما يكون الكرش مصحوبا بزيادة في الوزن بشكل عام. وهو يأتي بسبب العادات الغذائية السيئة والأكل الزائد على الحاجة في أوقات غير منتظمة، وأيضا الإفراط في تناول النشويات، بالإضافة إلى عدم ممارسة الرياضة، والأخطر من ذلك منتجات الألبان المستوردة. ولهذا، فلا غرابة في أننا نجد رجلا من كل ستة رجال في الدول العربية يعاني من البدانة في سن الثلاثين ثم تزيد هذه النسبة بعد سن الأربعين. ومعروف أيضا أن نسبة الدهون في جسم المرأة هي ضعف الدهون الموجودة في جسم الرجل. وحسب تقرير أعده باحثون من جامعة بوسطن الأمريكية؛ فإن الخبز الأبيض والمعجنات تأتي في صدارة الأغذية المسئولة عن انتفاخ الكرش.. وهذا الأمر لا غرابة فيه، لاسيما إذا علمنا أن هذه الأغذية هي مصفاة تتحول إلى سكر سريع الامتصاص بمجرد دخولها إلى الجسم.. وكردّ فعل على هذا يقوم الجسم بإفراز كمية عالية من هرمون الأنسولين لحرق جزء من السكر المتحول في الدم محولا إياه إلى شحوم تتكدس في منطقة البطن. وتنقسم الكروش إلى أربعة أنواع وهي الكرش العضلي والكرش المترهل والكرش المنتفخ والكرش الهرموني. وللتخلص من الكرش عليك بتغيير عاداتك الغذائية السيئة وممارسة الرياضة وخاصة رياضة المشي، حيث أن المشي كل عشرة كيلومترات يساعد على حرق 800 وحدة حرارية، والمداومة على الصلاة، وفيها يستطيع المرء حرق 580 سعرا حراريا على الأقل، بالإضافة إلى شد الجسم والمحافظة على شد القوام.. كما يوصى بارتداء حزام حول البطن لتصغير حجم المعدة وممارسة تمرينات شد البطن وتقوية الظهر.. أما الذين لا يستطيعون ممارسة الرياضة من كبار السن فيمكنهم النوم على الظهر ومدّ أرجلهم عاليا إلى الأمام عدة مرات وبالتناوب بين الساقين، وهكذا. وأخيرا فلنتقِ الله في أنفسنا ولا نفرط في الأكل ولنتبع نصيحة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) الذي أوصانا بأن يكون نظامنا الغذائي «ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك». ودعونا بذلك نودع ما تعارفنا على تسميته بكرش الوجاهة.
مشاركة :