رأى الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن حل المشكلات التي تواجهها الولايات المتحدة بات يتطلب ما هو أكبر من الانتماء لليسار أو اليمين السياسي، وأن الخيار بين الثنائية الحزبية القديمة "الجمهوريين والديمقراطيين" لم يعد مجديا.وفي مقاله بصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، رصد فريدمان على الصعيد السياسي خلال الشهر المنصرم ما وصفه بأنه حدثان صادمان كاشفان، أحدهما تطلُّع اليسار الديمقراطي إلى بديل للرئيس ترامب؛ والآخر هجوم اليمين الجمهوري من أنصار ترامب على أربع عضوات ملونات في الكونجرس، على رأسهم إلهان عمر، ومطالبتهن بالعودة إلى بلادهن الأصلية. ووصف فريدمان الحدث الثاني بالمخزي الذي "لا يشبه أمريكا" بقدر ما يبدو شبيها بألمانيا في الحقبة النازية أو إيطاليا في الحقبة الفاشية.ورأى أن الجمع بين الحدثين الصادمين يساعد في تفسير ما كشف عنه استطلاع رأي جديد من أن عددا كبيرا من الناخبين يشعرون أنه لا يوجد مرشح يعبر عنهم (سواء كان انتماؤه للجمهوريين أم للديمقراطيين)، وأن هذه الفئة عادة ما يُطلق عليها بشيء من السخرية اسم "الوسط" أو "المعتدلين".ونسب فريدمان نفسه إلى هذه الفئة من الناخبين، قائلا "أنا من هذه الفئة، لكني لا أحب أن أدعو نفسي من فئة "الوسط"؛ ذلك لما يدل عليه الاسم ضمنيا من أن شخصا يؤمن بوجهات نظر تقف مفتقرة إلى الوضوح بين وجهتي نظر واضحتين على اليسار واليمين. ودافع الكاتب عن نفسه قائلا "وجهات نظري ليست كذلك، إنما هي تسلك طريقا مختلفة إلى عالم السياسة.ونوه عن السياسات الأمريكية على مدى عقود ظلت رهينة الخيار الثنائي بين اليسار واليمين ومواقفهما المتناقضة.ورأى فريدمان أن العهد الراهن بوتيرته المتسارعة ومشكلاته المتداخلة يحتاج مسلكا مغايرا لم يعد مُجديًا معه قصْر الاختيار على ثنائية اليسار واليمين.
مشاركة :